طبيبة أفغانية تفوز بجائزة غرونينغر للخدمات الإنسانية
فازت الطبيبة الأفغانية سيما سامار بجائزة "باول غرونينغر" و التي تقدر بخمسين ألف فرنك، تقديرا على دورها و نشاطها في مجال تعليم المرأة، و خاصة ضحايا الحرب التي تعيشها أفغانستان منذ قرابة العقدين، و دورها في رعاية اللاجئات في معسكرات باكستان.
الطبيبة الأفغانية تعيش منذ عام 1986 في المنفى في باكستان و ساهمت في إنشاء العديد من المستشفيات الخاصة لعلاج النساء، و قدمت مشاريع عدة تعني بالدرجة الأولى بتعليم المرأة.
و لعل ابرز تلك المشروعات هو مشروع “شهيدة” الذي أسس مدارس لاحتواء سبعة عشر ألف طفل، أما في المجال الطبي، فكانت إحدى مؤسسات مصحة في مدينة كويتا الباكستانية و في مدينة ياغوري الأفغانية، فضلا عن العديد من وحدات العلاج الصغيرة في مدن بيشود و ياكافلانغ و كابول و في قريتين من قرى محافظة غور.
تلك المصحات اهتمت في المقام الأول بعلاج النساء، و قدمت لهن على مدى تلك الفترة خدمات كان من الصعب أن تتوافر في أماكن أخرى، في ظل ظروف مأساوية يعيشها الشعب الأفغاني، و بصفة خاصة النساء و الأطفال.
و لعل ما تصفه الطبيبة الأفغانية سيما سامار في سيرتها الذاتية بالقهر و الكبت على الصعيدين السياسي و الاجتماعي الذي عانت منه، كان حافزا لها لمساعده بنات جنسها بطريقة رأت أنها الأمثل، و يمكن القول أنها لم تخطئ السبيل إلى ذلك.
لجنة تحكيم مؤسسة “باول غرونينغر” التي اختار الطبيبة الأفغانية لهذه الجائرة، رأت أن ما قامت به يعتبر عملا بطوليا و شجاعا، أقدمت عليه لإيمانها بالقيم و المبادئ الإنسانية، و على الرغم من ما يتطلبه هذا الدور من تضحيات، فإن الطبيبة لم تتراجع عن المضي قدما لتحقيق هذا الإنجاز.
مؤسسة “باول غرونينغر” تحمل اسم رئيس دائرة شرطة الحدود السويسرية الشمالية في فترة الحرب العالمية الثانية، و الذي تعاطف من اليهود الفارين من جحيم النازية، و سمح لهم بدخول سويسرا سرا مخالفا بذلك التعليمات الرسمية، و اقدم على تلك الخطوة من منطلق إنساني محض، على الرغم من معرفته بخطورة ما فعله، حيث عزل من منصبه، و عاش في دائرة الظل، محروما من جميع الامتيازات و الحقوق إلى ان أُعيد له اعتباره رسميا قبل اعوام قليلة.
و على اثر ذلك أسست أسرته تلك المؤسسة الخيرية التي تحمل اسمه، و خصصت جائرة تمنح كل ثلاث سنوات للأشخاص الذين يتحدون الصعاب و يتجاوزون العقبات من أجل تحقيق هدف سام، يخدم الإنسانية في المقام الأول.
تامر أبو العينين
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.