مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صوت المسلمين المناصرين للعلمانية في سويسرا

swissinfo.ch

أسست في جنيف الجمعية السويسرية للمسلمين المناصرين للعلمانية، كرد فعل على كل من التيارات اليمنية المتطرفة والأصوات المتحدثة باسم التيارات الدينية.

ويرى رئيسها حاجي خدود، أن تأسيسها ياتي كرد فعل على الموجة المعادية للإسلام والمسلمين وفي نفس الوقت لإبراز صوت الغالبية المسلمة التي لا تجد في أصوات ممثلي التيارات الدينية تمثيلا لها.

تم في 20 سبتمبر 2006 في جنيف تأسيس الجمعية السويسرية للمسلمين المناصرين للعلمانية. وهي الجمعية التي تضم حاليا حوالي 40 عضوا ومجلسا تأسيسيا من ستة أعضاء نصفهم من النساء.

في حديث خص به سويس إنفو تطرق رئيس الجمعية، السويسري من أصل جزائري حاجي خدود لأهداف الجمعية وموقفها من التيارات الدينية والتيارات العنصرية المناهضة للإسلام والمسلمين في سويسرا.

سويس إنفو: عندما تتحدثون باسم المسلمين المناصرين للعلمانية ماذا تقصدون بذلك؟

حاجي خدود: نعتبر أن المسلم المقيم في سويسرا يعيش في مجتمع علماني، فهو يدفع ضرائب في هذا البلد ويساهم في انتخاب ممثليه على المستويين المحلي والفدرالي، وهو في ذلك لا يقوم بتلك الإلتزامات من منطلق معتقداته الدينية بل بدافع افكاره السياسية وللمشاركة في تأسيس المجتمع الذي يعيش فيه. ومن هذا المنطلق يعتبر المسلمون المقيمون في سويسرا علمانيين فقط لأنهم يعيشون في مجتمع لا تحدد فيه التصرفات وفقا للمعايير الدينية.
وباختصار المسلم المناصر للعلمانية في نظري هو المسلم الذي يحترم قوانين الدولة.

سويس إنفو: ما هي الدوافع التي دفعتكم الى تأسيس هذه الجمعية في هذا الظرف بالذات؟

حاجي خدود: قررنا تأسيس الجمعية السويسرية للمسلمين المناصرين للعلمانية التي يختصر اسمها بالفرنسية ب ASML، كرد فعل على الإحساس المعادي لكل ما هو مسلم، الذي كان موجودا من قبل ، والذي عرف تعاظما منذ الأحداث الأليمة في الحادي عشر سبتمبر 2001.
لذلك قررنا تأسيس هذه الجمعية لإظهار بأن المسلمين أناس متسامحون ، فيهم من يطبق شعائر دينية ومنهم من لا يطبق تلك الشعائر كل حسب هواه. وأشدد على أننا نرغب في إظهار هذا الوجه المتسامح للمسلم ، ولإظهار بأن الإسلام يمكنه التعايش كلية مع العلمانية ومع الديموقراطية. كما نرغب في البرهنة للمتطرفين في هذا البلد بأن تواجد المسلمين أصبح واقعا ملموسا في هذا البلد. فإذا كان العدد في العام 1977 لا يتجاوز 30 ألفا، فإنهم اليوم يفوقون 340 الف مسلم. فهدفنا ليس الرغبة في احتلال هذا البلد لأننا في بلدنا أي بلد التبني”.

سويس إنفو: من بين 340 الف مسلم ما هي النسبة التي تأملون في استمالتها اليكم؟

حاجي خدود: أملنا في تمثيل قسم من هذه الجالية المسلمة المقيمة في سويسرا وأن نصبح أحد أصواتها. وكما تعلمون 90% من المسلمين المقيمين في سويسرا منحدرون من بلدان مسلمة لها تقاليد علمانية كبيرة مثل بلدان البلقان او تركيا. كما أن المسلمين المنحدرين من بلدان المغرب العربي لهم أيضا تقاليد علمانية متجذرة. وانا المنحدر من الجزائر التي عرفت حربا أهلية أعي جيدا لضرورة الفصل بين الدين والسياسة وبين الدين وقضايا المجتمع.

