“فيوزيون” قريبا في الأسواق
تمكنت شركة روش للأدوية من تخطي آخر حاجز يحول دون تداول عقار جديد لمواجهة مرض نقص المناعة المكتسبة – ايدز – بعد تجربته على كثير من الحالات وعلى مدى أعوام كاملة.
وسيتم طرح العقار الجديد الذي يحمل اسم فيوزيون في الأسواق قريبا، وتعتزم الشركة انتاجه بكميات معقولة.
جاء الإعلان عن العقار الجديد أثناء فعاليات المؤتمر الدولي الثاني حول مرض نقص المناعة المكتسبة – الإيدز- في باريس، والذي شاركت فيه سويسرا بوفد حاشد من العلماء والمتخصصين.
ويحمل العقار الجديد الأمل لكل الذين لم تفلح معهم الأدوية المطروحة حاليا في الأسواق، حيث يعتبر واحدا من سلسلة من العقاقير التي تأمل الشركة المنتجة في أن يعمل على ايقاف تطور الفيروس وانتشاره في الجسم.
وقد قدمت شركة روش العقار الجديد بعد سنوات من اختباره على العديد من المرضى، حيث يعتمد في عمله على مهاجمة الفيروس قبل اختراقه لخلايا الجسم البشري، ويقول دافيد ريبي رئيس قسم أبحاث الإيدز في الشركة “إن الأمل بدأ يظهر في الأفق منذ عام تقريبا، وقد تحقق الآن”.
وأكدت شركة روش في المؤتمر المنعقد في باريس أنها ستتمكن من إنتاج كميات كبيرة من العقار الجديد، وذلك في رد على ما يراه البعض من عيوب هذا العقار بأنه معقد في طريقة تحضيره وصناعته، وهو ما قد يؤدي إلى إنتاجه بكميات محدودة لا تتناسب مع حجم الإقبال المتوقع عليه.
فيوزيون … بعد 106 مرحلة تصنيع
وتعزي مصادر الشركة هذه الثقة في إمكانية التصنيع بكميات كبيرة إلى ما وصفته بأنه تقدم كبير في تقنيات التحضير، والتي قللت كثيرا من الصعوبات السابقة، حسب قولهم.
ولتأكيد هذه الحقيقة، يقول دافيد ريبي رئيس قسم أبحاث الإيدز في مؤسسة روش أن الإنتاج حتى موفى هذا العام سيغطي احتياجات 18000 مريض، وهو رقم يزيد عن توقعات الشركة سابقا، حيث كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها وبالتعاون مع شركة تريميريس الأمريكية ستنتجان هذا العام أدوية لعلاج ما بين 12000 و 15000 مريض.
ويذكر أن تحضير عقار فيوزيون يتم في 106 مرحلة، في مقابل ما بين 8 و 12 خطوة للأدوية المتداولة حاليا، ولانتاج كيلو غرام واحد منه، يجب استخدام 45 كيلو من المواد الخام.
خطوة هامة في مرحلة خطيرة
ليست شركة روش هي الوحيدة التي خاضت وتخوض سباقا عنيفا مع الزمن للحصول على سبق ابتكار أول عقار يواجه فيروس الإيدز الفتاك ويؤتي بنتيجة فعالة، حيث فشلت كل العقاقير السابقة حتى الآن في التغلب عليه.
فمن المعروف أن الفيروسات تكتسب مناعة ذاتية لمواجهة المركبات المضادة لها، بينما ينفرد فيروس الايدز بقدرته على تحصين نفسه بشدة ضد الأدوية، مما يعوق تقدم العلاج، وفي كثير من الحالات يبقي الدواء على الحالة المرضية كماهي دون أي تقدم ملموس.
ومن بين التعليقات التي صرح بها العلماء عقب الإعلان عن بدء العمل بعقار “فيوزيون” تصريح للعالم الأمريكي فيرلوج روبرتو غاللو من جامعة ماريلاند في ولاية بالتيمور، حيث قال لسويس انفو “إنه من المثير أن نتمكن من إحكام قبضتنا على فيروس الإيدز قبل أن يخترق الخلية البشرية”.
ومن المعروف أن البروفيسور غاللو كان أوائل المكتشفين لطريقة عمل فيروس الايدز قبل عشرين عاما ولمسبباته، وهو يعتبر أن العقار الجديد يقدم خطوة جديدة على طريق إعاقة الفيروس المدمر قبل انطلاقه في الجسم البشري دون رادع.
وقد قامت الشركة بتجربة العقار على 1000 مصاب الأيدز في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا واستراليا، وهي المناطق التي جربت ادوية وعقاقير مختلفة في محاولة لتوقف زحف المرض، بعدما خاب أملها في القضاء عليه.
نتائج فعالة لكن الثمن باهظ
في المقابل، صرح البروفيسور مانيول باتيغاي رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة بازل، بأن اثنين من كل ثلاثة مرضى ممن تمت تجربة العقار الجديد عليهم، كانا في حالة ميؤوس منها بشدة، وبتجربة عقار فيوزيون عليهم، تمكنت خلايا الجسم من المقاومة، مما يعنى إمكانية متابعة علاجهم، دون خوف من فقدان الأمل.
ويشير البروفيسور باتيغاي إلى أن حدوث تقدم ملحوظ في أغلب الحالات الصعبة يشير إلى إمكانية استخدام العقار باطمئنان، حتى لدى الذين يمرون بمراحل متأخرة من المرض، وهو ما يعني أنه في حال تعاطي العقار في المراحل الأولى من اكتشافه، فإن فرص عرقلة تقدم الفيروس ستكون كبيرة جدا.
لا شك في أن عقار فيوزيون سيشكل نقلة كبيرة في مجال مقاومة مرض الايدز، وقد يحالف العلماء الحظ لتطويره بشكل أكثر نجاعة، إلا أن تكاليف العلاج الباهظة والتي تبلغ 28000 ألف فرنك سنويا ستحول بلا شك دون انتشاره في الدول النامية التي يستشري فيها الوباء.
سويس أنفو
جربت الشركة العقار الجديد على 1000 مريض بالإيدز من جميع دول العالم عدا افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
لتحضير 1000 غرام من العقار يجب استخدام 45 كيلو غرام من المواد الخام.
يتطلب تحضير العقار اجراء 106 تفاعلا كيماويا
تبلغ تكاليف العلاج السنوي بالعقار الجديد ثمانية وعشرين ألف(28000) فرنك سويسري.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.