فيضانات سويسرا: الـحصيلة ترتفع
ارتفعت حصيلة ضحايا أخطر فيضانات تضرب سويسرا منذ عام 1999 إلى 4 قتلى على الأقل في منتصف يوم الثلاثاء، بينما ظل شخصان في عداد المفقودين.
ومنذ بداية تساقط الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة التي تشهدها البلاد منذ الأحد، تم إجلاء قرابة 2500 شخصا فيما يواصل آلاف رجال الإسعاف والمطافئ العمل على قدم وساق للحد من الأضرار.
تردت الأوضاع بقوة ليلة الإثنين إلى الثلاثاء في مرتفعات “برنر أوبرلاند” جنوب كانتون برن، إذ غمرت المياه منطقة إنترلاكن الواقعة بين بحيرتي تون وبريانز بعد أن تجاوزتا مستوى الإنذار أثناء الليل.
وقُتل في بريانز في نفس الليلة شخص بينما اختفى شخص آخر بعدما انهارت ثمانية مباني جراء الفيضانات القوية. وفي دورنتن بكانتون زيورخ، عثر على قتيل صباح يوم الثلاثاء في مياه أحد الأنهار الفائضة في البلدة. كما أعلنت سلطات كانتون غراوبوندن عن اختفاء سيدة صبيحة الثلاثاء. وكان عاملان من فرق الإطفاء قد لقيا حتفهما مساء الأحد 21 أغسطس في كانتون لوسيرن بينما كانا يحاولان إقامة جدار وقائي للتصدي لارتفاع المياه.
ومازالت أجزاء من محطة إنترلاكن السياحية تعوم في الماء، مما دفع السلطات المحلية إلى نقل حوالي 150 شخصا، معظمهم من السياح، إلى ملاجئ الحماية المدنية.
أما محطتا غريندلفالد ولوتربرونن في مرتفعات نفس المنطقة، فأصبحتا معزولتين تماما عن العالم. وشرعت السلطات صباح الثلاثاء في إقامة جسر جوي لإسعافهما.
وقد أُغرقت العديد من السراديب في مناطق جبال الألب في كانتون برن، كما تقرر إغلاق مدارس العديد من بلديات المنطقة طيلة يوم الثلاثاء 23 أغسطس.
أما بحيرة بيـين شمال غربي كانتون برن، ففاضت أيضا خلال ليلة الإثنين إلى الثلاثاء. واجتاحت المياه جزء من الميناء.
وفي برن، ارتفع مستوى نهر آر في حي “ماتي” في المنطقة الأكثر انخفاضا من المدينة إذ بلغ المستوى القياسي لعام 1999. وقد تم إجلاء قرابة 250 من سكان الحي (الذي يقطنه زهاء 1100 شخص)، فيما بادر حوالي 50 ساكنا بمغادرة منازلهم بمحض إرادتهم.
لوسيرن تتوقع الأسوأ
وفي سويسرا الوسطى، لم تتحسن الأوضاع بشكل ملموس، بحيث تم إجلاء العديد من السكان في كانتوني شفيتز وأوبفالد خلال ليلة الإثنين إلى الثلاثاء.
وفي مدينة لوسيرن حيث تتوقع السلطات الأسوأ، فاضت البحيرة ونهر “رويس” وأغرقتا شارع محطة القطار. وقد وصل مستوى بحيرة “الكانتونات الأربع” التي تقع بين كانتونات لوسيرن وأوري وشفيتز وانترفالد إلى 435 مترا متجاوزا بذلك المستوى الذي سجله في عام 1999 ومقتربا إلى المستوى القياسي لعام 1910.
وفي باقي مناطق الكانتون الذي كان الأكثر تضررا من فيضانات وأمطار يوم الإثنين وحيث تم إجلاء 1000 ساكن، بدأت الأوضاع تهدأ شيئا فشيئا. لكن العديد من الطرق مازالت مُغلقة أمام حركة المرور.
أما في كانتون شفيتز وسط سويسرا، فقد اضطر ارتفاع مستوى نهر مووتا 400 من سكان بلدة إيباش إلى مغادرة بيوتهم. نفس الوضع عايشه حوالي 200 من سكان بلدة إنغلبرغ في كانتون أوبفالد الذين لجؤوا إلى فندق محطة سياحية. وظلت معظم مدارس هذين الكانتونين مغلقة يوم الثلاثاء. وقد تفاقم الوضع أيضا في كانتون أوري المجاور حيث أغقلت العديد من الطرق والطرق السيارة.
ولم تسلم شبكة السكك الحديدية الفدرالية من الأضرار الناجمة عن الفيضانات. فرغم عودة معظم الخطوط للعمل بشكل طبيعي، سيظل خط الغوثارد الرابط بين شمال وجنوب سويسرا مقفلا لأيام عديدة.
انفراج في سويسرا الروماندية
أما في سويسرا الروماندية (المتحدثة بالفرنسية) التي كانت أقل تضررا من الفيضانات، بدأت الأوضاع تعود شيئا فشيئا إلى طبيعتها صباح الثلاثاء. فقد تراجع مستوى المياه في كافة أنحاء كانتون فريبورغ.
وفي كانتون فو، تحسنت الأوضاع أيضا منذ الساعات الأولى من يوم الثلاثاء ولئن ظل عدد كبير من رجال المطافئ والشرطة والوقاية المدنية يعملون على قدم وساق، للحد من الأضرار في المناطق التي غمرتها المياه والتي مازالت تتطلب أياما من العمل.
ويتوقع خبراء الأحوال الجوية السويسرية انخفاض منسوب الأمطار في الساعات القادمة. وقد توقفت بعد يوم الثلاثاء الأمطار في منطقة “برنر أوبرلاند” وسويسرا الوسطى.
سويس انفو مع الوكالات
أسفرت الفيضانات القوية والأمطار الغزيرة التي تساقطت في سويسرا منذ يوم الأحد الماضي عن مقتل أربعة أشخاص وإخلاء مئات المنازل. فيما يظل شخصان في عداد المفقودين.
منذ نهاية السبعينات، تسببت الكوارث الطبيعية في مقتل زهاء 100 شخص في سويسرا.
تقدر الأضرار الناجمة عن الفيضانات والانزلاقات الأرضية والثلجية خلال الثلاثين عاما الأخيرة في سويسرا بقرابة 9 مليار فرنك.
أما الأضرار المترتبة عن فيضانات الأيام الأخيرة فقد تصل إلى 100 مليون فرنك.
فتحت “سلسلة السعادة” السويسرية حسابا لتجميع التبرعات لفائدة ضحايا الفيضانات: 6-15000-10
منظمة “المساعدة السويسرية لسكان المرتفعات” فتحت أيضا حسابا بريديا:
2-32443-80.
أما الصليب الأحمر السويسري وجمعية كاريتاس الخيرية فتبرعت كل منهما بـ100 ألف فرنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.