“فرق الموت” في العراق .. بين الحقيقة والواقع
تنتشر كل يوم في أرجاء مختلفة من العراق جثث لأشخاص يقتلون بشكل غامض، ويتم انتقاؤهم بطريقة تعطي انطباعا أن مايجري هو عملية تطهير واسعة للسنة العراقيين، خصوصا في بغداد وضواحيها.
الضحايا عادة ما يُعثر عليهم مقيدين ومعصوبي الأعين وفي رأس كل منهم طلقة واحدة أو أكثر، مع وجود آثار تعذيب وحشي على أجسادهم..
ونتيجة لتكرار هذه العمليات، فقد أصبح الحديث عن “فرق الموت” متداولا سرا وجهرا في العراق.
الملفت في هذه العمليات أنها تجري على مرأى ومسمع من القوات “متعددة الجنسيات”، وقد ازدادت بشكل كبير بعد الاعتداء الذي استهدف مسجد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراءْ، بما زاد من الشكوك حول أهداف “فرق الموت” ومن يقف وراءها في عراق مابعد صدام حسين.
المريب في هذه القضية أن الادارة الأمريكية الحاكمة في العراق، لاتبذل جهدا للتحقيق في جرائم “فرق الموت”، وفي ما يقال عمن يدير عملياتها، ومن أسس خلاياها المنتشرة سرطانيا في عموم العراق، وتحديدا في وزارة الداخلية والقوات التابعة لها خاصة مغاوير الشرطة، ولواء الذئب ولواء العقرب وغيرها من الألوية التي قادت وتقود العمليات ضد المسلحين في العراق.
وحتى قبل أن يبدأ الحديث بشكل علني مؤخرا عن “فرق الموت”، وقبل أن ينشر الكاتب الأمريكي ماكس فولر، مؤلف كتاب “العراق: الخيار السلفادوري يصبح حقيقة”، دراسته الخطيرة عنها وكانت بعنوان “استغاثة كاذبة عن ذئب: معلومات مضللة للاعلام وفرق القتل في العراق المحتل” في 25 تشرين الثاني نوفمبر عام 2005 ، فان كل المعلومات التي تسربت منذ وقت عن حقيقة “فرق الموت” أكدت أن وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أيه)، على صلة وثيقة بـ”فرق الموت” ومن المرجح جدا أنها أسستها، لبناء قواعد تحتية، تؤسس بالتالي لحرب طائفية تريدها الولايات المتحدة للعراق، إذا فشلت في ضبط ايقاعات العملية السياسية المتراجعة جدا بسبب نظام المحاصصة الطائفية.
دراسة ماكس فولر سلطت الضوء لأول مرة على هوية ضابطين كبيرين من مغاوير الشرطة هما “أبوالوليد” واسمه خالد القريشي، ورشيد الحلفي، وكلاهما شارك بقسوة بالغة في قمع انتفاضة الشيعة في الجنوب وفي مدينة الصدر (الثورة سابقا) ببغداد عام 1991.
التقارير المستقلة أيضا من داخل العراق تشير الى أن المخابرات المركزية الأمريكية أشرفت على تأسيس ميليشيا مغاوير الشرطة ووضعت إمرة بعض أهم ألويتها تحت قيادة أبو الوليد والحلفي.
وسائل الاعلام التي تدور في فلك الاستراتيجية الأمريكية، عملت منذ اليوم الأول لكشف جثث الضحايا في ضواحي بغداد، وهي الجرائم التي ترتكبها “فرق الموت”، على إثارة الرأي العام “السني” وتحريضه على “الشيعة”، وتوجيه الاتهام في كل عمليات القتل التي ترتكبها “فرق الموت” إلى الشيعة، من واقع أن وزارة الداخلية بيدهم، وأن الحكومة التي يرأسها ابراهيم الجعفري، تخضع لقيادة الائتلاف الشيعي، المتهمة بأنها لا تنسق مع التحالف الكردستاني المشارك في حكم العراق.
كذلك فان الخط البياني لعمليات عناصر هذه الفرق، بدأ يخدم بقوة سياسة الاحتلال، ليضمن للأمريكيين، باستمرار، امكانية التدخل لفرض إرادة الاحتلال على الأطراف المقاطعة خصوصا السنة العرب، لجعلهم يعتقدونه أن أمنهم وسلامتهم هما بيد المحتل، وعليهم أن يدخلوا الى الخيمة الأمريكية لضمان بقائهم أحياء.
ويبدو واضحا أن الهدف من عمليات “فرق الموت”، هو تضخيم الهوة بين السنة والشيعة، بما يكفي لكي تصدر هيئة العلماءِ المسلمينِ (السنية) بيانات تتهم قوّاتَ الأمن، المرتبطة بوزارة الداخليةِ، إضافة إلى قوات بدر، الجناح المُسلَّح التابع للمجلس الأعلى للثورةِ الإسلاميةِ في العراق، بانهم وراء عمليات القتل هذه.
وما يزيد في الشكوك حول دور الأمريكيين هو أن القوات الأمريكية تعمد بطريقة غامضة، الى قتل الصحفيين “العراقيين” الذين يرفعون أصواتهم بالحديث عن جرائم”فرق الموت” في العراق، للدلالة على الدور المشبوه الذي تلعبه الادارة الأمريكية الحاكمة في العراق، بما يرجح فرضية أن السي آي أيه تقف وراء هذه الفرق لنشر الرعب في أوساط السنة، وتهيئتهم لحرب طائفية من العيار الثقيل في العراق.
ففي 30 يونيو حزيران من العام الماضي قتل الصحفي العراقي ياسر الصالحي وهو مراسل شبكة نايت رايدر (Knight Ridder)، وذلك على يد قناص أمريكي في نقطة تفتيش روتينية، بعد ثلاثة أيام فقط من نشره مقالة نقل فيها عن شهود عيان قولهم إن رجالا يرتدون بزات مغاوير الشرطة قاموا بخطف عدد من العراقيين وأركبوهم سيارات تويوتا لاند كروزر بيضاء عليها علامات الشرطة وقتلوهم.
وقد قتل أيضا الصحفي الأمريكي ستيفن فينسنت بالرصاص في مدينة البصرة بجنوب العراق، بعد نشره مقالا في صحيفة نيويورك تايمز قال فيه “إن أعضاء الجماعات السياسية الشيعية قد تسللوا إلى صفوف قوات الأمن في المدينة”. كما انتقد الصحفي الأمريكي الجيش البريطاني المسؤول عن الأمن في البصرة “لتغاضيه عن انتهاكات المتطرفين الشيعة في المدينة”.
كيف تأسست .. وما هي علاقتها بمغاوير الشرطة؟
قد لايعرف الكثيرون أن مغاوير الشرطة تأسست في الأساس في عهد الحكومة المؤقتة أثناء رئاسة اياد علاوي للوزارة العراقية السابقة، وبمبادرةِ من وزير داخليته فلاح النقيب(السامرائي) وهو من الأعضاء البارزين في وكالة المخابرات المركزيةِ السي آيه أيه على غرار علاوي. وأوكلت قيادة المغاوير الى الضابطَ السني البعثي في الاستخبارات العسكريةِ السابقِة عدنان ثابت (عم فلاح النقيب)، والذي سعى في السابق الى تدبير انقلابِ على نظام صدام لحساب وكالة المخابرات المركزية.
وقد تم اختيار المتطوعين لمغاوير الشرطة من أفراد القواتِ الخاصّةِ والحرس الجمهوري السابق، ومن خلفيات عرقية ودينية مخْتَلَطة، لكن بقيادات معظمها سنية، وكان أحد قادةِ ألوية مغاويرِ الشرطةِ الأوائلِ من الشيعة، وهو رشيد الحلفي.
خضعت قوات مغاوير الشرطة لتدريبات نظرية وعملية مكثفة نظمها ضباط أمريكيون من قوات مكافحة التمرّد، ونفذت “المغاوير” عمليات مشتركة مع وحدات القوات الخاصّة الأمريكية السريّة جداً.
أما الذين أشرفوا على تطوير هذه القوات فانهم كانوا من عتاة مؤسسي “فرق الموت” في دول أخرى، إذ يعد “جيمس ستيل” واحدا من أهم الضباط الأمريكيين الذين ساهموا في تدريب مغاوير الشرطة، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة الأمريكية، وقد دشن خبرته في القوات الأمريكية الخاصة في فيتنام، قبل ان يتحول إلى إدارة المهام العسكرية الأمريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهلية في تلك البلادِ. وكان مسؤولا عن اختيار وتدريب الوحدات الصغيرة (أَو فرق موت) التي تباهت بمسئوليتها عن إيقاع 60 % من الإصاباتِ في “حملة مكافحةِ التمرّد” في جمهورية السلفادور.
