شركة نوفارتيس تدعم محاربة السل
تعهدت شركة نوفارتيس لصناعة الأدوية بدعم منظمة الصحة العالمية في مجال محاربة داء السل بتقديم علاج لحوالي 500 ألف مريض خلال خمسة أعوام.
ويُعد الاتفاق الذي وقعه مدير الشركة دانيال فازيلا مع المدير العام للمنظمة في جنيف أول أكبر مشاركة لشركة أدوية في حملة لمحاربة الأمراض في العالم.
منذ أن بدأ الحديث عن “شراكة” بين كبريات الشركات العالمية التابعة للقطاع الخاص ومنظمة الأمم المتحدة فيما يعرف ببرنامج الشراكة الشامل أو Global Compact، هذه هي المرة الأولى التي تسفر فيها المفاوضات عن نتائج عملية تستحق الذكر.
فقد وقع دانيال فازيلا، المدير العام لشركة نوفارتيس لصناعة الأدوية، مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لي جونغ-ووك، صباح التاسع عشر ديسمبر في جنيف، على اتفاق تتعهد بموجبه شركة نوفارتيس بتزويد حوالي 100 ألف مصاب بداء السل بأدوية للعلاج على مدى خمسة أعوام.
وستقدم شركة نوفارتيس التي يوجد مقرها في بازل شمال سويسرا، بموجب هذا الاتفاق كمية من الأدوية لعلاج هؤلاء المصابين بمرض السل تبلغ قيمتها حوالي سبعة ملايين دولار. وطبقا للعرض الذي قدمه المدير دانيال فازيلا، تتمثل الأدوية التي ستقدمها شركته في هذا الإطار في أقراص للعلاج الأولي تشتمل على أربعة أدوية مجتمعة، وأقراص للعلاج الوقائي لمدة أربعة أشهر تشتمل على دوائين.
وقد أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور لي جونغ ووك بالخطوة التي اتخذتها شركة نوفارتيس معبرا عن الأمل في أن تحذو شركات أخرى حذوها في محاولة للقضاء على مرض السل.
أخطار وطموحات
يقضي مرض السل سنويا على حوالي مليوني شخص في العالم، يُقيم 98 % منهم في البلدان النامية. وتعتبر البلدان الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى وفي شبه القارة الهندية إضافة إلى الصين من أكثر المناطق التي ينتشر فيها مرض السل.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حددت استراتيجية لوقف انتشار مرض السل تشتمل على مرحلة أولى (تنتهي في عام 2005) يتوجب خلالها تشخيص المرض لدى 70% من المصابين بالسل، والتوصل إلى معالجة 85% من هؤلاء المصابين.
وهناك مرحلة ثانية (تنتهي في حدود عام 2010) يُفترض أن تتمكن فيها منظمة الصحة العالمية من تخفيض حجم الإصابة بمرض السل بحوالي 50% مقارنة مع المستوى الذي كانت عليه سنة 2000.
ومن هذا المنطلق تبدو مبادرة شركة نوفارتيس خطوة مشجعة لبلوغ هذا الهدف الذي تتكهن منظمة الصحة العالمية بأنه سيسمح بتفادي وفاة 25 مليون شخص حتى عام 2020، وتجنيب حوالي 50 مليون شخص الإصابة بالمرض، هذا في صورة إنجاز التوقعات المخطط لها من الآن وإلى عام 2005.
“اسأل مجرب”
على صعيد آخر، عدد مدير نوفارتيس الأسباب الكامنة وراء التزام شركته بمحاربة داء السل إلى جانب منظمة الصحة العالمية.
فبالإضافة إلى اقتناعه بالدور الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية للتوعية بهذه الأمراض التي تفتك بملايين الأشخاص في العالم، أشار السيد دانيال فازيلا إلى النجاح التجاري الذي حققته شركته في الفترة الأخيرة والذي سمح بتقديم هذا الدعم المادي الملموس.
لكن التجربة الأليمة التي عاشها هذا الرجل الذي يعد من أثرى الإطارات القيادية في الشركات السويسرية، أي اصابته بداء السل عندما كان صبيا، تعد، بلا ريب، من أهم دوافع تجنده الشخصي ضد هذا المرض.
وقال في تصريحات خاصة لسويس إنفو بأن “هذه التجربة الأليمة من جهة، ونضج مشروع الشراكة بين القطاع الخاص ومنظمة الأمم المتحدة الذي أطلقه الأمين العام كوفي أنان في عام 1995، كانا من الأسباب التي شجعت على اتخاذ هذه الخطوة”.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.