عيـد الأطفـال بلا احتفــال!
أختار أطفال سويسرا الاحتفاء بيوم الطفولة العالمي بالخروج إلى الشوارع... ومسح الأحذية!
مبررُ الاختيار يبتعد عن الطرافة بمسافات، والعديد من دول العالم لازالت بعيدة هي الأخرى عن الالتزام ببنود معاهدة حقوق الطفل.
أكثر من 4.500 طفل سويسري سيخرجون إلى الشوارع في مختلف أنحاء الكونفدرالية يوم الأربعاء 20 نوفمبر، ليعايشوا ليومٍ واحد واقعَ “أطفال الشوارع”. سيكون عليهم أن يمسحوا أحذية المارة وبيع الحلويات في الطريق، وبطبيعة الحال، لن يخلو يومهم من ابتسامات أو ضحكات مكتومة.
لكن على خلاف غيرها من أطفال الشوارع، ستعود تلك البراعم الصغيرة إلى بيوتها الدافئة، ينتظرها الطعام والسكن والمأوى. وفي المقابل، سيواصل 86 مليون طفل في كل أرجاء الأرض حياتهم في الشوارع (وفقا لإحصائيات صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، اليونيسف، لعام 2001).
نظّمت لخروج الأطفال منظمة ُ أرض البشر( Terre des Hommes)، للتذكير بمعاناة نظرائهم حول العالم. يشرح السيد بيرنارد بويتون، مدير المنظمة، قائلا: “بسبب تصاعد ظاهرة الحضرية، يعيش اليوم نحو 50% من سكان المعمورة، ومعهم أطفالهم، في المدن. وهذا يعني عمليا، أن الكثيرين من هؤلاء الأطفال يعيشون في الشوارع”.
وفي الذكرى منفعة!
اختارت منظمة أرض البشر هذا الأسلوب للاحتفاء باليوم العالمي للطفولة، الذي يصادف الذكرى الثالثة عشرة لإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة معاهدة حقوق الطفل، وشاركتها غيرها من المنظمات السويسرية المعنية بحقوق الطفل في تنظيمِ عددٍِ من الفعاليات.
أما المقصود منها فقد كان الاحتفال والتذكير في الوقت ذاته: الاحتفال بميثاق حدد عددا من المعايير والحقوق الأساسية للأطفال، بغض النظر عن لونهم أو جنسهم أو ديانتهم؛ والتذكير بأن مصادقة كل دول العالم على الميثاق، باستثناء الولايات المتحدة والصومال، لا يعني أنها تتخذ منه نموذجا في تعاملها مع صغارها. تستوي في ذلك الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.
فأطفال الشوارع، على سبيل المثال، ظاهرة لا تعرف فرقا بين شوارع سان فرانسيسكو أو نظيراتها في القاهرة. وليس أدل على ذلك من أن الولايات المتحدة، أغنى دولة في العالم، يعيش على طرقاتها نحو 100 ألف طفل.
وسويسرا أيضا… ليست مستثنية
رغم مصادقة برن على المعاهدة عام 1997، وإصدار دستور فدرالي يتماشى مع معطياتها، إلا أن هناك الكثير الذي يجب فعله في مجال حقوق الطفل. هكذا تنتقد العديد من منظمات الطفولة السويسرية. يشرح السيد رينيه مايتان، من جمعية الشبيبة( Pro Juventute) قائلا: “لازال هناك نقص في السياسات الداعمة للأطفال والمراهقين، بدءا بتوفير قانون خاص بالضمانات الاجتماعية للأمومة”.
بنفس النسق، فإن تحفظات سويسرا على معاهدة حقوق الطفل، رغم مصادقتها عليها، توفر مادةً لانتقاد منظمات الطفولة. فقد اعترضت برن على حق حصول الطفل بصورةٍ آلية على جنسيةِ البلد الذي يولد فيه؛ ولم توافق على البند الذي أعطى للعامل الأجنبي الحق في جلب أسرته إلى البلد المضيف؛ كما أنها لم تنشئ حتى اليوم وزارةً للعائلة، موكلةً هذا الدور إلى المنظمات الخاصة.
كل هذه القضايا، يقول السيد بويتون مدير منظمة أرض البشر، تقدم الدليل على أن الطريق إلى تأمين الحقوق الفردية للأطفال في سويسرا لازال طويلاًَ. ولهذا بالتحديد، اتخذت المنظمة من يوم الطفولة العالمي مناسبة لتقديم رسالة مفادها أن هناك حاجة لحماية حقوق الأطفال حتى في أعرق الديمقراطيات في العالم.
سويس إنفو
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على معاهدة حقوق الطفل في 20 نوفمبر، 1989.
صادقت كل دول العالم على الميثاق باستثناء الولايات المتحدة والصومال.
صادقت سويسرا على المعاهدة في عام 1977، لكنها أبدت خمسة تحفظات على النص.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.