عشرات آلاف الفلسطينيين ينتظرون قرب نتساريم السماح لهم بالعودة إلى شمال غزة

afp_tickers

في ساعة مبكرة من صباح الأحد توافد عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين إلى شارع الرشيد الساحلي قرب مفترق نتساريم، بانتظار تراجع القوات الإسرائيلية للسماح لهم بالعودة إلى مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، بحسب اتفاق وقف النار.

وغصّ شارع الرشيد وطوله أكثر من ثلاثة كيلومترات في مدينة الزهراء وأطراف مخيم النصيرات وسط القطاع، بعشرات آلاف المواطنين وهم يحملون أطفالهم وحاجياتهم، فيما اصطفت مئات السيارات وعربات تجرها حمير محمّلة أغراضا شخصية على غرار الخيام والملابس وقوارير المياه.

وجلس عشرات النازحين في حديقة فيلا استهدفها قصف سابق، وبعضهم تجوّل في بركة السباحة الفارغة. كما جلست عائلات بأكملها على قارعة الطريق ومقتنياتها موضّبة في بطانيات أو محشورة في حقائب ظهر.

وقال سعيد أبو شريعة (49 عاما) “جئت مساء أمس (السبت) إلى شارع الرشيد منطقة الزهراء (وسط قطاع غزة) ومعي زوجتي وأولادي، وأمي العجوز، رغم البرد”.

وتابع “نزحنا في بداية الحرب إلى منطقة المواصي بخان يونس، في خيمة مهترئة، أحرقت الخيمة الليلة الماضية، لأنها رمز البؤس والذل”.

وأضاف أبو شريعة “أريد أن أعود إلى منزلي، الاحتلال دمره كليا، واستشهد أكثر من خمسين من إخوتي وأقاربي في القصف الإسرائيلي”.

وحرص عناصر الشرطة التابعون لحركة حماس على إبقاء المواطنين بعيدين من الحاجز العسكري الإسرائيلي، حيث تغلق مدرعتان إسرائيليتان مفترق نتساريم.

وتحلق على ارتفاع منخفض مسيّرات عدة، ويمكن مشاهدة طائرات حربية تجري طلعات في أجواء القطاع بين الحين والآخر.

وشوهد عشرات من عناصر الشرطة بلباسهم الأزرق وبعضهم يحمل العصي، وآخرون يحملون أسلحة من نوع كلاشينكوف أو مسدسات.

ومنع عناصر الشرطة المواطنين من الاقتراب من المنطقة حيث تتواجد القوات الإسرائيلية التي أطلقت مرارا طلقات تحذيرية.

وعلى شاطئ البحر كان عشرات الأطفال يلعبون بكرة قدم بلاستيكية.

على قارعة الطريق وضعت امرأة قطعة قماش بجانب السيارة وجلست بجانب أطفالها وهي تعد لهم وجبة طعام تقتصر على علبة فول وخبز، وعلى بعد أمتار حضّر شبّان الشاي على موقد حطب.

وانشغل عشرات المتطوعين من شبّان وشابات بتوزيع مياه الشرب، والخبز على الأطفال، والنساء والمسنين.

– مقتنيات مكوّمة –

على بعد بضعة كيلومترات، كانت مئات العائلات الفلسطينية تنتظر بجوار سياراتها في شارع صلاح الدين المزدحم، ومقتنياتها مكوّمة أعلى السيارات ومربوطة بإحكام.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن إسرائيل تمنع عشرات آلاف المواطنين النازحين من العودة إلى شمال قطاع غزة.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي “مازال يغلق مفترق نتساريم على طريق الرشيد الساحلي”.

كذلك أشار المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة إسماعيل الثوابتة إلى أن عشرات الآلاف ينتظرون عند المفترق.

وقال الثوابتة إن الغزيين الراغبين بالعودة إلى شمال القطاع تراوح أعدادهم بين 615 ألفا و650 ألفا، مشيرا إلى أن ثلثي هؤلاء سيسلكون على الأرجح الطريق الساحلي.

ويمتد محور نتساريم بطول سبعة كيلومترات وتنتشر فيه قوات إسرائيلية، وهو يفصل قطاع غزة إلى شطرين، من الحدود الإسرائيلية إلى البحر المتوسّط.

وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في الأسبوع الماضي.

وينص الاتفاق على سماح إسرائيل للنازحين الغزيين بعبور المحور والعودة إلى مناطقهم.

واتّهمت إسرائيل حماس بعدم الالتزام بالاتفاق بسبب عدم إفراجها عن الرهينة أربيل يهود. ويهود هي واحدة من الرهائن الـ251 الذين خطفته الحركة في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان “لن تسمح إسرائيل بعبور سكان غزة إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة حتى يتم ترتيب الإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود التي كان من المفترض أن يُفرج عنها” السبت.

وأفاد مصدران في حماس فرانس برس السبت بأن يهود على قيد الحياة وبصحة جيدة، وأكد أحد المصدرين أنه “تم انهاء الازمة وسيتم الافراج عن الاسيرة الإسرائيلية على الاغلب الجمعة القادم”.

واتهمت حماس الأحد إسرائيل بـ”خرق” اتفاق وقف إطلاق النار عبر منع عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله.

في شمال القطاع، ينتظر بشار نصر (28 عاما) وهو من سكان بلدة جباليا، عودة أقاربه.

وقال لفرانس برس “منذ الصباح أنا أنتظر أقاربي النازحين نريد أن نستقبلهم ونفرح، أتمنى أن يعود الناس لبيوتهم”.

وأضاف “أقاربي نزحوا قبل عشرة شهور، هذه فرحة كبيرة الجميع فرح، الكل ينتظر، هناك من ينتظر أمه أو أخواته وإخوته أو أولاده”.

ع ز/ود/ب ق