مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ضحايا الإيدز 25 مليون وعدد الإصابات تراجع خلال ثماني سنوات

ميشال سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمقاومة الإيدز يُقدم التقرير السنوي لمنظمته في ندوة صحفية عقدها في شانغهاي بالصين يوم 24 نوفمبر 2009 AFP

سجل برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز لأول مرة تراجعا في عدد الإصابات الجديدة بمرض نقص المناعة المكتسب "إيدز" أو "سيدا" بحوالي 17% وتقلصا في عدد الوفيات بحوالي 10%، وعزا هذا التطور الإيجابي بالدرجة الأولى إلى "الوقاية والعلاج"، كما جاء في تقريره لعام 2008.

ويشير التقرير السنوي الذي نُشر يوم 24 نوفمبر 2009 إلى أنه إذا كان مرض نقص المناعة المكتسب قد أدى إلى وفاة 25 مليون شخص منذ ظهوره وإلى إصابة حوالي 60 مليون شخص بالمرض، فإن عدد الإصابات الجديدة تراجع بحوالي 17% وأن عدد الوفيات بسبب الإيدز تراجع بحوالي 10% خلال الثمان سنوات الأخيرة.

هذه المعطيات الجديدة أدخلت بعض التغييرات على خارطة الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب لتصبح كالتالي: 33،4 مليون شخص يحملون الفيروس في العالم، من بينهم 2،7 مليون حالة إصابة جديدة في عام 2008، أي نفس النسبة المسجلة في العام السابق، كما أدى مرض نقص المناعة المكتسب الى وفاة حوالي 2 مليون شخصا في العالم في العام المنقضي، من بينهم 1،4 مليون في القارة السمراء لوحدها.

عبء القارة السمراء

وفي الوقت الذي سجلت فيه القارة السمراء بدورها تراجعا في عدد حالات الإصابة الجديدة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بحوالي 15% (أي ما يشكل نقصا بحوالي 400 الف حالة منذ العام 2000، إلا أنها تظل المنطقة الأكثر تعرضا للإصابة في العالم بنسبة 67%، أي ما يناهز 22،4 مليون شخص وحوالى ثلاثة ارباع الوفيات المرتبطة بالايدز (72%).


وتعرف القارة السمراء سنويا ولادة حوالي 400 ألف طفل من الحاملين لفيروس الإيدز، وهو ما يمثل 91% من مجموع الحالات الجديدة في افريقيا. ويقول ميشال سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز ONUSIDA “إن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا اليوم، هي معضلة الفوارق، إذ نتمنى أن لا نشهد ولادة 400 ألف طفل سنويا وهم حاملون لفيروس الإيدز”.

وتبقى افريقيا جنوب الصحراء بحسب معطيات البرنامج المنطقة الاكثر تاثرا بالإيدز في العالم، حيث سجلت خلال العام 2008 اكثر من ثلثي الاصابات في العالم (67%) كما ظلت سوازيلاند عام 2007 البلد الكثر إصابة بالإيدز في العالم حيث وصلت نسبة الإصابات فيها إلى 26% من السكان البالغين.

الوقاية والعلاج.. والنتائج

مدير برنامج الأمم المتحدة يرى أن “الخبر السار يتمثل في الحصول على دلائل بأن هذا التراجع (في حالات الإصابات الجديدة) يعود جزئيا على الأقل للوقاية”، لكنه ينتقد في المقابل أن “برامج الوقاية لا تتلاءم مع الأوضاع وأن التمويل وبرامج الوقاية لا يتم توجيهها بالشكل الأفضل لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح”.

وإذا كان عدد المصابين بالمرض لم يتوقف عن الإرتفاع حيث يتراوح اليوم ما بين 31 و35 مليون شخص، فإن الرقم الإجمالي للوفيات تراجع بحوالي 10% بفضل الوسائل العلاجية الجديدة. ويشير التقرير استنادا إلى معطيات برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز ومنظمة الصحة العالمية، إلى أنه “منذ ظهور علاج ناجع في عام 1996 تم إنقاذ 2،9 مليون شخص مصاب من الموت”.

من جهة أخرى، مكّن توفير العلاج لحوالي 200 ألف إمرأة حامل من عدم نقل الإصابة إلى الأجنة منذ عام 2001، لكن نجاعة ذلك تتوقف على نسبة توفر العلاج مقارنة بعدد المصابين، وهي مسألة تشهد تباينا من دولة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال، تراجعت نسبة الوفيات في دولة بوتسوانا التي وفرت العلاج لحوالي 80% من مصابيها، بحوالي 50% عما كانت عليه سابقا.

التقرير الجديد سلط الأضواء على جانب آخر، يتمثل في إدراج مسألة محاربة الإيدز ضمن استراتيجية محاربة الأمراض الأخرى، بدل الإستمرار في التعامل معه كوضع خاص، وفيما يقول ميشال سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز “يجب أن نضع حدا لعزلة محاربة الإيدز”، أشادت الدكتورة مارغاريت تشانغ، مديرة منظمة الصحة العالمية بـ “الجهود المبذولة دوليا في تمويل الأبحاث مع التحذير من التخلي عن هذا المجهود اليوم”.

العالم العربي: استمرار الجدل

على غرار ما خصصته التقارير السابقة لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز للمنطقة العربية، سجل تقرير هذا العام استمرار الجدل حول الأسباب الكامنة وراء العدد المحدود للإصابات في بلدان المنطقة (في حدود 310 ألف حالة فقط)، بين من يعزو ذلك إلى تأثير القيم والأخلاق في السلوكيات وبين من يفسر ذلك بعدم وجود أرقام وإحصائيات دقيقة تعكس الواقع الحقيقي لحالات الإنتشار في منطقة شاسعة خُمس سكانها تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 عاما.

ومن بين العوامل المساعدة على انتشار الإصابة بالإيدز في منطقة الشرق الأوسط، توفر إمكانيات تعاطي الجنس في الخارج، إما بالنسبة للمهاجرين أو لمن يقومون بزيارات آنية ونقل الإصابة الى الشريك في البلد أو عن طريق إصابة العمالة الأجنبية بالفيروس من خلال ممارسة الجنس مع تجار الجنس في بلدانها أثناء فترات العطل أو الإجازات القصيرة.

وبخصوص نسبة اختبار حالات الإصابة بفيروس الإيدز في العالم العربي، يشير التقرير إلى أنها لازالت ضئيلة فيكا تشير المعلومات القليلة المتوفرة إلى أن العدد ارتفع في اليمن ما بين 2007 و2008 من 121 الى 2176 حالة، وفي المغرب وللفترة الفاصلة ما بين 2001 و2007 من 1500 إلى 35458.

أما بالنسبة للمرضى الذين يتلقون العلاج، فإن الشرق الأوسط يبقى المنطقة التي تعرف أقل سرعة في استفادة المرضى من هذا العلاج، بحيث لا تتعدى النسبة اليوم 14%. ومع ذلك، تظل ظاهرة انتشار مرض نقص المناعة المكتسب في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا مستمرة بالخصوص في أوساط متعاطي المخدرات وتجارة الجنس والمثليين الجنسيين، باستثناء السودان وجيبوتي، حسب تقدير التقرير.

الوسائط الالكترونية المتعددة في خدمة التوعية

لم يكتف برنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز بتقييم وضع انتشار المرض في شتى مناطق العالم، بل أرفق ذلك هذه السنة بتقرير آخر يتعرض لتحليل طريقة تغير انتشار المرض والأوساط التي تعاني أكثر من غيرها من هذا الإنتشار، كالتحول الذي طرأ عليه في بلدان أوروبا الشرقية من الأوساط المعروفة بتعاطي المخدرات وتجارة الجنس إلى الأزواج العاديين.

وأشار التقرير – وهو الثاني من نوعه – إلى وجود نقص في البرامج الموجهة لفئات السكان التي تزيد أعمارها عن الخامسة والعشرين من العمر وإلى ندرة البرامج الموجهة لتوعية المسنين.

وبحكم وجود ضرورة لمجاراة الظواهر العصرية، يرى الساهرون على محاربة انتشار مرض الإيدز، أنه يجب توظيف الوسائط الالكترونية الحديثة التي توفرها شبكة الإنترنت في الحملات التوعوية، وخصصوا موقعا جديدا على شبكة الإنترنت يحمل إسم AIDSspace.org، بهدف ربط الصلة مع أكبر عدد ممكن من المهتمين بمحاربة مرض نقص المناعة المكتسب (إيدز – سيدا) وتيسير حصولهم على الوثائق والوسائل البيداغوجية المتنوعة التي يمكن لهم استخدامها في عمليات التحسيس والتوعية.

swissinfo.ch – محمد شريف – جنيف

المصابون

33،4 مليون مصاب
31،3 مليون بالغ
15،7 مليون سيدة (ما فوق 15 سنة )
2،1 مليون طفل (ما دون 15 سنة)

22،4 مليون في افريقيا
310 الف في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
3،8 مليون في جنوب وجنوب شرق آسيا
2 مليون أمريكا اللاتينية
1،5 مليون أوروبا الشرقية
850 الف أوروبا الغربية
1،4 مليون أمريكا الشمالية

حالات الإصابة الجديدة:

2،7 مليون حالة
2،3 مليون بالغ
430 الف طفل (دون 15 عاما من العمر)

الوفيات:

2،0 مليون حالة
1،7 مليون بالغ
280 الف طفل (دون 15 عاما من العمر)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية