قضايا العالم العربي ومعضلاته حاضرة في دافوس
تهتم الدورة 36 للمنتدى الإقتصادي العالمي بشكل مكثف بقضايا ومشاكل العالم العربي بحيث تضمن جدول أعماله جلسات تتطرق إلى مشاكله السياسية والاقتصادية بل حتى الروحية.
إذا كانت الجلسات المتعلقة بالقضايا السياسية تسترعي الاهتمام مثل “مستقبل العراق” و”الضجر من تقلبات ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، فإن بعض القضايا المطروحة مثل دور الدين في المجتمع والنظرة للإرهاب من وجهة نظر أبناء المنطقة تعتبر جديدة على المنتدى.
يمكن القول أن الدورة الحالية للمنتدى الاقتصادي العالمي التي افتتحت صباح الأربعاء 24 يناير في منتجع دافوس شرق سويسرا، قد أولت اهتماما ملفتا بالعالم العربي حيث خصصت له في برنامجها أكثر من عشر جلسات تعكس الاهتمامات السياسية بالطبع ولكن أيضا القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وعلاقة العالم العربي أو الشرق الأوسط عموما ببقية العالم.
ضجر من ملف الشرق الأوسط
يعود ملف الشرق الأوسط أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الى الواجهة في منتدى دافوس بحيث تعقد آمال واسعة على أن تكون اللقاءات التي يعرفها المنتدى بمثابة تمهيد وتوطئة للاجتماع الذي تعتزم اللجنة الرباعية عقده يوم 2 فبراير في واشنطن لتفعيل وتنشيط العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد زاد من تضخيم هذه الآمال الإعلان عن قدوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الجانب الفلسطيني وكلا من شمعون بيريز ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن الجانب الإسرائيلي.
ولا شك أن عنوان الجلسة التي خصصت للملف الإسرائيلي الفلسطيني وهو “كفى كفى ما يتم بين اسرائيل والأراضي الفلسطينية” والتي تشارك فيها هذه الشخصيات هي تعبير جيد عن الإحساس السائد بخصوص الضجر من التأزم المزمن لهذه القضية الشائكة.
كما سيتم تخصيص جلسة للتطرق لمشاكل الشرق الأوسط بشكل أشمل انطلاقا من الصراع العربي الإسرائيلي ومرورا بأزمة لبنان والخلافات مع إيران وانتهاء بمعضلة العراق. وهذا دون إغفال التطرق لتأثير السياسة الأمريكية على أحداث المنطقة ومحاولة الإجابة على التساؤلات المطروحة من قبيل: ما هي السياسة التي يجب تبنيها داخليا وخارجيا لجعل منطقة الشرق الأوسط تنعم بالاستقرار في عام 2007؟ وكيف يمكن التحكم في تفشي العنف الطائفي والإرهاب؟.
وستخصص جلسات أخرى للحديث عن مبادرة السلام العربية، وعما آلت إليه الإصلاحات العربية وهو ما قد يثار أيضا في اللقاء المخصص للحديث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
العراق والبحث عن الحل!
القضية العربية الثانية المطروحة للنقاش في المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته الحالية تتمثل في مشكل العنف الطائفي في العراق ومحاولة البحث عن حل لها.
هذا الملف خصصت له جلسة بمشاركة نائبي الرئيس العراقي عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ونائب الوزير الأول برهم صالح. ويتمثل الغرض منها في التعرف من أبناء العراق أنفسهم على الحلول الممكنة. وتم تخصيص جلسة أخرى للحديث عن إمكانية إشراك كل من سوريا وإيران في تحقيق هذا الاستقرار المنشود.
هذه الجلسات، ومع أنها مثيرة للاهتمام من حيث طرحها للمواضيع الساخنة، فإنها سوف لن تتعدى مجرد تشخيص للوضع المتعفن. وهو ما يقول عنه السيد على طوباسي من مجموعة العليان للتنمية بالسعودية وضيف المنتدى “الجلسات عبارة عن لقاء مواز للوضع المضطرب وغير الواضح في العالم العربي، وهناك اتجاهات مختلفة تمثل الآراء المختلفة”.
وعما إذا كان من الممكن الخروج بحلول من هذه المناقشات يجيب السيد طوباسي “لا أعتقد”، بل يذهب الى حد التشكيك في أن النقاش سيتم بالتعمق المطلوب. إذ يرى السيد طوباسي أن ما يحدث بالمنطقة هو وضع شامل لتغيير لا يراعي مطالبنا نحن كمواطنين او كقيادات بما يستحق من الاهتمام.
وينتهي السيد علي طوباسي الى نتيجة مفادها أنه “من خلال النقاش هناك تشخيص للمرض وتحليل للأوضاع. ووضعنا لا يحتمل المزيد من الدراسات والتحاليل بل يحتاج الى تحرك سريع”.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فيرى أنه “يجب ألا نبالغ.. هذا تجمع دولي نجتمع فيه لنتكلم ونضع الأمور، إنما ليس مكانا للمفاوضات”.
حضور على عدة مستويات
لاشك أن المنتدى الاقتصادي العالمي يبقى بالدرجة الأولى نقطة جذب هامة لتكثيف العلاقات الاقتصادية. وفي هذا المجال يمكن القول إن العالم العربي حاضر بقوة من حيث نوعية المشاركة او من خلال الجلسات الاقتصادية التي تهتم بالخصوص بالتحاور حول مشاكل التزود بالنفط.
فقد تم تخصيص جلسة للحديث عن السيناريوهات الممكنة لمستقبل دول الخليج العربي في تطورها الحالي نحو مركز مالي ومركز خدمات عالمي، لكن الجديد يتمثل في تخصيص حيز وافر لمناقشة نظرة أبناء المنطقة لبعض القضايا التي عادة ما كان الغرب يطرحها من منظوره مثل دور الدين في المجتمع، ورؤيتهم للإرهاب ولطريقة محاربته.
هذا الأمر يرى فيه السيد علي الرايس، من دولة الإمارات العربية المتحدة وضيف المنتدى، ظاهرة إيجابية ويقول : “حتى المسؤولين العرب أنفسهم الذين يشاركون في النقاش بدأوا يطرحون المواضيع التي لم يكن مرغوبا طرحها وهذه خطوة جدا جيدة، وخطوة ستساعد العالم العربي في مراحل تطوره الحاصلة. ومن هذه القضايا النظرة للإرهاب والكتل الموجودة داخل المجتمعات العربية من إسلاميين وغير إسلاميين”.
ويضيف السيد علي الرايس “أعتقد ان الحديث علانية عن هذه التيارات يشجع الجميع في الوطن العربي من سياسيين وغيرهم على التطرق لها علانية بدل تهميشها”.
وإذا كانت هذه الجلسات سواء تم تخصيصها للقضايا السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية مجرد تشخيص وتذكير، فإن اللقاءات الثنائية (وهي كثيرة جدا وعادة ما تتم بعيدا عن الأنظار) هي التي ينتظر منها أن تجلب الديناميكية المرجوة لمنطقة الشرق الأوسط على مختلف الأصعدة.
سويس إنفو – محمد شريف – دافوس
ينتظم اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس، شرق سويسرا، من 24 إلى 28 يناير 2007.
تستقبل هذه الدورة السابعة والثلاثين 2400 مشارك من 90 بلدا، ينتمي نصفهم إلى عالم الاقتصاد.
من المنتظر أن يشارك في أشغال المنتدى 24 رؤساء دولة أو حكومات و85 وزير ورؤساء العديد من المنظمات الدولية وأكثر من 480 ممثل عن المجتمع المدني.
يتحول إلى دافوس أربع وزراء في الحكومة الفدرالية السويسرية.
سيدور النقاش بين أصحاب القرار هذا العام تحت لافتة “التطور في توازن القوى”، وسيشمل الاقتصاد والجغرافيا السياسية والمؤسسات والتكنولوجيا وشؤون المجتمع.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى
رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف
نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي
نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي
نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح
والعديد من الوزارء ورؤساء كبريات الشركات العربية الحكومية والخاصة
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.