شمس الجنوب تسطع على شاشات فريبورغ
انطلقت يوم الأحد 18 مارس الدورة الحادية والعشرون للمهرجان الدولي للأفلام في فريبورغ، التي ستكون الأخيرة لمدريه الفني منذ 15 عاما، مارسيال كنيبل.
يشتمل برنامج هذه الدورة على بانوراما تعتني بالحياة في المدن وبمراجعة أعدّها كنيبل للموجة الجديدة في السينما التايوانية، كما يشارك في المسابقة الرسمية 13 شريطا.
يبدو مارسيال كنيبل هادئا لمحاوريه. ومع أنه يخوض هذا الأسبوع دورته الأخيرة ضمن مهرجان فريبورغ، الذي رافقه منذ ميلاده في منتصف الثمانينات، إلا أنه لا يشك في أنها ستكون “دورة ناجحة”، كما أنه لا يُـخفي اعتزازه باختيارات هذا العام.
فبالإضافة إلى الأشرطة الـ 13، التي تخوض السباق هذا العام من أجل الحصول على الجائزة الرئيسية للمهرجان (الرؤية الذهبية)، يتقدم سينما الجنوب للمشاهدين السويسريين عبر اختيارات متعددة، تشمل في هذه الدورة سينما جنوب إفريقيا وتايوان، إضافة إلى سلسلة من الأشرطة المهتمة بالحياة في المدن الكبرى.
إضافة إلى ذلك، تؤشر الأفلام الروائية الطويلة القادمة من ماليزيا والفيليبين عن الحيوية التي تتّـسم بها السينما الآسيوية.
سويس انفو: في البدايات، كان المهرجان مطبوعا بالأفكار “العالمثالثية”، هل ما زال هذا الالتزام قائما اليوم؟
مارسيال كنيبل: بالفعل، في تلك الفترة، كانت الحركة المؤيدة للعالم الثالث حاضرة بقوة، لكن بعض المخرجين شعروا بالاستياء من هذه التسمية، وسأذكر دائما انفعال المخرجة سارا مالدورور من غوادلوب، عندما شاهدت هذه العبارة على لافتة المهرجان، لذلك، اخترنا تسمية “المهرجان الدولي للأفلام في فريبورغ”.
فمن جهة، يعود هذا الاختيار لأننا اكتشفنا أن صنف “العالم الثالث” كان يتسم بطابع أقرب ما يكون “للغيتو”، ومن جهة أخرى، لأننا كنا نريد أن نُـظهر أن أشكالا أخرى من التعبير السينمائي يُـمكن أن تسمح بفهم العالم الذي نعيش فيه هنا.
سويس انفو: يسيطر المثال الصناعي على السينما العالمية، مثلما هو الحال في بوليود (الهندية). أنت تجوب العالم لانتقاء الأفلام التي تُـعرض في فريبورغ، هل يثير لديك هذا الأمر بعض المخاوف؟
مارسيال كنيبل: إنه من الواضح أن الاتجاه السائد – لأسباب تتعلق بالبحث عن السهولة وأيضا بسبب نقص الثقافة – يتمثل في البحث عن الأشرطة التجارية، حتى لو كانت هندية أو كورية. على الرغم من هذا، يواصل بعض الموزعين الكفاح من أجل اقتراح توزيع أكثر ذكاءً.
يبقى أنه توجد في كل هذه البلدان، مثلما هو الحال في أوروبا، سينما المؤلفين، وهي من عمل مخرجين يمنحون أنفسهم “مهمة الحديث عن بلادهم وثقافتهم”، لذلك، فمن المهم بما كان أن نستمر نحن أيضا في الكفاح من أجلهم.
سويس انفو: يريد السيد نيكولا بيدو، المسؤول عن القطاع السينمائي في الكنفدرالية، الحصول على سينما سويسرية “شعبية وذات جودة”. هل تؤيدون معادلة من هذا القبيل؟
مارسيال كنيبل: هذا يتوقف على كيفية تفسيرها. فإذا ما كان الهدف يتمثل في تحويل السينما الجيد إلى سينما شعبية وفي تنفيذ سياسة ترويج حقيقية، فإنني أرى أنها تمثل مبادرة جيدة، أما إذا ما كانت ترمي إلى إضفاء شيء قليل من الجودة على أفلام تنتمي إلى “الاتجاه السائد”، فإنني لست واثقا بالمرة بأنها يمكن أن تُـسفر عن شيء ما.