سويس إنفو: لقد تحدثتم عن موقفكم من التيارات المتطرفة المعادية للمسلمين والإسلام، ولكن ما هو موقفكم من التيارات الإسلامية التي تعتبر نفسها ممثلة للجالية المسلمة؟

حاجي خدود: نحن لا نريد الدخول في تنافس مع رجال الدين ولكن نعتبر أن هؤلاء سواء طارق رمضان او عبد الحفيظ الورديري يمثلان بدورهم شريحة من المسلمين ولكن ليس كل المسلمين. كما أننا أيضا لا ندعي بأننا نمثل كل المسلمين المناصرين للعلمانية ، بل نحن جمعية متواضعة تأمل في تمثيل تيار من الإسلام العلماني لا غير.

سويس إنفو: إنكم بموقفكم هذا من التيارات الدينية من جهة ومن التيارات العنصرية المتطرفة من جهة أخرى تفتحون جبهتين في آن واحد. هل أنتم واعون لحجم التحدي؟

خدود: في الحقيقة كل ما نرغب فيه هو محاربة الأفكار المسبقة ووضع حد للخطاب المردد من قبل البعض بأنه من غير المقبول تشييد مآذن في سويسرا لأنه بلد له تقاليد وحضارة يهودية مسيحية.

فنحن نقول أننا نعترف بأن سويسرا وأوربا بلدان ذات حضارة يهودية مسيحية. ولكن المسلمين اصبحوا اليوم امرا واقعا في هذه المجتمعات. ولذلك نقول فلنضع العنصر الديني على حدة ، ولنوقف هذه الاعتراضات ضد المآذن والتساؤل لماذا لا توجد كنائس في العالم العربي والإسلامي. ولنخرج من هذا النقاش الديني ولنتمسك بالنقاش العلماني والسياسي، لأننا نعتبر أن العلمانية هي فرصة كبرى بالنسبة للمسلمين من أجل وضعهم في نفس المكانة مثل باقي الديانات الأخرى التي ساهمت في تاريخ وحضارة هذا البلد. وما دمنا اقلية فمن فائدتنا الإسهام في شرح العلمانية والترويج لها .

الغريب أن الكل اليوم في سويسرا، وفي خضم الجدل الدائر حول بناء المآذن، بدأ يتذكر بأنه متشبع بحضارة يهودية مسيحية وهذا في وقت نعرف فيه أن الغالبية لم تعد تدفع الضرائب الكنسية وتتردد بقلة على قداسها. وهو ما يمكن أن نقول عنه أنهم أصبحوا يكتشفون عقيدتهم المسيحية على ظهر المسلمين. وهو ما نود وضع حد له بالتذكير بأن الحروب الدينية بين البروتيستانت والكاثوليك حصدت الكثير من الأرواح في هذا البلد. كما ان من اثار موضوع رفض المسلمين الاختلاط في المسابح، نقول له أن الاحصائيات التي تمت في دويلة صولوتورن اظهرت بأن نسبة الإستثناءات لإعفاء التلميذات من السباحة في المسابح مع زملائهم لم تتعدى 0،007% أي 2 فتيات لكل 20 ألف تلميذة. وفي الوقت الذي يتم فيه تضخيم هذه القضية يتم تناسي ان كل التيارات المسيحية المتطرفة مثل الايفنجيليين والبونتكوتيست تعرف لديها نسبة الاستثناءات تعاظما سنة بعد سنة لمنع بناتهم من التوجه الى المسابح. وهؤلاء المتطرفين المسيحيين يرتكزون على الحق في العلمانية من اجل الحصول على الاستثناء. فكيف يعقل ان تكون العلمانية حقا في المساواة بالنسبة للبعض ، وعامل لا مساواة بالنسبة للبعض الآخر.

ونحن كمسلمين لنا أيضا تجاربنا ويكفي ان ننظر الى ما يجري في العراق ، أو ما حدث في بلدي الجزائر. لذلك نود أن نضع حدا لكل هذا وأن نترك الدين للتصرف الشخصي الخاص.

سويس إنفو : كيف تنوون تعميم تواجدكم في سويسرا؟

حاجي خدود: ننوي الاتصال بمكاتب الاندماج في الدويلات الناطقة بالفرنسية، وبالأخص جنيف ولوزان وفريبورغ من أجل مناقشة ما يمكن القيام به. وبنية الجمعية في وضعها الحالي هي عبارة عن لجنة مكونة من ستة أعضاء ثلاثة منهم من النساء وهذا لإظهار بأن الجالية المسلمة في سويسرا في اغلبها لها نزعة علمانية وترغب في ترسيخ المساواة بين الجنسين. وما يحدث في العالم العربي او الإسلامي فهذا أمر لا شأن لنا به ولا مسئولية لنا فيما يحدث فيه من انحرافات.

ولنا نية في التحرك خطوة خطوة نحو تعميم التواجد ليس فقط على مستوى وسائل الإعلام بل ايضا على أرض الواقع وداخل المجتمع من أجل فهم اهتمامات واحتياجات السلطات السويسرية من جهة واحتياجات واهتمامات الجالية المسلمة من جهة أخرى هذه الجالية التي تعاني من التمييز. فقد أظهرت عملية سبر الآراء في زيورخ أنه إذا كان لك اسم عربي فحظوظك تقل في الحصول على تدريب مهني وهذا سواء كنت عربيا ا او تركيا او من كوصوفو. وما نريد إظهاره هو ان المسلمين جنسيات وأعراق مختلفة. وليس هناك مجتمع إسلامي موحد بل هناك مجتمعات مختلفة.

ونحن باندماجنا في هذا المجتمع السويسري، لا نرغب أيضا في التنصل من ديننا او من تقافتنا وأصلونا. لأن كل ذلك سوف لن يزيد إلا في إثراء هذا البلد، مثلما عملت باقي الثقافات والديانات الأخرى على إثرائه.

سويس إنفو: كيف كان رد فعل السلطات الرسمية سواء على المستوى المحلي او الفدرالي؟

حاجي خدود: لقد حصلنا على عدة اتصالات عبر البريد الالكتروني من السلطات السياسية التي هنأتنا على هذه الخطوة قائلة بانكم على الأقل واضحون في مواقفكم وبالأخص فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة . وهذا واقع نعيشه داخل عائلاتنا فأنا لكوني منحدر من أصل جزائري أقول ان المرأة كانت لها نفس الحقوق ويمكن أن نقول انها في بعض الأحيان كانت لها حقوق تفوق حقوق الرجل. وهذا ما اسعدهم خصوصا أننا أوضحنا بأنه لا يجب ان يتحدث الجميع عن المسلمين بل مع المسلمين.

وهناك إقبال على العضوية في الجمعية رغم حداثة عمرها. وما لمسناه هو ان مسئولي هذا البلد لهم رغبة كبيرة في الحديث مع المسلمين بدون أن يكون هذا الحديث حديثا دينيا بل متعلقا بمشاكل المجتمع.

سويس إنفو: عندما تقول انه يجب الحديث مع المسلمين وليس عن المسلمين ماذا تعني بالضبط؟

حاجي خدود: هذا يعني أنه لا يجب ان نواصل الترويج للكليشيهات والأفكار المسبقة فكيف يمكن الحديث عن المسلمين إذا كنتم لا تعرفونهم جيدا. لذلك أقول ان هذه الجمعية وجدت للحديث مع باقي الطوائف الأخرى لتوضيح ما هو خاطئ من صور مروجة عن المسلمين، وما هو عرف متداول او تقليد متوارث وما هو من تعاليم الدين. هناك من السويسريين من يستعمل اليوم تعابير مثل الأمة او الشريعة . وحتى حزب الشعب السويسري المتطرف أطلق شائعة مفادها ان المسلمين يرغبون في إدراج الشريعة في الدستور السويسري. ويجب ان نوضح بأن الشريعة حتى في البلدان الإسلامية ليست مطبقة بالمعنى الكامل.
لذلك اقول انه يجب الكف عن هذا التخويف، وانظروا إلينا كجسر يمكن أن يربط بين باقي الثقافات الأخرى.

هناك من يتحدث عن المسلمين ولم يتعرف اليهم قط في حياته، وهناك من يعود إلى نصوص القرن السادس عشر لتوضيح حقيقة المسلمين. نحن نقول نحن مسلمو القرن الواحد والعشرين لنا قدرتنا على التكيف، ولسنا رجال دين ولكن نكن الاحترام والتقدير لكل ما هو مقدس.

سويس إنفو: هل أنتم مستعدون للدخول في نقاشات متضاربة مع تيارات أخرى لتوضيح مواقف اعضائكم؟

حاجي خدود: عن طريق هذه النقاشات المتضاربة يمكن كسر تلك الصور المسبقة. والنقاش يجب ان يكون بالضرورة بين أطراف متعارضة. لذلك علينا ان نتوجه لمن لديهم افكارا متعارضة مع أفكارنا لتوضيح بأننا متسامحون ومحترمون لقوانين العلمانية وقوانين البلد الذي نعيش فيه ولا ضرورة للتخوف من تواجدنا لأننا نغير على هذا البلد بمثل ما تغيرون عليه انتم.

سويس إنفو: هناك جمعيات إسلامية تم تشكيلها في كامل التراب السويسري. فهل اتصلتم او لديكم نية في الاتصال بها؟

حاجي خدود: لم نتصل ولم نحاول لحد الآن لأن من السابق لأوانه خصوصا وان جمعيتنا حديثة التأسيس. لكن أولويتنا في الوقت الحالي هي للحديث الى السويسريين لأن الأهمية تكمن في كسب الرأي العام وإقناعه بأننا نرغب في إقامة حوار بناء. وبعدها فقط يمكننا المشاركة في المناقشات المتضاربة وغيرها.

وما نريد توضيحه للرأي العام السويسري هو أن ما يحدث في العراق او في أفغانستان لا علاقة له بالجالية المسلمة في سويسرا وليست مسئولة عنه. ولكي نضع حدا لمن يرددون بأنهم يعارضون بناء المآذن لأن الدول الإسلامية والعربية لا تسمح ببناء الكنائس، لأن هذا غير صحيح باسثناء العربية السعودية. فأنا من مواليد الجزائر العاصمة وترعرعت بالقرب من كنيسة لا زالت قائمة ومفتوحة لحد اليوم. ونفس الشيء ينطبق على المغرب حيث معابد المسيحيين واليهود محترمة ومفتوحة أمام المصلين.

وعندما نتحدث عن العرب فهذا لا يعني ان كل العرب مسلمون، لأن هناك مسيحيين في لبنان وسوريا والعراق.

سويس إنفو: كون ان من بين الأعضاء المؤسسين من كان لهم ماض في صفوف حزب الشعب السويسري المتطرف، هل لا ترون أن ذلك قد تكون له تأثيرات سلبية على مستقبل الجمعية ؟

حاجي خدود: بالفعل ان مؤسس هذه الجمعية السيد علي بن نواري كان أمينا عاما بالنيابة لحزب الشعب السويسري الذي كما نعرفه حزبا معاديا للأجانب . فهو انخرط عن حسن نية معتبرا إياه مثل باقي الأحزاب.
بعد هذه التجربة غادر حزب الشعب والتحق بالحزب الرادكالي ولست أدري ما إذا كان ذلك سيؤثر سلبا . فهو إذا كان المؤسس فأنا كرئيس ليست لدي اية انتماءات سياسية متطرفة او عنصرية.

سويس إنفو: وهل التخوف من إمكانية ان تستحوذ عليكم تيارات معينة هو تخوف تأخذونه بعين الإعتبار؟

حاجي خدود: صحيح أن تيارا علمانيا معتدلا متمسكا بمبادئ الدولة، يعد عرضة لكل محاولات الاستحواذ عليه . يجب ان ننتظر ما يخبأه لنا المستقبل، لكن أاكد لكم أننا سنلتزم بمواقف صارمة ونتمسك بمبادئنا سواء في مواجهة الجالية المسلمة او في مواجهة كل المواطنين في هذا البلد.

أجرى الحديث في جنيف، محمد شريف – سويس إنفو.

عدد المسلمين حاليا في سويسرا 340 الفا
أي 4،3 % من مجموع السكان البالغ عددهم 7،5 مليون نسمة.
90% منهم لا يطبقون تعاليم الإسلام بدقة
عدد المسلمين في جنيف يفوق 18 الف مسلم
30% منهم يحملون الجنسية السويسرية.

تأتي كلمة “علمانية” من الكلمة الإنجليزية “Secularism” (سيكيولاريزم) وتعني إقصاء الدين والمعتقدات الدينية عن امور الحياة. وتُفسّر العلمانية من الناحية الفلسفية أن الحياة تستمر بشكل أفضل ومن الممكن الإستمتاع بها بإيجابية عندما نستثني الدين والمعتقدات الإلهية منها. وينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة مادية بحتة بعيداً عن تدخل الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته. وقد استخدم مصطلح “Secular” (سيكولار) لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا عام 1648م-الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوربا- وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية) مشيرًا إلى “علمنة” ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية.

على المستوى الإجتماعي او العلاقات البشرية فإن العلمانية تقوم على أن لا تحكم المعتقدات الدينية العلاقات الإجتماعية وطريقة حل أفراد المجتمع الخلافات الإجتماعية. فعلى سبيل المثال، يضع المسلم في حسبانه احتساب الأجر من عند الله عندما يعود أخاه المسلم المريض بالإضافة إلى رفع روحة المعنوية . بينما يكون الدافع في عيادة المريض في المجتمع العلماني هو رفع روح المريض المعنوية لمساعدته على التشافي بوقت أسرع دون النظر للثواب الأخروي بالضرورة. وقد اتسع المجال الدلالي للكلمة على يد جون هوليوك (1817-1906م) والذي عرف العلمانية بأنها: “الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض”.

ومن جانب إداري، تحرص الدول العلمانية على فصل الدين عن تشريع الدولة وإدارة العملية القضائية بقوانين بشرية عوضاً عن التشريعات السماوية سواء كانت مسيحية أو إسلامية أو خلافهما. فنجد ان الولايات المتحدة تمنع تدريس المواد الدينية في مدارسها العامة لتعارض تدريس تلك المواد مع الدستور الأمريكي العلماني الداعي لفصل الدين عن الدولة. ويطلق الكثير من معارضي العلمانية وخاصّة المتدينون لقب “الكفّار” على العلمانيين لمناداتهم بنظام إداري علماني بينما يصّر العلمانيون أنهم مسلمون أو مسيحيون لبّاً وقالباً في كنائسهم ومساجدهم ولكن ليس في ردهات المحاكم أو إختيار حاكم للبلد.

ويستشهد العلمانيون بأوروبا في العصور الوسطى بفشل النظام الشمولي لما بلغت إليه أوروبا من تردي عندما حكمت الكنيسة أوروبا وتعسّفها تجاه كل صاحب فكر مغاير لها. ولذلك فهم يرتئون أن الكنيسة لا يجب أن تخرج من نطاق جدران الكنيسة لتتحكم في قوانين الميراث والوقوف في وجه النهضة العلمية ونعتها بالسحر إبّان العصور الوسطى. بينما ينادي خصوم العلمانية ببطلان تلك الحجة والإستدلال بالنهضة العلمية وإنتشار الفلاسفة والأطباء العرب وعلماء الفلك في عهد الخلافة الأموية وما لحقها من خلافات والتي كانت تستند على القرآن كمصدر لإدارة شؤون الخلافة الإسلامية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية