ضربات روسية هي الأوسع نطاقا منذ أسابيع تستهدف شبكة الطاقة الأوكرانية
أطلقت روسيا حوالى مئتي صاروخ ومسيّرة باتّجاه أوكرانيا الاثنين، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في ضربة جديدة لشبكة الطاقة الضعيفة أصلا في البلاد، وفق ما أفاد مسؤولون.
وتسبب الهجوم الروسي وهو الأوسع نطاقا منذ أسابيع، بانقطاع للتغذية بالتيار الكهربائي، وجاء في حين تمضي أوكرانيا قدما بهجوم بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية.
ردا على الضربة حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دولا أوروبية على المساعدة في إسقاط مسيرات وصواريخ في أجواء بلاده التي ترزح منذ أكثر من عامين تحت وطأة هجوم روسي.
وقال زيلينسكي “إذا أدت وحدة صف كهذه عملا جيدا في الشرق الأوسط، فينبغي أن تؤدي على نفس النحو في أوروبا. قيمة الحياة هي نفسها في كل مكان”.
وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليستشوك إن أوكرانيا أسقطت 201 من أصل 236 جسما جويا أطلقتها روسيا، منددا بـ”أكبر هجوم صاروخي”.
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية “أوكرينرغو” عن انقطاعات طارئة في التيار لإعادة الاستقرار إلى النظام بعد الهجوم، بينما تعطّل جدول مواعيد القطارات.
وسُمع في العاصمة كييف صباح الاثنين دوي انفجارات يعتقد أنها ناجمة عن أنظمة الدفاع الجوي، بينما سارع السكان للاحتماء في محطات المترو، وفق مراسلي فرانس برس.
وقالت المحامية يوليا فولوشينا (34 عاما) التي احتمت في مترو كييف “نشعر بالقلق على الدوام. نعاني من الضغط النفسي منذ حوالى ثلاث سنوات”.
وأضافت “كان الأمر مخيفا حقا. لا نعرف ما الذي يمكن توقعه”.
ومنذ بدأت غزو جارتها في شباط/فبراير 2022، تشنّ روسيا هجمات واسعة النطاق ومتكررة ضد أوكرانيا، بما في ذلك ضد منشآت الطاقة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها شنت “ضربة كبرى” ضد مطارات عسكرية ومنشآت للطاقة.
وندّدت الولايات المتحدة بهجوم “شائن”، في حين وصفت لندن الضربات بأنها “جبانة”
واتّهمت وزارة الخارجية الألمانية روسيا “بمحاولة تدمير الإمدادات” الكهربائية لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي إن الهجوم المباغت الذي شنته كييف في منطقة كورسك الروسية يهدف إلى “تعويض” قصر مدى الصواريخ التي تستخدمها أوكرانيا.
وأشار إلى أن بعضا من الصواريخ أطلق الإثنين من المجال الجوي لكورسك وبيلغورود ومناطق حدودية روسية أخرى، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014.
– استهداف السكك الحديد –
أسفرت الهجمات الاثنين عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرين بجروح في أنحاء البلاد، بحسب مسؤولين.
وقتل اثنان في ضربات لاحقة، وفق السلطات.
وأعلنت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أن “جسما طائرا” قد يكون مسيّرة دخل أجواءها خلال الضربات.
وقال الجنرال ماسيج كليش القائد الأعلى للقوات العملانية البولندية في تصريح لصحافيين “نتعامل على الأرجح مع دخول جسم طائر المجال البولندي. رصدت الجسم ثلاث محطات رادار على الأقل”.
وبحسب الكولونيل جاسيك غوريسزيوسكي المتحدث باسم قيادة قوات العمليات “من المرجّح جدا أن يكون (الجسم) مسيّرة من نوع شاهد” الإيرانية الصنع التي يستخدمها الجيش الروسي.
وأضاف في تصريح لفرانس برس “لكن لا يزال يتعين التحقق من ذلك” مضيفا أنه لا يمكننا أن نستبعد خروج المسيّرة من الأجواء البولندية.
وقال الجيش إنه يجري عمليات بحث عمّا يرجّح أن يكون “طائرة بدون طيار” داخل الأراضي البولندية بعمق نحو 30 كلم من الحدود مع أوكرانيا.
وقال زيلينسكي إن روسيا استهدفت أوكرانيا بأكثر من مئة صاروخ وحوالى مئة مسيّرة هجومية مصممة في إيران ودعت القوات الجوية الأوروبية للمساعدة في إسقاطها.
وجاء في كلمة له “في مختلف مناطقنا الأوكرانية، بإمكاننا القيام بأكثر بكثير من أجل حماية الأرواح إذا عمل جيراننا الأوروبيون مع مقاتلاتنا من طراز إف-16 وأنظمة دفاعنا الجوية”.
وأفاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك بأن الهجوم أظهر أن كييف بحاجة للحصول على إذن لضرب “عمق الأراضي الروسية بأسلحة غربية”.
وقضى شخص وأصيب ستة آخرون في حريق اندلع في مصفاة للنفط في أومسك في سيبيريا، وفق ما أعلن عبر تلغرام الحاكم الإقليمي فيتالي خوتسينكو.
ولم تعلن السلطات أسباب اندلاع الحريق.
وأفادت وسائل إعلام روسية بسماع دوي انفجارات قوية قرب المصفاة التي تشغّلها الشركة النفطية الروسية العملاقة غازبروم.
– ضربة على كراماتورسك –
وجاءت الضربات الجوية بعدما قتل مستشار أمني يعمل لصالح وكالة رويترز في ضربة صاروخية على فندق في شرق أوكرانيا مساء السبت.
وكان ستة من أفراد طاقم الوكالة في الفندق في كراماتورسك، آخر مدينة تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك.
وأشار الكرملين إلى أن ملابسات الحادثة لم تتضح بعد، لدى سؤاله عن تصريح زيلينسكي بأن الهجوم كان “متعمّدا”.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “أكرر. الضربات تستهدف البنى التحتية العسكرية أو الأهداف المرتبطة بها”.
وأكد زيلينسكي في إعلان منفصل الأحد أن قواته تتقدّم في منطقة كورسك الروسية، بعد أكثر من أسبوعين على بدء عمليتها المباغتة.
بور-كاد/لين-ود/نور