كذلك فان الأمريكي “ستيفن كاستيل” الذي يعمل مستشارا أقدم في وزارة الداخلية، أشرف على تطوير مغاوير الشرطة بعد أن حقق نجاحاته الشخصية في أمريكا اللاتينية، بالمشاركة في الحرب ضد “بابلو اسكوبار” بارون الكوكائين، وذلك أثناء حروب كولومبيا ضد المخدرات في التسعينات. هذا بالإضافة لعمله مع القوات المحلية في بيرو وبوليفيا، بما لايعطي مجالا للشك أن الأمريكيين يقفون وراء تأسيس “فرق الموت”، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار ما يتسرب من حديث في أوساط مقربة من عراقيين يعملون حاليا مع السي آي أيه، حول قيام السفير الأمريكي السابق “جون نغروبونتي” المتخصص في الارهاب، بتأسيس هذه الفرق (وتعداد عناصرها 11 ألفا من العراقيين حسب بعض المصادر) تسلل عدد كبير منهم الى الشرطة.
النفوذ الايراني في العراق
بعد تسلم حكومة ابراهيم الجعفري الحكومة خلفا لعلاوي، دب الخلاف بين أعضاء السي آي أيه المنضوين في الحكومة الجديدة مع منافسيهم في الحكومة السابقة، وجاء ليث كبة وبقي موفق الربيعي في منصبه، وأخذت حرب الفضائح بين الطرفين ترسم المشهد المرعب لقوات المغاوير و”فرق الموت”، بهوية آخرى .. ولكنها هذه المرة ايرانية.
قامت جماعة علاوي بشن حرب دعائية ضد الحكومة الجديدة، وسلطت الضوء على صلاتها بالحكومة الايرانية وتحديدا بأجهزة المخابرات المتعددة في ايران، فيما كشفت تقارير مختلفة متطابقة عن حجم النفوذ الايراني في العراق، من خلال التنظيمات الشيعية الموالية، وهذا يعني ميدانيا أن فرق الموت ليست “أمريكية” المنشأ .. دائما.
الخريطة التالية توضح جزءا من هذا النفوذ:
– لايوجد تواجد عسكري مباشر للحرس الثوري الايراني في العراق.
– بعض قادة الحرس الثوري المسؤولين عن العمليات الخارجية والاستخبارات التابعة لهذا الجهاز من مقر قيادة (فجر) يترددون باستمرار على العراق.
– مقر قيادة (فجر) موجود في الأهواز مركز اقليم خوزستان المجاور للعراق.
– الفرع الرئيس لـ(فجر) في مدينة خرمشهر(المحمرة) المجاورة للبصرة يتابع تسلل الايرانيين الى العراق عبر البصرة والعمارة بشكل خاص.
– يتركز الحضور الايراني في البصرة وعموم المحافظات الجنوبية ومحافظات الوسط.
– في كربلاء توجد قاعدة قوية للحرس الثوري ولجهاز استخباراته ولوحدة العمليات الخارجية يشرف عليها وعلى عموم العمليات في البصرة العميد أحمد فرونده.
– فيلق القدس التابع للحرس الثوري مسؤول بشكل مباشر عن تقديم الدعم اللوجيستي للعمليات داخل العراق بقيادة العميد قاسم سليماني.
– لايتورط الحرس الثوري الايراني في تنفيذ عمليات مباشرة داخل العراق.
– تتم العمليات من اغتيال وتفجير عن طريق منظمات وشخصيات عراقية.
– من العمليات التي تقوم بها مهاجمة القوات البريطانية والدانماركية.
– وتستهدف أيضا رجالات النظام السابق، والشخصيات الشيعية التي تعارض التسلل الإيراني، الذين صاروا يُعرفون بأعداء “ولاية الفقيه”.
– من أبرز هذه المنظمات العراقية:
1 – منظمة ثأر الله وأمينها العام يوسف سناوي (هارب).
– تكشفت حقائق دامغة عن علاقة الحرس الثوري الايراني بهذه المنظمة وتنفيذها لعمليات الاغتيال والاختطاف التي تعرضت لها شخصيات مرموقة في المدينة، حيث عثرت القوات العراقية بالتعاون مع القوات البريطانية على اقراص مدمجة تحمل معلومات امنية عن هذه الخطط وعن الدعم المالي واللوجستي الايراني للمنظمة.
– أمين عام المنظمة يوسف سناوي كان يتلقى رسائل الكترونية من إيران تحمل عبارات مشفرة تم الاستدلال على أنها تحمل معلومات أمنية.
– يرتبط أمين عام المنظمة بعلاقات مع قادة الأحزاب في البصرة وبعض أعضاء مجلس المحافظة.
– الاجهزة الامنية المختصة في محافظة البصرة لجأت الى اتخاذ اجراءات امنية مشددة للحد من التغلغل الايراني في المحافظة.
2- “البيت الخماسي” الذي يتألف من:
أولاً: المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
ثانيا: منظمة بدر، التي كان اسمها فيلق بدر، وهي الذراع العسكرية للمجلس الأعلى.
ثالثا: منظمة سيد الشهداء.
رابعا: حركة ثأر الله.
خامسا: مؤسسة شهيد المحراب.
وقد تم تأسيس “أنصار بدر” من العراقيين في الداخل غير المنتمين أصلا إلى فيلق بدر(أثناء تواجده في إيران)، وهي قوة إضافية تعمل لصالح تعزيز النفوذ الإيراني. وهناك أيضا عدد من المنظمات الشيعية الأخرى وكلها مرتبطة بشكل أو بآخر بإيران ومنها: “القواعد الإسلامية” التابعة للمجلس الأعلى و “منظمة 15 شعبان” وحركة “حزب الله” (التي يترأسها كريم ماهود المحمداوي) وحركة حزب الله (حسن الساري) و”النخب الإسلامية” وحركة “بقية الله”.
يشار إلى أن “بقية الله” و”ثار الله”، تعرضتا إلى حملة اعتقالات من قبل استخبارات الشرطة والقوات البريطانية بتهم تنفيذ اغتيالات.
• يرتبط عدد من هذه التنظيمات المدنية منها والعسكرية وشبه العسكرية والمخابراتية بالسيد عبد العزيز الحكيم وبفيلق بدر في آن واحد، إذ أن قيادة فيلق بدر ترتبط بالسيد عبد العزيز الحكيم مباشرة. وللمجلس الأعلى ومنظمة بدر نفوذ قوي في مجلس محافظة البصرة ولكنه ينازع القوة مع:
– حزب الدعوة الإسلامية – خط إبراهيم الجعفري، ويترأسه في البصرة عامر الخزاعي ويمارس السياسة، وهو غير متورط في أعمال اغتيال وعنف. وكانت العلاقة بين الحزب وإيران قبل سقوط نظام صدام، ليست على ما يرام، وقد جرت محاولات لتحسينها خلال الفترة الأخيرة خلال زيارات مكوكية قام بها الجعفري قبل وبعد توليه رئاسة الوزراء.
– حزب الدعوة الإسلامية – تنظيم العراق، ويمثله في الحكومة وزير الأمن الوطني عبد الكريم العنزي.
وبشكل عام، يعتبر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وبدر مفاصل البيت الخماسي، الركيزة الأساسية للنفوذ الإيراني في الجنوب، إلا أن إيران تعتمد أيضا على دعم الجماعات الأخرى ومنها:
– حركة الدعوة الإسلامية، خط رئيس مجلس الحكم المنحل عز الدين سليم..
– تيار مقتدى الصدر، باسم مكتب الشهيد الصدر، وجيش المهدي الأضعف تأثيرا في الدوائر الرسمية في البصرة، ولكنه يمتلك تأييداً في أوساط معينة من المجتمع البصري. ويتميز بالعنف ضد القوى المختلفة معها وتحاول فرض قواها على المجتمع.
– مجموعة الفضلاء التي يترأسها الشيخ خزعل السعدي المتخصصة بشؤون الفقه والتشريع. وهي قريبة من السنة ولديها علاقات مع مشايخهم.
– منظمة العمل الإسلامي التابعة لمحمد تقي المدرسي (صار مرجعا) ومقره كربلاء: هي منظمة سياسية إسلامية ابتعدت حتى الآن عن ممارسة العنف والقوة في العمل السياسي العراقي، وهي منظمة ليست عدوانية حتى الآن وليست كبيرة أيضاً, إذ لا تمتلك الكثير من الأتباع والمريدين. ولكن لها علاقات واضحة مع إيران وهي علاقة مصلحية من الطرفين لان الثقة بينهما شبه معدومة بسبب الاختلاف حول نظرية ولاية الفقيه.
– حزب الطليعة الإسلامي، تأسس بعد سقوط صدام وهو أيضا واجهة لمحمد تقي المدرسي .
تشكلت العديد من التنظيمات السياسية الإسلامية التي يطلق عليها “قوى الانتفاضة الشعبانية” لتخليد حركة الانتفاضة الشعبية (التي اندلعت في 15 مارس 1991)، وهي:
– حركة الانتفاضة الشعبانية.
– حركة الانتفاضة الديمقراطية.
– الحركة الوطنية لثوار الانتفاضة
في الجنوب أيضا حزب الفضيلة الإسلامية (محافظ البصرة محمد الوائلي)، على خطى المرجع محمد اليعقوبي ويتعاون مع القوات البريطانية ويتخذ موقفا مضادا من ايران.
بشكل عام ، فان أبرز التنظيمات المسلحة في العراق هي:
(1) جيش الإمام المهدي : يتبع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ويتفرع منه تنظيم “عصبة الهدى” وتنظيم “بنت الهدى”، والأخير يتكون من نساء تعهدن بالولاء للصدر وهددن بعمليات انتحارية ضد القوات الأميركية، ولكن لم يحصل أن نفذن عملية واحدة حتى الآن.
(2) قوات الشهيد الصدر: الجناح العسكري لحزب “الدعوة”، وهذه الجماعة متكتمة جداً على تفاصيلها الداخلية، وعدد أعضائها غير معروف على وجه الدقة. ورغم أنها لا تبدو ناشطة الآن إلا أنها مشكلة وجاهزة للعمل.
(3) فيلق بدر: الجناح المسلح لـ”المجلس الأعلى للثورة الإسلامية” وقد أنشئ عام 1983. ويكاد يكون أقوى من القوات الحكومية في الجنوب وأجزاء من بغداد.
ونضيف إليهم “قوة البشمركة”، القوة المشتركة للحزبين الكرديين شمال البلاد التي وحهت لها بعض الأطراف اتهامات بتنفيذ عمليات لصالح الأهداف الأمريكية والاسرائيلية.
خريطة الجماعات في العراق
العديد من جرائم القتل التي تكتشف في العراق، تنفذها عناصر تنتمي الى الجماعات المسلحة التي انتشرت في العراق ومعظمها يخضع لحزب البعث العراقي أو قريب منه، عدا القادمين من خارج الحدود، وهؤلاء أيضا لديهم صلات مع حزب البعث العراقي، ومع تنظيمات أسسها المتشددون السنة العراقيون. أبرز الجماعات المسلحة هي:
(1) قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين: بدأت عملها باسم «جماعة التوحيد والجهاد» بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي، وباشرت عملياتها منذ سقوط نظام صدام حسين، وعندها أعلن الزرقاوي تحالفه مع أسامة بن لادن، لينصبه الأخير زعيماً على تنظيم «القاعدة» في العراق.
(2) جيش أنصار السنة: ينشط في شمال البلاد، وكان مسؤولاً عن تفجيرات مقار الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديموقراطي الكردستاني في أربيل، وأعلن عن تأسيسه في 20 أيلول (سبتمبر) عام 2003، بقيادة أبو عبدالله الحسن بن محمود.
(3) أنصار الإسلام: جماعة كردية تأسست منتصف الثمانينات، ويتردد أنها تتعاون مع «القاعدة»، ودخلت في قتال مع الاتحاد الكردستاني منذ أيلول عام 2001. يتزعمها نجم الدين فرج المعروف بـ «الملا كريكار».
