صدمة كهربائية .. خير من رصاصة!
إعتمدت اللجنة الفنية للشرطة الفدرالية استخدام مسدسات من نوع جديد، تصيب الهدف من خلال صدمة كهربائية تبلغ قوتها 50 ألف فولت!
وتقول اللجنة بأن استخدام هذا النوع من المسدسات سيسهل عملية الإيقاع بالمطلوب القبض عليه بدقة بالغة ، وبدون أية إصابات لمن حوله، مستندة بذلك إلى انتشاره الواسع في الولايات المتحدة.
يبدو المسدس الجديد في شكله الخارجي مشابها إلى حد ما إلى الأنواع المتعارف عليها، مع بعض اللمسات التي تعطيه شكلا أشبه بالموديلات المستعملة في أفلام الخيال العلمي.
ويطلق هذا المسدس الكهربائي خيطين رفيعين، في نهاية كل منهما سهما مدببا ودقيقا، يخترق الجلد لمسافة صغيرة قبل أن ينشر تيارا كهربائيا تبلغ قوته 50 ألف فولت، ولا تمنع الملابس من سريان التيار في جسم المطلوب القبض عليه.
ويتعرض الجهاز العصبي للمصاب بالشلل التام اثر ملامسة السهمين لجسده، فلا يقوى على التحرك من مكانه، وقد يصاب بإغمائة خفيفة، وهي فترة قصيرة تكفي قوات الشرطة لإحكام قبضتها على الشخص المطلوب دون أية مقاومة تذكر من جانبه.
ويقول خبراء الشرطة في سويسرا بأن هذه الشحنة الكهربائية القصيرة التي لا تتجاوز تأثيرها 5 ثوان لا تسبب أية أضرار لجسم الإنسان، نظرا لأن شدة التيار الكهربائي الناتج عنها 16 مللي أمبير، وهي الشدة الكافية للتأثير على الجهاز العصبي المركزي، بشكل خفيف ومحدود.
تطمينات ومخاوف
ويؤكد بيتر ديتهلم رئيس اللجنة الفنية التي صرحت باستخدام هذا المسدس، بأن المقبوض عليه يستعيد حيويته بعد فترة وجيزة. وان من تعاملت معهم الشرطة بهذا المسدس الجديد لم تظهر عليهم أية أعراض غير مطمئنة، حيث كانت شرطة بازل هي الأولى التي جربته بشكل عملي دون عن تصرح عن ملابسات الاستخدام، بينما بدأت الدوائر الأمنية في زيورخ في دراسة الأمر واختباره في إطار التجربة قبل اعتماد استعماله بشكل رسمي.
ويشير ماركو كورتيسي المتحدث باسم شرطة زيورخ، إلى أنه من المستبعد استخدام هذه السلاح في المظاهرات، ومن المحتمل أن يقتصر استعماله على الحالات الصعبة والمعقدة مثل عمليات تخليص رهائن محتجزين أو مطاردة لص خطير أو سفاح هائم.
ويعترف بيتر ديتهلم – الذي صرح باستخدام هذا السلاح الجديد – بأنه ليس من المستبعد حدوث إصابات إثر استخدامه، على الرغم من تأكيد الشركة الأمريكية المنتجة له، بأن الشحنة الكهربائية الصادرة عنه لا تؤثر على أعضاء الجسم.
إلا أنه من الممكن أن يصاب الشخص أثناء إنهياره مثلا من خلال اصطدامه بالأرض بشدة أو بأي شيء آخر قريب منه، ومن الممكن أيضا أن تأتي إصابته في مكان حساس كالعين أو الأذن أو غيرهما، وذلك بسبب مدى قذيفته الكهربائية التي تصل إلى 6 أمتار.
كما من غير المعروف تأثير تلك الصدمة الكهربائية على مرضى القلب أو النسوة الحوامل، أو المصابين بضيق التنفس، علاوة على أن المطلوب القبض عليه يكون أصلا في حالة توتر عصبي ونفسي شديدين، ومن المحتمل أيضا أن تؤثر عليه تلك الصدمة الكهربائية “القوية – الضعيفة”.
انتقادات متوقعة
وعلى الرغم من تلك الأسئلة الكثيرة التي تبحث عن إجابة، فإن الشرطة الفدرالية تعتبرها أقل خطرا من المسدسات العادية أو تلك التي تستخدم فيها الأعيرة المطاطية، ناهيك عن الهراوات بأنواعها المختلفة. وقد حرصت الشرطة على التنويه اكثر من مرة على أن استخدام الأسلحة الجديدة لن يكون إلا بعد التدريب عليها جيدا، واستخدامها فقط في الحالات المحددة لها.
ومن العوامل التي شجعت على السماح باستخدام هذا السلاح في سويسرا، انتشاره الواسع في الولايات المتحدة سواء على الصعيد الرسمي أو الخاص، حيث طرحت الشركة المنتجة نوعا يصدر صدمة أقل قوة للدفاع عن النفس.
إلا أن الشرطة الأمريكية تستعمل هذا السلاح ليس فقط لإلقاء القبض على متهم، بل أيضا للقضاء على أية محاولة تمرد في السجن أو للسيطرة على محاولي إثارة الشغب أثناء التحقيقات، وهو ما يثير المخاوف من انتقال هذا الأسلوب إلى السجون السويسرية أيضا.
ولا شك في أن تعميم استخدام هذا السلاح سيفتح الجدل مرة أخرى بين منظمات حقوق الإنسان والشرطة الفدرالية حول أسلوب التعامل مع المشتبه فيهم والمتهمين، لا سيما وأن الشرطة السويسرية تعرضت لهجوم حاد من قبل تلك المنظمات بسبب عدم إنسانيتها في التعامل مع الأجانب، الذين تضطرهم الظروف للوقوع في براثن الشرطة، أو المشتبه فيهم أو المرحلين من طالبي اللجوء.
تامر أبو العينين – سويس انفو
يعتمد المسدس الجديد على شل الجهاز العصبي المركزي للإنسان لفترة لا تتجاوز 5 ثوان بواسطة شحنه كهربائية تبلغ قوتها 50 ألف فولت ولكن بشدة 16 مللي أمبير.
يبلغ سعر السلاح الجديد 1000 فرنك، بينما ينخفض سعره للاستخدام الخاص بشحنة كهربائية اقل إلى 500 فرنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.