فـنانون سويسريون يتـّحدون ضد قانون اللجوء
دعا أكثر من 700 ممثل عن الأوساط الفنية والثقافية في سويسرا إلى رفض مراجعة القانون الفدرالي الخاص باللجوء التي ستُـطرح في استفتاء شعبي يوم 24 سبتمبر القادم.
وقدم هؤلاء يوم الأربعاء 9 أغسطس في العاصمة برن بيان حملتهم ضد هذا الملف الذي يثير نقاشا ساخنا بين مؤيديه ومعارضيه.
“لا” للقانون غير الإنساني”
يدين مـنشور الفنانين مراجعة قانون اللجوء التي يعتبرونها “غير إنسانية” و”مُُعيبة لسويسرا”. ومن بين الموقعين على الإعلان أسماء مشهورة في سويسرا الروماندية المتحدثة بالفرنسية مثل الممثل جون لوك بيدو، المعروف في فرنسا أيضا، والمخرج جون ستيفان برون، والمغنيين والممثلين ميشيل بولر وإيفيت تيرولا.
ويشير الإعلان إلى ما يسميه “تفكك” الموقف السويسري من ملف اللجوء، منوها إلى أن سويسرا التزمت من أجل إنشاء المجلس الجديد لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي حل محلة لجنة حقوق الإنسان في جنيف، وتخطط في نفس الوقت لإلغاء الحقوق الإنسانية على حدودها.
وأُرفق المـنشور بنص للكاتب السويسري المتحدث بالألمانية غي كرنيتا بعنوان “عدم البث في الطلب”، إشارة إلى قرار السلطات السويسرية عدم النظر في طلبات اللجوء “غير المُبررة”. وأكد هذا النص أن “عدم البث في الطلب” يجب أن يكون مصير القانون الجديد للحيلولة دون تحول الحق في اللجوء إلى ظلم.
وسيـُوزّع المـنشور على السكان في إطار حملة تحمل شعار “يوم 24 سبتمبر، ستقول الأوساط الثقافية أيضا “لا” لقانون اللجوء غير الإنساني”.
نصوص وأغاني ومنحوتات
ويعـتزم الفنانون القيام برحلة حول سويسرا بحلول منتصف سبتمبر القادم، والتوقف في عشر مدن من بينها جنيف ونوشاتيل. وسيـعرض خلال هذه المحطات شريط وثـائقي بعنوان “مطرود” للمخرجة إيرين مارتي.
ويحكي الفيلم القصة الحقيقية للمواطن البيرماني الذي كان قد طلب اللجوء لأسباب سياسية وديانته الكاثوليكية. لكن السلطات السويسرية رفضت طلبهم. وبعد ترحيله إلى بلاده، تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة 19 عاما.
ولن يغيب الفن التشكيلي والنحت والغناء عن هذا التحرك إذ ستـُعرض خلال الجولة أعمال للناحت كارل بوشر. كما سيـُعبر ميشيل بولر عن عدم فهـمه لسياسة وزير العدل والشرطة كريستوف بلوخر، وعن تضامنه مع اللاجئين، من خلال أدائه لأغنية تحكي قصة لاجئ من كوسوفو.
من جهتها، تتناول الكاتبة روت شفايكرت، من المناطق المتحدثة بالألمانية، الصعوبات التي واجهها أحد أقربائها من يهود النمسا، والذي تمكن من دخول سويسرا بصفة غير شرعية عام 1942.
دعم الحزب الاشتراكي
وتحظى هذه الحملة على المستويين اللوجستي والمالي بدعم الحزب الاشتراكي. وقد أشادت النائية أورسولا فايس بالتزام الأوساط الثقافية “التي تجمعت بأعداد نادرا ما تم بلوغها لحد الآن”.
وأعربت النائبة الاشتراكية عن اعتقادها أن التزام الفنانين والمثقفين مكسب مهم، قائلة “نحن ندرك جيدا أننا لا يمكن أن نضمن مُسبقا نجاح هذا الاستفتاء، وهذا يعزز ضرورة توسيع تحالف معارضي القانون الجديد”.
سويس انفو مع الوكالات
ستطرح المراجعة الجزئية للقانون الفدرالي حول اللجوء على الناخبين يوم 24 سبتمبر 2006. وقد لجا المعارضون إلى سلاح الاستفتاء الذي يسمح، عبر تجميع 50 ألف توقيع، بعرض قانون – سبق وأن تبناه البرلمان – على الناخبين في استفتاء شعبي.
تثير مراجعة قانون اللجوء جدلا واسعا في الكنفدرالية. فينما يرى المؤيدون أنها ضرورية لتوافق القانون السويسري مع القانون الأوروبي، والحيلولة دون وقوع انتهاكات في مجال اللجوء، يخشى المعارضون من أن يتسبب تشديد القانون في المزيد من اللاجئين غير الشرعيين وفي وضع حد للتقاليد الإنسانية لسويسرا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.