ضحايا الطـوفــان
أدت الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت حوالي 80 دولة إلى إلحاق أضرار بحوالي 17 مليون شخص ومقتل ثلاثة آلاف آخرين والتسبب في أضرار فاقت 30 مليار دولار.
هذه الفيضانات التي تزامنت في بعض المناطق مع موجة جفاف تركت علماء الأرصاد في حيرة من ظاهرة لا تعرفها الإنسانية إلا كل ألف سنة.
أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي مقرها في جنيف في ندوة صحفية يوم الأربعاء إلى أن أكثر من 17 مليون شخص تضرروا من موجة الفيضانات التي اجتاحت 80بلدا منذ بداية هذا العام. وقد أدت هذه الفيضانات إلى مقتل ثلاثة آلاف شخص وإلحاق أضرار مادية تقدر بحوالي 30 مليار دولار.
فقد سجلت عدة بلدان أوروبية سقوط ما بين 200 و500 ملم من الأمطار منذ منتصف شهر يونيو. كما عرفت بعض المناطق خلال الأيام الأخيرة سقوط ما بين 100 و400 ملم من الأمطار مما أدى إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى روافد نهري الدانوب والإيلب. وقد تم تسجيل رقم قياسي في ارتفاع مستوى النهريين وهي ظاهرة لا تعرف إلا كل 250 سنة او 500 سنة.
وفي الصين، غمرت مياه الأمطار التي سقطت خلال شهري يونيو ويوليو، مناطق واسعة في مقاطعات الجنوب، وأدت إلى فيضان بحيرة دونغ تينغ. ومثل هذه الظاهرة لا تسجل إلا كل ألف سنة.
تفسيرات علماء الأرصاد
السؤال المطروح هو هل لهذه الظواهر علاقة بالتغيرات المناخية التي كثر عنها الحديث مؤخرا والتي مردها إلى نشاطات الإنسان على الارض؟ للحصول على إجابة علمية مقنعة، يتطلب الأمر انتظار ما بين 50 إلى 100 عام قادمة لوضع هذه الظواهر في الإطار العام للقرنين العشرين والحادي والعشرين. لكن خبراء منظمة الأرصاد الجوية يجمعون على أن ظاهرة الفيضانات ستعرف ارتفاعا خلال العقود القادمة.
وإذا كان خبراء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يستبعدون أن يكون لظاهرة النينيو دخل في فيضانات أوربا، فإنهم يتوقعون أن تستمر هذه الظاهرة في التأثير على المناطق الوسطى والشرقية من المحيط الهادئ حتى بداية عام 2003.
ومن التأثيرات الملاحظة، قلة الأمطار الموسمية الصيفية في وسط وجنوب شبه القارة الهندية، وتجاوزها المتوسط العام في القسم الشمالي الشرقي مع بقاء كل من إندونيسيا واستراليا ضمن منطقة طقس جاف.
من سلم من الفيضانات هدده الجفاف
تعرف بعض المناطق ظاهرتي الجفاف والفيضانات معا مثلما هو الحال بالنسبة للهند. فقد سجلت المناطق الشمالية والغربية تأخرا في سقوط الأمطار الموسمية مما تسبب في انخفاض محصول الأرز بحوالي عشرة ملايين طن. وقد أدى نقص الأمطار في استراليا إلى إلحاق أضرار كبرى بالمزارعين واضطرار الدولة إلى تقديم مساعدات لهم.
وفي إفريقيا ما وراء الصحراء، تعرف بلدان المنطقة موجة جفاف تهدد بالمجاعة أكثر من 13 مليون شخص حسب تقديرات منظمة الأرصاد الجوية. كما تعيش مناطق جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية أطول موجة جفاف شملت 37% من مساحة البلاد.
وسواء تعلق الأمر بالفيضانات أم بالجفاف، فإن الإنسان ليس في مقدوره وضع حد نهائي لتكرارها، لكن بإمكانه التقليل من تأثيرها، وهذا بتغيير طريقة تعامله مع الطبيعة. إذ يرى خبراء الأرصاد الجوية أن وديان الأنهار أصبحت مكتظة بالسكان. وهذا هو السبب في سقوط العديد من الضحايا.
كما أن بمقدور الإنسان الحد من تأثير الجفاف باستغلال التربة وفقا لمعدل تساقط الأمطار بالمنطقة وبتحسين كيفية استهلاك المياه وبتحضير برامج تدخل عاجلة للتحكم في المياه سواء في حال الجفاف او الفيضانات.
محمد شريف – جنيف
تعرف مناطق من أوربا وآسيا موجة فيضانات مست أكثر من سبعة عشر مليون شخص في ثمانين دولة. وقد عرفت بعض المناطق موجة جفاف أيضا تهدد ملايين الأشخاص بالمجاعة. هذه الظواهر التي يتنبأ خبراء الأرصاد الجوية بتعاظمها في المستقبل تتطلب من الإنسان مراجعة تصرفاته لاحترام متطلبات الطبيعة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.