مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رفع مستوى التحذير من انفلونزا الخنازير إلى المرحلة السادسة

Keystone

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن رفع مستوى التحذير من فيروس اتش1 ان1 الجديد إلى المرحلة السادسة والأخيرة، وهو ما يدفع عددا من الخبراء لطرح تساؤلات حول أسباب التأخر في الإقدام على هذه الخطوة خصوصا بعد تسارع وتيرة الانتشار. وسويسريا، يرى خبير من المكتب الفدرالي للصحة أن الكنفدرالية على أتم الاستعداد لمواجهة التطورات.

فقد أعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغاريت تشان، في ندوة صحفية عقدتها في جنيف بعد السادسة مساءا من يوم الخميس 11 يونيو بأن “العالم اليوم في مرحلة وباء أو جائحة بعد أن تم إحصاء 30 الف حالة إصابة في 74 بلدا”.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه رفع حالة الإنذار من المرحلة الخامسة الى السادسة، حاولت المديرة العامة الطمأنة بالقول “إن الفيروس تحت الرقابة بشكل لم يسبق له مثيل من قبل، وأن هذا الوباء قد يكون أقل خطورة ولو أن الخطورة قد تختلف من بلد لأخر”.

وجاءت الخطوة التي أقدمت عليها منظمة الصحة العالمية بعد دعوة المديرة العامة الدكتورة مارغاريت تشان صباح الأربعاء 10 يونيو إلى إجراء مشاورات مع ثمانية من الدول المصابة بمرض إنفلونزا الخنازير لمعرفة ما إذا كانت الشروط مكتملة للإعلان عن حالة تحول المرض الى جائحة أو وباء.

وفي أعقاب هذه المشاورات، دعت المنظمة عند ظهر الخميس 11 يونيو 2009 إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الخبراء، التي أوصت برفع حالة الإنذار إلى المرحلة السادسة والأخيرة في سلم الإنذارات الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية.

وبهذا تكون هذه هي المرة الأولى منذ 41 عاما التي تعلن فيها المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها عن انتشار جائحة أو وباء لإنفلونزا.

مخاوف وتساؤلات!

وإذا كان الإنتقال إلى مرحلة الإنذار السادسة متوقعا منذ فترة، فإن تباطوء المنظمة في الإقدام على ذلك يثير بعض التساؤلات من قبل الخبراء، خصوصا وأن وتيرة الانتشار تسارعت في الأسابيع الأخيرة لكي يصل عدد الإصابات المؤكدة إلى 27737 إصابة في 74 بلدا ما أدى إلى وفاة 141 مريضا.

ومن بين التفسيرات التي قدمت لهذا التباطوء، ما ورد في تصريحات صدرت عن الدكتور كييجي فوكودا، نائب المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، والخبير المكلف بملف الأنفلونزا بالمنظمةوالتي برر فيها ذلك “لتجنب أن يؤدي ذلك الى تأثير عكسي”، أي أن يؤدي الإعلان عن تحول المرض إلى جائحة إلى إثارة الذعر بين الناس أو إلى قيام الدول باتخاذ إجراءات غير ملائمة أو مبالغ فيها.

وقد اتخذت منظمة الصحة العالمية كل الاحتياطات لتحضير الدول لهذه المرحلة مشددة على ان “التحول الى مرحلة الجائحة لا يعني زيادة خطورة الفيروس ” كما جاء في تصريحات الدكتور فوكودا.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد رفعت درجة الإنذار من المرحلة الرابعة الى الخامسة في 29 ابريل الماضي.

توصيات المرحلة السادسة

من التوصيات التي إتخذتها منظمة الصحة العالمية بمناسبة الإعلان عن المرحلة السادسة من الانذار بالنسبة لوباء انفلونزا الخنازير وبالنسبة لكل الدول سواء كانت بها إصابات أم لا :

بإمكان الدول المتأثرة ان تفرض حالة طوارئ أم لا ، كما يتحتم على كل الدول إشعار منظمة الصحة العالمية بتطور الوباء خصوصا فيما يتعلق بعملية الانتشار الجغرافي وفيما يتعلق بإمكانية حدوث تحول في طبيعة الفيروس او إظهار علامات مقاومة للأدوية المضادة.

وبالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض تنفسية خطيرة، توصي المنظمة بالبقاء في المنزل، والحد من اتصالهم بباقي الأفراد المقيمين في نفس المنزل. وبإمكان الدول إغلاق المدارس او تحديد ساعات العمل لتفادي أن يكون أكبر عدد من الأشخاص في اتصال مباشر ببعضهم البعض.

وإذا كانت منظمة الصحة العالمية لا تقدم اية توصيات للحد من السفر، فإنه بإمكان الدول التشجيع على الحد من إمكانية التنقل او التجمع او استعمال وسائل النقل العمومي.

وعلى المستوى الصحي على الدول ان تخطط لعملية توزيع الأدوية واللقاحات. أما بالنسبة للدول التي لم تعرف إصابات لحد الآن أن تواصل استعداداتها لمواجهة كل الاحتمالات.

استعدادات في سويسرا

وفي سويسرا يرى باتريك ماتيس المسؤول بالمكتب الفدرالي للصحة في حديث خص به swissinfo.chأنه “في ظل المعطيات المتوفرة حاليا، من غير المبالغ فيه القول بأن انتشار الفيروس سيتواصل، لأن ارتفاع حالات الإصابة في العالم يعني أنه من غير الممكن التحكم في انتشار الفيروس”.

