“غير مفهوم وغير مقبول”..
هكذا وصف مجلس جمهور سويس انفو و"إذاعة سويسرا العالمية سابقا" قرار مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية تقليص سويس إنفو إلى مجرد موقع باللغة الإنجليزية.
وقد بعث العاملون بسويس انفو مساء الأربعاء رسالة مفتوحة إلى الحكومة والبرلمان لمطالبتها بالحيلولة دون “إسكات صوت سويسرا في الخارج”.
أعرب مجلس جمهور سويس انفو وإذاعة سويسرا العالمية سابقا يوم الأربعاء 23 مارس عن اعتقاده بأن القرار الذي أعلنت عنه هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية يوم الثلاثاء والقاضي بـ”إلغاء البوابة الإعلامية متعددة الوسائط www.swissinfo.org التي تتميز بالابتكار وتحظى بالتقدير غير مفهوم”.
وتكمن مهمة المجلس في متابعة إنتاج سويس انفو/إذاعة سويسرا العالمية من وجهة نظر الجمهور المُستهدف والدفاع عن مصالح المتصفحين والمستمعين سابقا، إزاء إدارة المؤسسة والمسؤولين عن برامج الأقسام الدولية في هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.
القضاء على “عمل رائد”
وقال المجلس إن موقع سويس انفو الذي حل محل إذاعة سويسرا العالمية هو “ثمرة مجهود طويل الأمد شهد تعبئة واسعة من قبل العاملين. إنه يسمح لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية SSG SSR idée suisse بتنفيذ المهمة الموكلة إليها في العُهدة. على المستوى التقني والصحفي، تمثل هذه البوابة التي تقدم معلومات بتسع لغات عملا رائدا حقيقيا”.
وواصل المجلس في البيان الصادر عنه يوم الأربعاء أن سويس انفو/إذاعة سويسرا العالمية “أثبتت بأنها أداة ترويج فعالة ومتميزة للحضور السويسري في العالم” مشيرا إلى أن عدد المتصفحين في ارتفاع متواصل. وأشار البيان الذي حرص على عدم ذكر سويس انفو وحدها بل دائما ربطها بإذاعة سويسرا العالمية (للتذكير بتاريخها الطويل، 71 عاما) إلى أن الموقع هو “همزة وصل أساسية مع أكثر من 620 ألف سويسري مقيمين في الخارج” وأنه “مصدر معلومات ضروري للناخبات والناخبين في الخارج الذين سيناهز عددهم قريبا المائة ألف”.
وأكد المجلس أن احتياجات جمهور دولي لا تتم تغطيتها بـ”رسكلة بسيطة” لإنتاج إعلامي موجه للسوق الداخلية. وأعرب بوضوح عن اعتقاده بأن “هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية لن تـستطيع تـنفيذ المهمة الدولية المنوطة بها (والتي تم تجديدها من قبل البرلمان وعرضها ضمن مراجعة قانون الإذاعة والتلفزيون الجديد) إلا إذا توفرت على قسم “أجنبي” مستقل وقوي ومتخصص في الشأن الدولي”.
رسالة مفتوحة إلى الحكومة والبرلمان
أما العاملون في سويس انفو، فقد سارعوا مساء الأربعاء أيضا ببعث رسالة مفتوحة إلى الحكومة والبرلمان استهلوها بجملة “إن هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية SRG SSR idée suisse تريد إسكات صوت سويسرا في الخارج”.
وأوضح العاملون أن الرسالة تهدف إلى جلب الانتباه إلى أن السويسريين في الخارج “سيُحرمون من أهم مصدر للمعلومات المخصص لهم وأن سويسرا ستفقد عنصرا أساسيا لحضورها في العالم”.
وبعدما ذكرت الرسالة المفتوحة بأن مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون قرر تقليص الخدمة الصحفية لسويس انفو إلى قسم إنجليزي يعتمد على سبعة صحفيين فقط وثلاثة آخرين من الأقسام الوطنية الثلاث (التي ستُلغى أيضا)، تساءل العاملون في سويس انفو “كيف يمكن لثلاث صحافيين أن يغطوا الاحتياجات الخاصة لحوالي 600 ألف سويسري في الخارج؟”.
وعلى سبيل المقارنة، ذكرت الرسالة المفتوحة بأن هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية تستثمر 280 مليون على الأقل و1000 موطن عمل في الخدمات الإعلامية لكانتون تيشينو الجنوبي الناطق بالإيطالية الذي لا يفوق عدد سكانه 300 ألف شخص.