سويس انفو: في العادة، تتّـسم برمجتك لدورات المهرجان بطابع… ثقافي إلى حدٍّ ما
مارسيال كنيبل: إنني أعتبر هذا نوعا من التكريم. في الكثير من الأحيان، يقوم التلفزيون بدعوى الاستجابة لرغبات الجمهور إلى “تبسيط” برمجته إلى أدنى حد، لو قدم الذين يعدّون برامج القنوات التلفزيونية إلى هنا، لاكتشفوا أنه يوجد جمهور للأفلام الذكية.
من جهتي، دائما ما أختار الأشرطة التي لها معنى والتي يضع المخرجون فيها شيئا من ذواتهم.
سويس انفو: بعد أكثر من 15 عاما من العمل في مهرجان فريبورغ، ما هي أفضل ذكرى تحتفظون بها؟
مارسيال كنيبل: إحدى اللحظات المهمة تمثلت في تقديم المخرج الأرجنتيني فرناندو سولاناس لشريطه الوثائقي “ذاكرة عملية نهب”، الذي خصصه لسنوات كارلوس منعم. لكنني أحتفظ في الذاكرة بجميع لقاءات الصداقة مع المخرجين.
أجرت الحوار كارول فيلتي – سويس انفو
(ترجمه من الفرنسية وعالجه كمال الضيف)
تدور فعاليات الدورة 21 للمهرجان الدولي للأفلام في فريبروغ من 18 إلى 25 مارس 2007.
تم اختيار 13 شريطا للمشاركة في مسابقة المهرجان، من بينها 7 أعمال أولى لمخرجين شبان و4 أنجزت من طرف مخرجات.
باستثناء شريطين من ماليزيا، تقدم الأشرطة المتنافسة على جائزة المهرجان من البرازيل وإيران والفيليبين والأرجنتين واليابان وتونس والصين وبلجيكا وإسرائيل والجزائر وتايلاندا.
إضافة إلى البرمجة العادية، يستعرض المهرجان الموجة الجديدة للسينما التايوانية، ويهتم بسينما جنوب إفريقيا ويخصص عدة عروض لأشرطة تهتم بالحياة في المدن الكبرى.
تبلغ ميزانية المهرجان 1،5 مليون فرنك.
ولد مارسيال كنيبل في ستراسبورغ بفرنسا. تابع تكوينا في مادة الكيمياء، قبل أن يعمل أستاذا في شرق إفريقيا وفي جمهورية إفريقيا الوسطى.
قدم إلى سويسرا في عام 1978 وعمل مساعدا اجتماعيا ومتعاونا مع منظمة « E-Changer » غير الحكومية. في عام 1986، بدأ في التعاون مع مهرجان أفلام فريبورغ وأصبح مديرا فنيا له في عام 1992. شارك بالخصوص في تأسيس “تريغون فيلم”، وهي شركة توزيع سويسرية لأفلام الجنوب وحصل في عام 2006 على جائزة السينما الكورية لدوره في الترويج لأشرطة هذا البلد عبر العالم.
ضمن مسابقة المهرجان:
شريط “جنون”، للمخرج فاضل الجعايبي (104 دقيقة، تونس – 2006)
شريط “روما وإلا انتوما”، للمخرج طارق تقية (111 دقيق، الجزائر – فرنسا – ألمانيا – 2006)
أشرطة تعرض خارج المسابقة:
شريط “كحلوشة”، للمخرج نجيب بلقاضي (80 دقيقة، تونس – 2006)
شريط “غرب… شرق”، للمخرجة ريما الخوري (8 دقائق، مصر – الأردن – 2006)
شريط “البنات دول”، للمخرجة راشد تهاني (68 دقيقة، مصر – 2006)
شريط “عرس الذيب”، للمخرج جيلاني السعيد (83 دقيقة، تونس – 2006)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.