(4) جيش المجاهدين: مجموعة تشكلت من خليط ضم عسكريين سابقين، يغلب عليهم الطابع العشائري، ورجال دين محسوبين على السلفية، ولم يتبن التنظيم أي هجوم على غير القوات الأميركية، ويقوده عراقي يدعى أبو جندل الشمري.
(5) الجيش الإسلامي في العراق: تنظيم محلي مشكل من ضباط استخبارات وجيش سابقين مع حضور سلفي محدود منحه الصبغة الدينية، ويضم الكثير من ضباط الجيش السابق المنحل.
(6) جيش الطائفة المنصورة: تنظيم إسلامي سلفي، متصل مباشرة بتنظيم «القاعدة» ويتبنى دائماً تنفيذ العمليات ذات الطابع الاغتيالي، ويعتمد على «القاعدة» إعلامياً.
(7) سعد بن أبي وقاص: مجموعة عراقية تركز عملياتها على سيارات النقل التابعة للقوات الأميركية في بغداد، وتعتمد على أعضاء كثر من مدينة الفلوجة. ويمكن القول إنها جماعة تخصصت في استهداف سيارات «الهامر».
(8) فصائل المقاومة الجهادية: تشكيل إسلامي عشائري، يضم في صفوفه مجموعة من ضباط ومجندين سابقين في الجيش العراقي، من بينهم قادة تشكيلات عسكرية من الحرس الجمهوري والجيش المنحلَّين بعد سقوط النظام السابق.
(9) جيش محمد: قوى بعثية أسسها الرئيس السابق صدام حسين بعد سقوط نظامه خلال اجتماع تم مع مجموعة من ضباط وبعثيين سابقين التقوا في الرمادي.
(10) الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية – كتائب صلاح الدين: مجموعة إسلامية في وسط العراق، تشكلت من رجال دين، وانضمت إليهم مجموعة من الشبان الذين كانوا ضباطاً في المؤسسات العسكرية المختلفة بعد حلها اثر سقوط النظام، ولم تتبن أي هجوم على غير القوات الأميركية.
(11) كتائب ثورة العشرين: تنظيم إسلامي مسلح مقرب من «هيئة علماء المسلمين»، وينشط في المنطقة المحيطة ببغداد، إضافة إلى الفلوجة والرمادي، ولم يعلن بعد عن تنفيذ عمليات انتحارية، كما لم يتبن أي هجوم على غير القوات الأميركية أو العراقية، ويفترض أن الشيخ حارث الضاري اختار له التسمية نسبة إلى جده، أحد قياديي ثورة العشرين ضد البريطانيين.
يلاحظ الخبراء أن معظم الجماعات المسلحة هي عراقية ، باستثناء «القاعدة» و”أنصار السنة”، ناهيك بأن «القاعدة»، صارت تضم في الحقبة الأخيرة الكثير من العراقيين، ففي هيكلها التنظيمي غالبية عراقية واضحة. نائب الزرقاوي هو أبو عبدالرحمن العراقي، وقائد الجناح العسكري أبو أسيد العراقي، ومسؤول اللجنة الشرعية (مفتي الجماعة) أبو حمزة البغدادي، ومسؤول الجناح الإعلامي أبو ميسرة العراقي، والحال نفسه في «أنصار السنة»، الذي لا يوجد فيه من غير العراقيين سوى كوادر ميدانية.
أما التطور الأخير على هذا الصعيد، فيتمثل في محاولة «القاعدة» تجاوز ما تواجهه قيادة التنظيم من تصادم مع تنظيمات مسلحة أخرى تعارض سياستها في استهداف المدنيين، والسعي إلى تشكيل «مجلس شورى المجاهدين في العراق»، الذي يضم 6 تنظيمات بينها «القاعدة» وتنظيم «جيش الطائفة المنصورة»، إضافة الى تنظيمين وهميين لا وجود لهما، هما «سرايا أنصار التوحيد» و«سرايا الغرباء»، وتنظيمين آخرين لم يقوما إلا بعملية واحدة لكل منهما وهما «سرايا الجهاد الإسلامي»، الذي خطف وأعدم الأميركي دير ستوفر في العام الماضي، و«كتائب الأهوال»، الذي خطف استراليين اثنين وآسيويين عام 2004، وحينها كان يزعم أنه جناح عسكري لما سماه «الجيش الإسلامي السري في العراق».
سويس إنفو – خـاص
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.