القضاء أيضا على “التفاهم بين الشعوب”
وفضلا عن ذلك، شدد العاملون في سويس انفو على أن مخطط إعادة هيكلة المؤسسة يقترح أيضا، وبكل بساطة، إلغاء الأقسام العربية والإسبانية والبرتغالية والصينية واليابانية “التي تقدم خدمات فريدة من نوعها”. وجاء في الرسالة المفتوحة أن هذه الأقسام الأجنبية لا تقدم خدمات إعلامية فحسب، “بل تساهم أيضا في التفاهم بين الشعوب”.
ولم يفت العاملين التذكير بأن “الصوت المستقل والمحايد لسويس انفو أثبت أنها ذات أهمية خاصة في بلدان مثل الصين أو مناطق مثل العالم العربي. فضلا عن ذلك، تمثل البوابة بتسع لغات أداة عمل أساسية بالنسبة للاقتصاد السويسري”. ونوهت الرسالة المفتوحة إلى أن التخلي عن سويس انفو يعني “تخلي سويسرا عن جزء أساسي من حضورها في العالم”.
واستطرد العاملون في سويس انفو قائلين: “في الحقيقة، تدفع اليوم سويس انفو ثمن عدم قدرة هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية على فرض استراتيجية خاصة بالإنترنت في مختلف وحداتها. فهي تضحي بسويس انفو متذرعة بمبرر مالي في حين تنشئ مواقع إنترنت جديدة في وحدات أخرى. لماذا تريد تفكيك سويس انفو – التي استفادت من تجربة دامت ست سنوات في مجال الإعلام المتعدد الوسائط وتسجل تسعة ملايين نقرة شهريا من أكثر من 150 دولة- لإقامة مشاريع جديدة على الإنترنت لصالح تلفزيون سويسرا الروماندية أو تلفزيون سويسرا المتحدثة بالألمانية؟ هذا مجرد من أي معنى!”
وتذكر الرسالة المفتوحة في الختام أن الكلمة الأخيرة مازالت بيد السياسيين الذين توجهت لهم بالقول: “نحن نطالبكم بالتدخل للحيلولة دون توقيع هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية على حكم إعدام سويس انفو. فبدون صوت في الخارج، سيفقد شعار الهيئة “idée suisse” (فكرة سويسرية) كامل جوهره”.
رسائلكم.. قراءنا الأعزاء
ومنذ نشر إعلان قرار تفكيك سويس انفو على موقعنا، تواصلت ردود فعل متصفحي مختلف الأقسام العاملة بسويس انفو. ومن بين الرسائل الالكترونية التي توصل بها القسم العربي رأي صحفي بالقاهرة كتب: “بصفتي صحفي عربي ومتابع لنشاط سويس انفو الإعلامي، أرى أن هذا الخبر سيحزن الكثيرين كما أحزنني لأنه لا شك إضافة للثقافة العربية على الشبكة العنكبوتية كما أنه إضافة للتواصل بين العرب وسويسرا”.
فيما أعرب متصفح آخر عن أسفه للخبر وكتب “أتابع منذ سنتين موقع سويس انفو، استفدت كثيرا منه وأفدت أشخاصا آخرين بالمنافع التي حصلت عليها بفضل إطلاعي على سويس انفو”.
بينما كتب الدكتور ح.أ.ط من القاهرة “شكرا لكم جميعا. نشكركم على متابعتنا بأخر تطورات القسم، ولكم أن تعرفوا أنني استمتعت كثيرا جدا بالعمل معكم ومع كل الأصدقاء الأعزاء في السنوات الماضية، وأشعر بأسف شديد إذا ما ألغي القسم العربي، لأنه كان بالفعل نافذة مهمة للتحليل والحوار وإبداء آراء جريئة وموضوعية في الآن نفسه، وإن شاء الله تعالى يتخذ القرار الصائب في هذا الإطار، وأن نكون دائما على تواصل (…) وما زلت معكم قلبا وقالبا”.
أما الرسائل الكثيرة التي توصل بها القسم الفرنسي، على سبيل المثال، من قبل سويسريين مقيمين في الكنفدرالية أو في الخارج، فقد تضمنت معظمها مواقف غاضبة وساخطة على قرار هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية الذي يريد القضاء على موقع وصفوه بـ”الممتاز” و”القيم” و”الخال من الدعاية”.
وتكرر وصف القرار بـ”الفضيحة” و”الكارثة” و”غير المقبول”. ومن المتصفحين من ألقى باللوم مباشرة على المدير السابق لسويس انفو وعلى المدير العام الحالي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية. ولم يتردد هؤلاء في اتهام الهيئة بـ”سوء التصرف في أموال دافعي الرسوم الإجبارية لتلقي البرامج التلفزيونية والإذاعية”، و”عدم احترامها للعهدة التي تنص على إعلام السويسريين في الخارج والترويج لصورة سويسرا”.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.