وعن الإجراءات التي على سويسرا اتخاذها في صورة الإصابة بانفلونزا الخنازير إلى وباء أو جائحة، يقول الخبير بالمكتب الفدرالي للصحة: “إن سويسرا مستعدة استعدادا جيدا. فقد اتخذنا الإجراءات الضرورية وفقا للمعايير الدولية ونتابع الأوضاع عن كثب. وحتى في حال رفع حالة الإنذار الى المرحلة السادسة ليست هناك إجراءات جديدة يجب اتخاذها”.

وعن الجدل الذي دار منذ مدة حول معايير وشروط التحول من مرحلة إلى أخرى وهل كان من الأجدى بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية الحسم في هذه المسألة منذ فترة، يقول الخبير السويسري: “لقد اعتمدنا لحد الآن في التخطيط لمواجهة تحول مرض من الأمراض الى جائحة أو وباء على فيروسات فتاكة تتسبب في وضعية صحية خطيرة. ولكن اتضح اليوم أنه بالإمكان انتشار أمراض انفلونزا قد تتحول الى وباء أو جائحة، ولكن بتعقيدات صحية أقل خطورة ولا تتطلب اتخاذ إجراءات وقائية إضافية. وهذه دروس جديدة استخلصتها الدول من هذه الأحداث الأخيرة”.

ويضيف باتريك ماتيس “لقد تعلمنا من انتشار وباء انفلونزا الطيور في عام 2003 كيف أن وباءا بإمكانه الانتشار بسرعة في مختلف أنحاء العالم. وهو ما سمح لنا بتطوير نظم الإنذار وفقا لتلك المعطيات، وسمح لنا أيضا بالاستفادة من هذه التجربة اليوم”.

المشكلة في الدول النامية

وإذا كانت الدول المتقدمة تملك الوسائل التي تسمح لها باتخاذ الإجراءات الضرورية وإعداد مخزون الأدوية مثل “تاميفلو” كاحتياط لمواجهة انتشار الوباء فإن المشكلة تكمن في عدم قدرة الدول النامية والدول الأقل نموا على القيام بمثل تلك الاحتياطات. وهو ما يؤكده الخبير السويسري رغم أنه يعتقد أن “منظمة الصحة العالمية تملك مخزونا احتياطيا يمكنها أن تضعه تحت تصرف المجموعة الدولية في حالة الضرورة”.

وقد أوضحت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية في ندوتها الصحفية بأن 121 دولة تملك احتياطيا في الوقت الحالي من الأدوية الضرورية، وأن المنظمة تواصل دعم الدول النامية تقنيا لدعمها في عملية الفحص. أما فيما يخص إمكانية التوصل الى إنتاج لقاح ضد فيروس إنفلونزا الخنازير ، أوضحت المديرة العامة ” بأن ذلك على وشك الانجاز لأن مخابر شرعت بالفعل في انتاج اللقاح منذ مدة”.

وفي الوقت الذي يشدد فيه المسؤول بالمكتب الفدرالي للصحة على أن حقيقة انتشار مرض أنفلونزا الخنازير أو ما يعرف أيضا بانفلونزا A H1N1 لم تتضح مصادر تطورها لحد الآن، يذهب إلى أنه قد يكون من الصواب “النظر للمشكلة من زاوية الكثافة السكانية في المدن وكثرة التنقل التي سمحت بسرعة تنقل الفيروس لعدة أنحاءالعالم”.

كورين بوكسر ومحمد شريف – swissinfo.ch

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية يوم 10 يونيو 2009 أن “طفلا فلسطينيا أصيب بفيروس أنفلونزا H1N1”. وهذه هي الحالة الأولى المؤكدة في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويتعلق الأمر بطفل في الرابعة من العمر من بيت لحم عاد مؤخرا مع عائلته من زيارة للولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت إسرائيل قد أعلنت عن تسجيل عدة حالات إصابة بفيروس H1N1 فوق ترابها بعد أن ظهر في المكسيك وانتقل الى الولايات المتحدة الأمريكية وباقي أنحاء العالم.

وقد عرفت مصر في آخر التطورات ارتفاع حالات الإصابات المؤكدة إلى عشر حالات في حين أوضحت بيانات منظمة الصحة العالمية أن الكويت بها أكثر الحالات المسجلة في الدول العربية أي 18، في حين أن العربية السعودية سجلت حالة واحدة.

ويسود تخوف من تفاقم ظاهرة انتشار المرض في بلدان أمريكا الجنوبية خصوصا مع حلول موسم الشتاء. إذ في الوقت الذي تم فيه تسجيل حوالي 1694 إصابة في تشيلي وحالتي وفاة، يتوقع الخبراء بلوغ الذروة في منتصف شهر يونيو أو نهايته. والمقلق هو أن من بين البلدان السبعة التي عرفت وفيات هناك اثنتان في أمريكا الجنوبية هما تشيلي وكولومبيا إضافة الى ثلاثة في منطقة الكاريبي هي جمهورية الدومينيكان وكوستاريكا والمكسيك التي ظهر فيها الفيروس وتسبب في وفاة 108 شخص.

تشير منظمة الصحة العالمية (يوجد مقرها في جنيف) إلى أن عدد الدول التي سجلت إصابات فعلية لحد الآن قد بلغ 74 دولة وأن مجموع حالات الإصابة يفوق 27737 حالة وحوالي 141 وفاة لحد تاريخ اليوم (11 يونيو 2009).

swissinfo.ch

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية