صناعة الشوكولاطا تقاوم تشغيل الاطفال
قد لا يُفكر المُستهلك لحظة شرائه لعُلب الشوكولاطا، بأن آلاف الأطفال يقضون ساعات مُضنية في حقول الكاكاو الذي تُصنع منه الشوكولاطا. ومن هؤلاء الأطفال من تحولوا إلى عبيد بعد أن باعتهم أسرهم مُقابل بضعة دولارات للعمل في مزارع الكاكاو خارج بلدانهم!
انضمت الشركاتُ السويسرية إلى قطاع صناعة الشوكولاطا العالمي لوضع اللَّمسات الأخيرة على اتفاق يحارب تشغيل الأطفال في هذا المجال. وقررت سويسرا التي تُعد من أبرز منتجي الشوكولاطا في العالم، الانضمام إلى دول أخرى لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقنين تشغيل الأطفال في قطاع صناعة الشوكولاطا، خاصة في دول غرب إفريقيا.
ويذكر أن سويسرا تستورد حوالي 50% من حاجياتها من الكاكاو من ساحل العاج وغانا، وهما من أكبر منتجي هذه المادة في العالم. وتقول الجمعية السويسرية لصانعي الشوكولاطا “شوكوسويس”، إنه يتعين على هذا القطاع أن يتحمل المزيد من المسؤولية الاجتماعية إزاء الأطراف التي تزوده بالكاكاو إن كان يرغبُ فعلا في أن يكون للبروتوكول الجديد النجاعة المنشودة.
ويشرح مدير الجمعية فرانز شميد أن أحد أهداف الاتفاق الذي وُضعت عليه اللمسات الأخيرة هو إقامة نظام يتتبَّعُ حبوب الكاكاو من الحقل إلى المصنع ويتأكد من كافة الأطراف التي تكسب المال من هذه التجارة. ويعد تقنين التشغيل في هذا المجال أمرا صعبا للغاية، خاصة أن عددا كبيرا من حقول الكاكاو تقع في مناطق نائية تديرها أسر أو شركات صغيرة.
محاربة الفقر تظل الحل
وصرح السيد شميد في حديث لـ”سويس انفو” أن سلسلة صناعة الشوكولاطا معقدة جدا مثلها مثل تحديد مصادر الكاكاو. وقد أُلقي اللومُ مرارا على صانعي الشوكولاطا أنفسهم بسبب اختلاقهم المزعوم لظروف سوق تدفع بمُزارعي الكاكاو الأفارقة إلى هاوية الفقر والى اللجوء إلى عبودية وتشغيل الأطفال. ويقول السيد شميد في هذا السياق: “إن العبودية السائدة في هذه الدول هي نتيجةٌ الفقر. علينا أن نبحث عن حلول تسمح لكل أسرة بإرسال أطفالها إلى المدارس ولو لساعات قليلة يوميا”.
ومن بين الحلول المقترحة لتسوية مشكلة الفقر، ضمانُ دخل أدنى لمُزارعي الكاكاو. لكن يبقى التساؤل إن كان قطاع صناعة الشوكولاطا مستعدا بالفعل لمحاربة الفقر في الدول النامية عن طريق عرض سعر أفضل لحبوب الكاكاو على سبيل المثال.
وتشرح متحدثة باسم جمعية صانعي الشوكولاطا (CMA) سوزان سميت أن المُذكرة التي تنوي الدول المنتجة للشوكولاطا اعتمادها، بادرةٌ توضح أن هذا القطاع يتحرك في اتجاه مُحاربة انتهاكات التشغيل في حقول الكاكاو. وكانت الجمعية إلى جانب المؤسسة العالمية للكاكاو قد اقترحت هذه المذكرة العام الماضي تحت ضغوط الكونغرس الأمريكي.
في الأثناء، ينكب فريق عمل مدعوم من قبل صانعي الشوكولاطا على دراسة اجراءات أخرى تهدف الى وضع حد للعبودية التي يقع ضحيتها الأطفال في حقول الكاكاو بدول افريقيا الغربية. وقد يواجه هذا الفريق بعض الصعوبات خاصة وان حكومة ساحل العاج وأصحاب حقول الكاكاو طالما أكدوا أن التقارير عن العبودية مبالغ فيها ولا تنطبق على معظم حقول الكاكاو في البلاد.
ويذكر أن بعض هذه التقارير تفيد بأن ما لا يقل عن 15000 طفل من دولة مالي يعملون في حقول الكاكاو في ساحل العاج، وان العبيد الصغار الذين ينهمكون في جمع حبوب الكاكاو يُُُجلبون من أفقر المناطق في بلدانهم حتى أنهم يباعون من قبل أسرهم مُقابل دولارات زهيدة.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.