مُبادرات سويسرية مُلفتة من أجل ضحايا المجاعة في القرن الإفريقي
في خطوة سباقة، تحولت مؤخرا رئيسة الكنفدرالية ميشلين كالمي - ري إلى القرن الإفريقي لتقييم المساعدة السويسرية لضحايا المجاعة والجفاف، في أول زيارة يؤديها زعيم غربي للمنطقة.
في الأثناء، أوضح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيللنبيرغر أنه، بإمكان اللجنة إيــصال مواد الإغاثة للمــُتضررين في مناطق وسط وجنوب الصومال، حيث لا توجد منظمات إنسانية كثيرة. ولدعم هذه الجهود، قررت الحكومة السويسرية الإسهام بحوالي 4،5 مليون فرنك إضافية لتصل مساهمتها في عام 2011 الى زهاء 19 مليون فرنك.
ويوم الخميس 4 أغسطس الجــاري، اختتمت رئيسة الكنفدرالية ووزيرة الخارجية السويسرية زيارة إلى كينيا استمرت ثلاثة أيام، تفقدت خلالها مخيمات اللاجئين الصوماليين، وهي بذلك تكون أول رئيسة لدولة غربية تزور المنطقة التي تهدد فيها المجاعة أكثر من 12 مليون شخص.
وقالت السيدة ميشلين كالمي – ري، إنها تأثرت كثيرا بعد زيارتها لمخيم دباب لللاجئين شمال شرقي كينيا. كما تحولت الرئيسة السويسرية إلى منطقة استقبال اللاجئين، التي توجد على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من الحدود الصومالية، مثلما أوضح الناطق باسم الخارجية السويسرية لارس كنوخل.
وفي تقييمها الأولي بعد هذه الزيارة، أوضحت السيدة كالمي – ري بأن هنالك ضرورة لتعزيز الدعم السويسري للمنطقة، وهي بصدد دراسة طلب بهذا الشأن ستقدمه للحكومة الفدرالية.
وترغب رئيســة الكنفدرالية، بوجه خاص، في تقوية الدعم الموجه للأطفال، ولكنها تــعتقد أنه يتعيَّـن تقديم دعم مستدام على المدى البعيد، خصوصا بالنسبة لسكان جنوب الصومال لكي يتمكنوا من تأمين جانب من احتياجاتهم المعيشية، على حد قولها.
وقد التحقت الرئيسة السويسرية مساء الأربعاء 3 أغسطس بالعاصمة الكينية بعد زيارتها لمخيم دباب، الذي يأوي أكثر من 380 ألف لاجئ صومالي والذي يُـعتبر أكبر مخيم للاجئين في العالم، حسب تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
إحدى أكبر عمليات الصليب الأحمر
ولم يتردد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد جاكوب كيللنبيرغر، في ندوة صحفية عقدها بمقر المنظمة في جنيف يوم الخميس 4 أغسطس، في وصف العملية التي تقوم بها منظمته في مناطق من الصومال بأنها “إحدى أكبر عمليات الصليب الأحمر، إن لم تكن أكبرها على الإطلاق”.
فقد استطاعت المنظمة الإنسانية الوصول إلى حوالي 162 ألف متضرّر في المناطق الوسطى والجنوبية، بما فيها الواقعة تحت نفوذ مجموعة الشباب. ونظرا لتدهور الأوضاع، تنوي اللجنة الدولية مضاعفة عدد المستفيدين من مساعداتها إلى حوالي 1،1 مليون شخص. ولمواجهة هذه الزيادة في الاحتياجات، وجه السيد كيللنبيرغر نداء من أجل الحصول على 67 مليون فرنك سويسري إضافية، وبهذا تصبح ميزانية عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الصومال حوالي 120 مليون فرنك، أي أكبر عملية تقوم بها اللجنة الدولية، بحيث تفوق حتى حجم المساعدات التي قدمتها إلى أفغانستان والعراق ودارفور، ثم ليبيا.
نشاط بموافقة مجموعات الشباب
في الوقت الذي تردد فيه العديد من المنظمات الإنسانية الأممية وغير الأممية بأن لُـبّ المشكلة في الوصول إلى مناطق جنوب ووسط الصومال، يعود إلى منع “حركة الشباب” لها من آداء عملها هناك، يقول السيد كيللنبيرغر: “إذا كان دخول بعض المنظمات إلى هذه المناطق قد قوبل بالرفض، فإن نشاطات اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقبولة في هذه المناطق. ويُفسر هذا القبول بمعرفتهم الجيدة جدا لطريقة عملنا والمبادئ التي نرتكز عليها، مثل الاستقلالية والحياد وتركيزنا خصيصا على العمل الانساني. ولئن كنا غير ظاهرين، فإن التزامنا إلى جانب الشعب الصومالي متواصل منذ حوالي عشرين سنة”.
وتُلقــي تصريحات رئيس الجنة الدولية للصليب الأحمر بعض الضوء على الانتقادات التي عبَّـر عنها مؤخرا في حوار مع swissinfo.ch السفير الصومالي في جنيف السيد يوسف محمد إسماعيل، والذي اتهم فيها بعض المنظمات الأممية بــ “تسييس العمل الإنساني”، على حد تعبيره.
وقد أشاد السيد كيللنبيرغر بالعمل الذي يقوم به أعضاء جمعية الهلال الأحمر الصومالي في تلك المناطق، موضحا ضمن هذا السياق، أن مواد الإغاثة التي توفدها منظمته تصل للمنطقة عبْـر ميناءين صوماليين وعبْـر خط بري قادم من كينيا.
وأوضح مسؤول باللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن إيصال تلك المساعدات إلى المناطق المتضررة يتم عبر وسطاء يسهرون على عملية النقل. ولئن كانت اللجنة الدولية لا تتوفر سوى على 27 من الموظفين الدوليين الذين يترددون على مناطق الصومال من حين لآخر دون البقاء فيها بشكل دائم، فإنها تعتمد على حوالي 32 موظفا آخرين في العاصمة الكينية نيروبي، من بينهم 16 موظفا دوليا وعلى حوالي 200 من متطوعي جمعية الهلال الأحمر الصومالي “للتأكد من وصول المساعدات إلى أصحابها”، كما ذكـــّر السيد كيللنبيرغر.
قررت الحكومة السويسرية إضافة 4،5 مليون فرنك كمساعدات للمناطق المتضررة بالمجاعة في بلدان القرن الإفريقي. هذا ما أعلنته الحكومة الفدرالية يوم الأربعاء 3 أغسطس 2011 بعد اجتماع تم عبر الهاتف بين أعضاء الحكومة.
فقد تطرق الوزراء لحالة المجاعة الخطيرة التي تعرفها منطقة شرق إفريقيا، وبالأخص إثيوبيا والصومال وكينيا. وقد عبرت الحكومة السويسرية عن قلقها الكبير بخصوص مصير سكان هذه البلدان، مثلما أوضحت مستشارية الحكومة الفدرالية.
وتسهر سويسرا على تقديم دعم لهذه المنطقة منذ تسعينات القرن الماضي. وتبلغ المساهمات السويسرية المبرمجة لعام 2011 حوالي 19 مليون فرنك سويسري، تم دفع 14 مليون فرنك منها لحد الآن.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.