مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ضربات جوية وقصف مدفعي على قطاع غزة

afp_tickers

استهدف قصف جوي ومدفعي الاثنين قطاع غزة حيث يواصل الجيش الاسرائيلي هجومه ضد حماس بعد ضربات قاتلة في الأيام الماضية على مخيم للنازحين ومدارس تؤوي مدنيين.

وأعلنت حركة حماس الأحد وقف المفاوضات الجارية عبر الوسطاء  لوقف إطلاق النار في قطاع غزة “بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل”.

وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة الإثنين عن مقتل شخص على الأقل وإصابة أربعة آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين في حي الرمال في مدينة غزة. وهذه المدرسة السادسة التي تتعرض للقصف خلال تسعة أيام في القطاع المحاصر.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يدلِ الجيش الإسرائيلي بأي تعليق على هذه الغارة.

والأحد، قتل 22 شخصا على الأقل بحسب الدفاع المدني في ضربة على مدرسة أبو عريبان في مخيم النصيرات حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية استهدفت مقاتلين.

وأفاد شهود وعناصر من الإسعاف الإثنين، بأنّ القصف المدفعي استهدف عدة أحياء في مدينة غزة.

وأوقعت ضربة على مخيم المغازي في وسط القطاع خمسة قتلى بينهم ثلاثة أطفال بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني فيما استهدف قصف مدفعي، بحسب شهود، محيط مخيم النصيرات في المنطقة نفسها.

كذلك، أشار شهود إلى أن مروحية استهدفت مواقع في محيط خان يونس ورفح في جنوب القطاع، بينما أفيد عن قصف مدفعي مكثّف قرب حي العمور شرق خان يونس.

وأعلن الجيش أنه خاض الاحد معارك قضى خلالها على خلية مسلحة بقاذفات صواريخ في منطقة رفح عند الحدود مع مصر، وقتل العديد من المقاتلين في وسط قطاع غزة.

وأضاف الجيش أن قوات برية مدعومة بسفن البحرية في المتوسط “تواصل قصف” القطاع.

أدت غارات إسرائيلية السبت إلى مقتل 92 فلسطينيا بحسب حماس في مخيم المواصي للنازحين قرب خان يونس، كما أسفرت غارة أخرى على مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة عن 45 قتيلا ومصابا.

وأعلن الجيش أن غارة الأحد أسفرت عن مقتل رافع سلامة، القيادي العسكري البارز في حماس في منطقة خان يونس، لافتة الى أنه “أحد العقول المدبرة” لهجوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر. 

في المقابل أكد قيادي في حماس لوكالة فرانس برس أن قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف “بخير” بعدما قالت إسرائيل إنها استهدفته في غارة السبت. وأوضح المصدر طالبا عدم كشف هويته “القائد محمد الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة”.

– “مجزرة بشعة” –

بعد الضربة على المواصي، روى سكوت أندرسون مدير شؤون الأونروا في قطاع غزة إنه أثناء زيارته مستشفى ناصر في خان يونس، إلى حيث نُقل الكثير من الضحايا، “شاهدت بعضاً من أفظع المشاهد التي رأيتها” في الحرب.

وأضاف “رأيت أطفالاً صغاراً مبتوري الأطراف، وأطفالاً مشلولين وغير قادرين على تلقي العلاج، وآخرين منفصلين عن ذويهم”. وتابع أندرسون أن “العوائق التي تعترض العمليات الإنسانية تمنعنا من دعم الناس في أي مكان ضمن النطاق اللازم”.

ووصفت حماس قتل وجرح هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين بأنه “مجزرة بشعة”.

وأكد الجيش من جهته أن “الضربة نفذت في منطقة مغلقة تديرها حماس، لم يكن فيها مدنيون بحسب معلوماتنا”.

تقع منطقة المواصي الساحلية بين رفح وخان يونس، وكان الجيش أعلنها “منطقة إنسانية” وطلب من النازحين التوجه إليها. وقدرت منظمة الصحة العالمية في أيار/مايو الماضي أن هناك 60 الفا إلى 75 ألف شخص لجأوا إليها ويعيشون في ظروف مزرية.

اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس في جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. 

ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، توفي 42 منهم، حسب الجيش. 

ردا على هجوم حماس توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنت هجوما مدمراً واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38584 قتيلا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع.

– ضربة قاسية للمفاوضات –

بعد أشهر من المفاوضات العقيمة، يوجه قرار حماس وقف المفاوضات ضربة قاسية لجهود الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، للتقدم في اتجاه وقف اطلاق نار وتبادل الرهائن في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. 

وأفاد قيادي في حماس بأن الحركة “أبدت مرونة كبيرة من أجل التوصل لاتفاق وإنهاء العدوان، وحماس مستعدة لاستئناف المفاوضات عندما تتوافر الجدية لدى حكومة الاحتلال للتوصل لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل للأسرى”.

واتهم اسماعيل هنية السبت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “بوضع عراقيل” تحول دون التوصّل إلى اتفاق لوقف النار من خلال “المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال”، وفقاً لبيان صادر عن الحركة الإسلامية.

ودعا هنية الوسطاء الدوليين إلى التحرك، طالبا منهم “القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر”.

وأكد نتانياهو مرارا عزمه على مواصلة الحرب حتى القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن.

بور/نور-ناش/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية