على أنغام الجاز في قلعة دمشق
"تحت رعاية السيدة أسماء الأسد، تقدم السفارة السويسرية "الجاز يحيا في سورية" في الفترة بين 18 و21 من يوليو في قلعة دمشق".
كلمات يمكن قراءتها في العديد من المناسبات، لكنها ليست عادية. فحفلات الجاز كانت متوقفة منذ عقد في سوريا، وهي لم تصدح في أرجاء قلعة دمشق المغلقة إلا لهذه المناسبة بالتحديد.
كان حدثا غير عادي بمقاييس عديدة، ولذلك تحدث عنها السفير السويسري بحماس كبير، تماماً كما تابعتها وسائل الإعلام السورية بقدر كبير من الاحتفاء، والجميع وصفها كما يجب أن توصف: “حدثا استثنائيا”.
صمتُ أنغام الجاز دام لفترة عشر سنوات، لم تشهد فيها دمشق حفلة مفتوحة في الهواء الطلق، ولم تجرِ أنامل الموسيقيين السوريين على آلات السكسافون والترومبون والترومبيت والغيتار، هذا ناهيك عن أن أبواب قلعة دمشق ظلت موصدة بوجه الجمهور والزوار عموما لأسباب تتعلق بترميمها.
ولم تفتح القلعة إلا في الفترة بين 18 و21 يوليو من العام الجاري لتحتضن مبتهجة أربع حفلات جاز سويسرية- سورية مشتركة.
“حدث استثنائي”
السفير السويسري جاك دوفاتفيل ألقى كلمة ترحيب في الأمسية الثالثة لمهرجان الجاز قال فيها إن هذا الحدث استثنائي لأربعة أسباب: “السبب الأول أننا تشرفنا بالحضور الكريم للسيدة أسماء الأسد؛ والسبب الثاني أنكم ستشهدون أول فرقة سورية كبيرة للجاز، يقودها السيد اماديس دونكل بمساعدة 10 من الموسيقيين العالميين من سويسرا ومن بلدان أخرى”.
أما السبب الثالث على حد قول السيد دوفاتفيل فهو “يعود إلى أن أمسية الجاز تقام في موقع استثنائي أي في قلعة دمشق التاريخية، وهي تحمل تاريخاً حضارياً طويلاًِ وهاماً، وأعتقد أنها المرة الأولى للكثيرين منكم الذي يحضر إلى هنا نظراً لأسباب الترميم والدراسات الأثرية التي تتم فيها؛ والسبب الرابع يتعلق بأن هذه الحفلة استثنائية لأنها تعبر عن الحوار الثقافي بين الموسيقى الشرقية والغربية..”
فرقة سورية – سويسرية
أحيت الحفلات الأربعة ثلاث فرق سويسرية بجانب فرقة سورية، وتم الإعداد لها في المعهد العالي للموسيقى ضمن برنامج تدريب لمدة 40 يوماً بإشراف الموسيقي السويسري المعروف اماديس دونكل.
أما الحفل الرئيسي، الذي تم عرضه يوم 20 يوليو، فقد أدته الفرقة السورية السويسرية – البيغ باند – المؤلفة من 32 عازفاً سورياً و 7 عازفين سويسريين.
وقد اعتبر العازف والموزع اماديس دونكل، في تصريح له إلى صحيفة الثورة السورية، إن تجربة العمل الموسيقي السوري – السويسري المشترك تمخض عن نتيجة مبدعة، وهي محاولة إدخال “بعض الموسيقى الشرقية على موسيقي الجاز، لاسيما وأن موسيقى الجاز هي عبارة عن تمازج الثقافات الموسيقية المختلفة، الكلاسيكية الأوروبية والهندية والإفريقية.. الخ” على حد قوله.
لغة الموسيقى
ولعل هذا التمازج بالتحديد هو الهدف الأساسي من إقامة حدث دمشق الثقافي. فالسفير السويسري يقول إن مهرجان “يحيا الجاز في سورية” إنما يهدف لخلق نوع من التواصل الحضاري مع سوريا عبر استخدام لغة الموسيقي.
هذا التواصل الحضاري أسفر عن ميلاد الفرقة السورية للجاز “بيغ باند”، التي يظل مصيرها غير واضح بعد انتهاء المهرجان.
وكان السيد هانيبال سعد، وهو عازف غيتار سوري وأحد المنظمين للحفل، قد تمنى في حديث مع صحيفة الثورة أن “تستمر الفرقة في عملها، لأن مصيرها مجهول بالنسبة إليهم حتى الآن”.
أمنية يمكن تفهمها، لعلها تتحقق فعلاً، خاصة وأن لغة الموسيقى هي لغة سلام، تتخذ من النغمة وسيلة للقاء لا للتنافر بين البشر.
إلهام مانع – سويس انفو
ساهم في إقامة مهرجان “يحيا الجاز في سورية”:
وزارة الثقافة السورية
محافظة دمشق
مديرية الآثار والمتاحف
المعهد العالي للموسيقى
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.