في منوف مع الصيادين في “البحر الفرعوني”
تحيط 50 قرية في محافظة المنوفية بدلتا النيل في مصر ب”البحر الفرعوني” وهو مجرى مائي يخشى الصيادون الذين لا يزالون يستخدمون ادوات صيد بدائية من انخفاض منسوب المياه فيه.
كان هذا المجرى المائي متفرعا من نهر النيل عند مدينة منوف (عاصمة محافظة المنوفية) بدلتا النيل الا انه انفصل عنه قبل قرابة خمسين عاما.
ومنذ ذلك الحين يسميه اهل المنطقة “البحر الميت”.
واذا كان لايزال يروي محاصيل كثيفة ويساعد الصيادين على كسب رزقهم الا ان الفلاحين يلاحظون منذ سنوات انخفاضا في مستوى مياه “البحر الفرعوني” حتى صار الامر مصدر قلق لهم وموضوع مناقشاتهم عند اجتماعهم في المساء لتناول العشاء.
في قرية كفر فيشا تقيم كل اسرة في بيت صغير على ضفاف “البحر الفرعوني”.
ومثل عشرات الصيادين الاخرين ينهي شريف (41 عاما) وخالد (55 عاما) يومهما مع غروب الشمس وبعد تناول العشاء يشربون الشاي جالسين على الارض فوق سجادة محلية الصنع.
ومنذ الفجر، ينزلون “البحر” بحثا عن السمك. ويستقل الصيادون قوارب صغيرة من الخشب ويلقون بشباكهم في المياه لاصطياد ما امكن من سمك يضعونه بعد ذلك في صندوق بلاستيكي ابيض.
وتحت أشعة الشمس الحارقة في درجة حرارة تتجاوز احيانا 40 درجة يصطاد شريف طوال اليوم سمكة تلو اخرى ويخلصها من الشباك بيده قبل ان يعيد الكَرَة من جديد.
وعند انتهاء العمل يقوم خالد باعداد السلطة البلدي (الخضراء) التي ستقدم مع الاسماك التي تشوى على الفحم.
ويعتمد المصريون على مياه النيل التي كانوا يعتبرون من قبل انها لا تنضب ولكن توافر المياه اصبح مصدر قلق للدولة والفلاحين.
وتخشى مصر من ان يؤثر بناء سد النهضة في اثيوبيا على الكمية التي تحصل عليها من مياه النيل الذي يعيش غالبية المصريين على ضفافه.