ما سبب ارتفاع عدد المتبرّعين والمتبرّعات بالأعضاء في سويسرا؟
يُبدي السويسريون والسويسريات، تدريجياً، قبولاً أكبر للتبرّع بأعضائهم.نّ بعد الوفاة.
عام 2022، صوّت الشعب السويسري، لصالح نظام جديد، يفترض موافقة الأشخاص على التبرع بأعضائهم. ن، ما لم يتمّ التصريح بخلاف ذلك قبل الوفاة.
ورغم التأخير في التنفيذ المتوقع للقانون الجديد، ارتفع عدد المتبرعين والمتبرعات بالأعضاء، من 164 عام 2022 إلى 200 متبرعا ومتبرعة العام الماضي.
يشرح الدكتور فرانز إيمّر، رئيس منظمة “سويس ترانسبلانت” (Swisstranspalnt)، المسؤولة عن توزيع الأعضاء المتبرع بها على من هم وهن بحاجة لها، لسويس إنفو (SWI Swissinfo.ch) هذا التطور الأخير. كما يحذّر من العقبات التي تعترض تحقيق تقدّم في المستقبل.
لماذا يتبرّع المزيد من السويسريين والسويسريات بأعضائهم. نّ؟
لارتفاع عدد المتبرعين.ات بالأعضاء، بنسبة 22%، من عام إلى آخر، علاقة بالتغيرات الحاصلة في نظام زرع الأعضاء، أكثر مما له علاقة، بالتحول في المشاعر العامة.
وقد ركّزت المؤسسة السويسرية لزراعة الأعضاء جهودها، على زيادة عدد التبرعات من جانب الأشخاص، الذين واللواتي يموتون ويمتن، جرّاء قصور عضلة القلب، بدلاً من الموت الدماغي.
وقد تضاعف معدل “التبرع بعد الوفاة بأزمة قلبية” (DCD) من 50 متبرعًا.ة في عام 2020، إلى 96 متبرعًا.ة في العام الماضي (أنظر.ي الرسم البياني). وفي نفس الإطار الزمني، كانت أرقام “التبرع بعد الموت الدماغي” (DBD) متسقة إلى حدّ كبير (96 في عام 2020؛ و104 في عام 2023).
يقول إيمّر: “لقد وصل عدد المستشفيات في إطار برنامج “التبرع بعد الوفاة بأزمة قلبية” الآن إلى كتلة حرجة كافية لإحداث فرق”.
وهناك عامل آخر، يتجلى في إدخال نظام رقمي جديد في عام 2021، يربط وحدات العناية المركزة في المستشفيات، ببيانات المؤسسة السويسرية لزراعة الأعضاء، حول معايير إدراج المرضى والمريضات وقوائم الانتظار.
وقد تمّ تسليط الضوء على الحاجة إلى تعزيز تبادل البيانات، خلال جائحة كوفيد، عندما كافحت المؤسسة السويسرية لزراعة الأعضاء لتحقيق استمرار إجراء العمليات الجراحية في المستشفيات المكتظة بالمرضى والمريضات.
ويتوقع إيمّر، أن يرتفع عدد المرضى والمريضات، الذين يحتاجون، واللواتي يحتجن، إلى عمليات زرع الأعضاء، مع تزايد عدد السكان السويسريين.ات وتقدّمهم.نّ في السن. حيث يقول: “كنا بحاجة إلى تحسين عملياتنا، للوصول إلى الهدف المتمثل، في 300 إلى 350 متبرعا ومتبرعة، كل عام”.
كيف هي نسبة التبرع بالأعضاء عند مقارنتها ببلدان أخرى؟
يبيّن إيمير، في إشارة إلى أرقام عام 2023، أنّ “سويسرا أصبحت، لأول مرة، من بين الدول الأوروبية الرائدة في مجال التبرع بالأعضاء”.
ويدعم ذلك، إحصائيات السجل الدولي للتبرع بالأعضاء وزراعتها (IRODaT). وتمثّل هذه الأخيرة قاعدة بيانات مفتوحة المصدر، يديرها معهد التبرع وزراعة الأعضاء (DTI) غير الربحي، ومقره برشلونة.
وبلغ عدد المتبرعين والمتبرعات بالأعضاء، السويسريين والسويسريات، 22.73 لكل مليون نسمة (PmP). ويقارن ذلك بشكل إيجابي مع فرنسا (25.9)، وألمانيا (11.58)، وإيطاليا (25.5)، وبريطانيا (21.08)، وهولندا (17.29).
وقد تخلّفت سويسرا عن ركب جيرانها الأوروبيين، خلال الأعوام الماضية (أنظر.ي الرسم البياني).
هل ساعد التصويت على المستوى الوطني لعام 2022 على الموافقة قبل التبرّع في زيادة الأعداد؟
يجيب إيمّر بأن ” كلاّ، على الإطلاق”، معقّبًا “بل إننا لاحظنا حتى، انخفاضًا في عدد المتبرعين والمتبرعات، في عام 2022، لأن بعض وسائل الإعلام نشرت قصصًا مروعة، غير واقعية، وأثارت قلق الكثير من الناس”.
ويضيف: “تشكل الثقة في النظام، السبيل إلى تحقيق النجاح، فيما يتعلق بمثل هذا الموضوع الحساس”.
وقد رفض 55% من الأقارب، طلبات الحصول على أعضاء أحد أفراد أسرهم. ن المتوفين والمتوفيات، في عام 2021، ليرتفع معدل الرفض العام الماضي، إلى 58%، وفقًا للمؤسسة السويسرية لزراعة الأعضاء.
ما هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه قوانين الموافقة الجديدة على أعداد المتبرعين والمتبرعات في المستقبل؟
يمكن استخدام هولندا، التي أدخلت نظام الموافقة المفترضة في عام 2020، كحالة للدراسة، بالنسبة لسويسرا.
فبعد مرور، ثلاث سنوات على تنفيذ القانون المعدل، شهدت هولندا ارتفاعًا في موافقة المتبرعين والمتبرعات، لتنتقل من 42% من السكان إلى 55%، كما يقول إيمّر.
لكن التنفيذ السويسري للتصويت، الذي أثار بعض الجدل بين السكان، لم يتم بالسرعة التي كان يعتقد في البداية، أنه سيتم بها. ولم تتحقق التوقعات الأولية، بدخول القانون، حيز التنفيذ بحلول نهاية هذا العام.
وقد قررت الحكومة تنسيق قاعدة بيانات رقمية، تسجل رغبات الأشخاص في التبرع بالأعضاء، مع إدخال نظام الهوية الإلكترونية الجديد (eID).
ومن المتوقع أن يدخل هذا النظام حيز التنفيذ في عام 2026 على أقرب تقدير، بشرط ألا يتأخر بسبب عائق آخر، يأتي من خلال التصويت العام.
هل تستطيع المستشفيات السويسرية التعامل مع الطلب المتزايد على التبرع بالأعضاء؟
المؤسسة السويسرية لزراعة الأعضاء مقتنعة بزيادة عدد المتبرعين والمتبرعات بالأعضاء، عندما يدخل قانون تغيير الموافقة حيّز التنفيذ.
ويعتقد إيمّر، أن زيادة توفر الأعضاء، ستقنع المستشفيات بإضافة المزيد من المرضى والمريضات إلى قائمة الانتظار. لكن إحدى نتائج ذلك، ستكون زيادة الضغط على أطباء وطبيبات زراعة الأعضاء.
ويشرح أنّ ” توفّر طاقم مستشفى زراعة أعضاء مؤهل يشكّل أكبر اهتماماتي في المستقبل. حيث يتم استنفاد الموارد في المستشفيات، ليس فقط أطباء وطبيبات الجراحة، ولكن أيضًا موظفي وموظفات غرف العمليات الآخرين والأخريات.”
ويضيف قائلا إنّ ” أكثر من 90% من عمليات زراعة الأعضاء، تتم خارج ساعات العمل، بين عشية وضحاها، وفي عطلات نهاية الأسبوع. ويبدو الجيل الجديد من الطاقم الطبي، أقل استعدادا لقبول ساعات عمل بهذا الشكل”.
ويختتم رئيس منظمة “سويس ترانسبلانت” بالقول إنّ ” المستشفيات تحتاج إلى البدء في التحرك، للتعامل مع الزيادة المتوقعة في عدد المانحين والمانحات، في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.”
تحرير: مارك ليفينغستون / س.ب.
ترجمة: مصطفى قنفودي
مراجعة: أمل المكي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.