مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عودة سكان شمال غزة تثير مخاوف إسرائيليين من هجوم آخر

reuters_tickers

من ستاموس بروساليس

سديروت (إسرائيل) (رويترز) – في الوقت الذي يشعر فيه البعض في قطاع غزة بالفرح لرؤية ما تبقى من منازلهم في الشمال، فإن عودتهم تثير مخاوف بعض الإسرائيليين من احتمال وقوع هجوم آخر لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

فبعد الحرب التي استمرت 15 شهرا والتي توقفت بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير كانون الثاني، فإن رؤية طوابير من الناس يسيرون على الأقدام أو في مركبات على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى الشمال تركت بعض الإسرائيليين في التجمعات السكنية المجاورة يشعرون بالقلق إزاء المستقبل.

وكانت سديروت وهي على مرأى من غزة، واحدة من مجموعة من التجمعات التي هوجمت في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، عندما نفذ مسلحون من حماس وجماعات أخرى هجوما مباغتا واخترقوا الحواجز الأمنية، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وقال إيه.بن ديان (48 عاما)، والذي قُتل شقيقه في الهجوم “أعيش مع عائلتي هناك، وكان الإرهابيون في الشارع، وكنا محبوسين داخل المنزل، ومن أين أتوا؟ من شمال غزة”.

وأضاف “والآن عدنا للوضع ذاته تقريبا، هناك أعداد كبيرة من سكان غزة وبينهم أعداد كبيرة من الإرهابيين”.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت حتى الآن إلى مقتل ما يزيد عن 47 ألف فلسطيني. وطال الدمار معظم أنحاء القطاع الفلسطيني وسيستغرق إعادة بنائه سنوات. ونزح معظم السكان داخليا.

وتتضمن المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع، الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، فضلا عن زيادة تدفق المساعدات وإطلاق سراح رهائن مقابل سجناء فلسطينيين.

وقال وزير المالية الإسرائيلي ورئيس حزب الصهيونية الدينية القومي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن صور سكان غزة العائدين إلى الشمال والسيارات البيضاء من طراز تويوتا التي يقودها مسلحون من حماس يرتدون الزي العسكري في أنحاء قطاع غزة “دليل على الثمن الباهظ والرهيب الذي تدفعه إسرائيل مقابل هذه الصفقة”.

وقال فلسطينيون متجهون شمالا لرويترز إنهم يأملون في استمرار التهدئة ونهاية الحرب، وقال كثيرون إنهم كانوا يعتقدون أنهم لن يعودوا مرة أخرى أبدا.

ومر العائدون إلى شمال القطاع عبر نقاط تفتيش في منطقة بوسط غزة حيث تفحص أجهزة المسح الضوئي السيارات والمركبات الأخرى بحثا عن أسلحة مخبئة.

وعلى طول الطرق على جانبي نقطة التفتيش، في ما يسمى محور نتساريم، تحافظ شرطة من حماس على النظام، بينما تقوم وحدات سلاح الهندسة بصحبة الكلاب المدربة بفحص الطريق بحثا عن ذخائر غير منفجرة.

ولكن بالنسبة للإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من المكان وتحدثت إليهم رويترز، فإن عمليات التفتيش الأمنية لا تعني شيئا. وبالنسبة لهم، فإن التهديد توقف بشكل مؤقت فحسب خلال مراحل الاتفاق.

وقال أليكس سبيكتور، وهو من سكان سديروت ويبلغ من العمر 68 عاما “كل ما حدث في السابع من أكتوبر تشرين الأول، في هذه اللحظة بعدما سمحوا للنخبة (مسلحي حماس) بالعودة (إلى شمال غزة)، سوف يتكرر”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية