مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فون دير لايين تعلن في كييف عن مخطط لإقراض أوكرانيا 35 مليار يورو قبل حلول الشتاء

afp_tickers

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة خلال زيارة لكييف أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إقراض أوكرانيا 35 مليار يورو (39 مليار دولار) من فوائد الأصول الروسية المجمدة لديه مع اقتراب فصل الشتاء فيما تواصل روسيا هجماتها على البنى التحتية للطاقة في البلاد.

وصرحت فون دير لايين خلال مؤتمر صحافي إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف “نحن واثقون الآن من قدرتنا على تسليم أوكرانيا هذا القرض بسرعة كبيرة، قرض تدعمه أرباح الأصول الروسية المجمدة”.

وأوكرانيا بحاجة ماسة للأموال في إطار مساعيها لدعم الاقتصاد والحفاظ على عمل شبكة الكهرباء هذا الشتاء بعد قصف روسي عنيف.

ومخطط الاتحاد الأوروبي الذي يحتاج إلى موافقة الدول الأعضاء جزء من خطة أكبر وافقت عليها دول مجموعة السبع في حزيران/يونيو لاستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لإقراض كييف 50 مليار دولار. 

جمد الاتحاد الأوروبي نحو 235 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، تمثل الجزء الأكبر من الأصول الروسية المجمدة في  أنحاء العالم. 

توصلت الدول ال27 إلى اتفاق في ايار/مايو لاستخدام هذه الاموال.

وكانت فون دير لايين قالت في وقت سابق إنها تزور كييف  لمناقشة “الدعم” الذي ستقدمه أوروبا لأوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيكون صعبا بسبب نقص الطاقة الناجم عن القصف الروسي لهذه المنشآت.

وكتبت على إكس “تأتي زيارتي الثامنة لكييف مع اقتراب الموسم الذي تحتاج فيه البلاد إلى التدفئة ومواصلة روسيا هجماتها على البنى التحتية للطاقة”.

وأكدت خلال مؤتمر صحافي ان الاتحاد الاوروبي سيساعد اوكرانيا “على اضاءة المنازل وتأمين الدفء للشعب الاوكراني ودفع عجلة الاقتصاد”.

وقالت إن الاتحاد الاوروبي سيساعد أوكرانيا على “إصلاح” الأضرار الناجمة عن الضربات الروسية وتصدير الكهرباء إلى البلاد. ومن المفترض أن يغطي هذا الدعم “25%” من حاجات أوكرانيا لفصل الشتاء.

وأشاد زيلينسكي بهذه الإجراءات في كلمته المسائية.

وقال “حققنا نتائج جيدة في كل المجالات، من الدفاع حتى القضايا الاجتماعية. أورسولا، شكرا لك”.

وأعلنت النروج في وقت لاحق أنها ستزيد مساعداتها المدنية لأوكرانيا بمقدار 475 مليون دولار وستمدد حزمة مساعداتها لمدة ثلاث سنوات حتى 2030.

وقال رئيس الوزراء يوناس غار ستور “نحن نمر بوضع خطير جدا في أوروبا”.

وفي حزيران/يونيو، بدأ الاتحاد الأوروبي رسميا مفاوضات انضمام أوكرانيا التي تقاتل الغزو الروسي منذ فبراير/شباط 2022، إلى التكتل.

وتريد كييف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كما إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكن الطريق إلى العضوية يبدو طويلا.

ويعد الاتحاد الأوروبي داعما رئيسيا لأوكرانيا التي تواجه جيشا روسيا أكثر عديدا وأفضل تسلحا. وتشهد البلاد أيضا قصفا روسيا شبه يومي ألحق أضرارا جسيمة بشبكة الطاقة لديها، وبالتالي تواجه أوكرانيا انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي، ما يثير مخاوف من شتاء قاس.

وأظهر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة، أن البلاد فقدت “أكثر من ثلثَي” قدرتها على إنتاج الكهرباء.

لذلك، سيقدّم الاتحاد الأوروبي لكييف 160 مليون يورو إضافية على شكل مساعدات إنسانية وبنى تحتية للطاقة بما فيها ألواح شمسية.

– صواريخ بعيدة المدى –

لكن لحماية نفسها، تطلب أوكرانيا من حلفائها الغربيين السماح لها باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.

وينقسم الحلفاء حول هذه المسألة. فبعضهم يؤيدها، مثل المملكة المتحدة، فيما لا يزال البعض الآخر أكثر حذرا، مع تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب”حرب مع دول الناتو” إذا منحت أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الغربية.

من جهته، دعا البرلمان الأوروبي دول الاتحاد الأوروبي الخميس إلى “رفع القيود” على استخدام هذه الأسلحة، ليرد عليه رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين بالقول إن “ما يطالب به البرلمان الأوروبي يؤدي إلى حرب عالمية بالأسلحة النووية”.

وأضاف “لعلمكم، فإن وقت رحلة صاروخ سارمات إلى ستراسبورغ هو 3 دقائق و20 ثانية فقط”، في إشارة إلى المدينة التي يقع فيها مقر البرلمان الأوروبي.

كما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، إنه “يأمل” أن يدعم نظيره جو بايدن خطته لإنهاء الحرب مع روسيا وسيعرضها عليه لعقد قمة دولية حول السلام في أوكرانيا ستدعى إليها روسيا هذه المرة، على عكس قمة حزيران/يونيو.

– “عاجزة عن التعبير عن مدى صعوبة الأمر” –

ورغم الصعوبات التي تواجهها القوات الأوكرانية، إلا أنها تمكنت من مفاجأة موسكو في آب/أغسطس خلال هجومها على منطقة كورسك الروسية والاستيلاء على بلدات ومئات الكيلومترات المربعة التي لا تزال تسيطر عليها.

لكن في شرق أوكرانيا، لا يزال الجيش الاوكراني يتراجع امام القوات الروسية التي تعلن بانتظام السيطرة على بلدات وتهدد مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم لقوات كييف.

وأشار صحافيو وكالة فرانس برس في بوكروفسك إلى أن أصوات المدفعية تشهد على قرب القتال.

تعتبر هذه المدينة منذ فترة أكثر أمانا من المناطق المحيطة بها، وتقع الآن على بعد حوالي 10 كيلومترات من المواقع الروسية.

وشوارعها التي كان يكتظ فيها نحو 60 ألف نسمة، أصبحت مقفرة. وبقي فيها حوالي 16 ألف شخص تريد السلطات إقناعهم بالمغادرة.

وقالت أليونا كوزينيتس التي كانت على وشك الصعود الى حافلة مع أطفالها الثلاثة لوكالة فرانس برس “اني عاجزة عن التعبير عن مدى صعوبة الأمر”.

واضافت “عملنا طوال سنوات لبناء حياتنا والآن علينا أن نغادر”.

واعلن مجلس الدفاع والأمن القومي الأوكراني الجمعة أنه سيحظر استخدام تطبيق تلغرام على الأجهزة الإلكترونية لمعظم العسكريين والمسؤولين تمكن الأجهزة الروسية من خرقها.

وقال المجلس في بيان “تقرر حظر انزال واستخدام تطبيق تلغرام على الأجهزة الرسمية للمسؤولين الحكوميين والعسكريين وموظفي قطاع الأمن والدفاع وكذلك الشركات العاملة في البنى التحتية الحيوية”.

من جهته أعلن رئيس الوزراء النروجي الجمعة أن بلاده ستزيد مساعداتها المدنية لأوكرانيا بمقدار 425 مليون يورو هذا العام وتمدد برنامج الدعم متعدد السنوات حتى عام 2030 ليصل إلى 11,5 مليار يورو.

بور-ليد/ليل/غد/سام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية