قضية التأشيرات طُـويت.. والأزمة بين ليبيا وسويسرا “لم تنته” بعدُ!
أكد وزير الخارجية الليبي موسى كوسه اليوم الاحد 28 مارس غداة تسوية ازمة التأشيرات بين بلاده ودول الاتحاد الاوروبي ان الأزمة القائمة مع سويسرا "لم تنته". وقال الوزير ردا على سؤال لوكالة فرانس برس هل انتهت الازمة ايضا مع سويسرا بعد الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي مساء السبت ، "هذا موضوع آخر".
واوضح كوسة “نحن متمسكون بالتحكيم الدولي” في قضية توقيف هانيبال نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في 15 يوليو 2008 بجنيف اثر شكوى تقدم بها اثنان من خدمه. واضاف الوزير “ونقبل بالنتائج ايا كانت”.
وقال وزير الخارجية في مقابلة اخرى أجرتها معه رويترز على هامش القمة العربية في بلدة سرت الليبية “تم حل هذه القضية.” وأضاف “تربطنا علاقات جيدة بالاوروبيين ولدينا تعاون مشترك. عندما وضع السويسريون القائمة السوداء.. كان هذا سيئا للغاية.”
ومضى يقول “الان أعتقد أن القضية تم حلها لان الاتحاد الاوروبي قرر الغاء القائمة السوداء وانتهى الامر الان والجميع موضع ترحيب للمجيء الى هنا.” لكنه أضاف ردا على سؤال لرويترز حول ما اذا كان هذا التطور سيؤثر على نزاع ليبيا مع سويسرا بقوله “هذه قضية منفصلة.”
والبلدان على خلاف دبلوماسي شديد منذ يوليو تموز 2008 عندما ألقي القبض على هانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي في جنيف لاتهامات تم اسقاطها لاحقا باساءة معاملة اثنين من الخدم.
وقال كوسة ان ليبيا ستشارك في محادثات حول هذا النزاع في المستقبل القريب وذكر أن اسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الاوروبي والمانيا ستتوسطان فيها. وعندما سئل عن امكانية التوصل الى اتفاق قال وزير الخارجية “هذا يرجع اليهم (السويسريين). اذا كانوا يريدون حلها فنحن مستعدون كذلك. اذا لم يرغبوا فهذا يرجع اليهم”.
وكانت ليبيا رفعت يوم السبت 27 مارس حظرا فرضته على اصدار تأشيرات لمواطني 25 دولة اوروبية بعد ان قالت اسبانيا التي ترأس الاتحاد الاوروبي حاليا إنه تم الغاء قائمة سوداء فرضت بتحريض من سويسرا على تأشيرات دخول 188 ليبيا الى تلك الدول.
ومن المرجح ان ينزع انتهاء هذه المشكلة فتيل ازمة هددت بالحاق الضرر بالعلاقات التجارية النامية بين اوروبا وليبيا المصدرة للنفط. وقالت وزارة الخارجية الليبية في بيان نشرته وكالة الجماهيرية للانباء مساء السبت 27 مارس انه لصالح تعزيز التعاون مع الاتحاد الاوروبي ترفع ليبيا القيود التي فرضتها في وقت سابق على مواطني منطقة شنغن.
وكانت وزارة الخارجية الاسبانية قد اصدرت بيانا في وقت سابق اعلنت فيه الغاء القائمة السوداء المتعلقة بالتأشيرات وابدت اسفها في اطار حملة دبلوماسية من جانب زعماء الاتحاد الاوروبي لنزع فتيل الازمة.
ونقلت وكالة الجماهيرية عن بيان وزارة الخارجية الليبية (اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي) قوله “اطلعت اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي بارتياح عن بيان الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي بشأن التنصل من الاجراء العنصري الذي اتخذته دولة الكيان السويسري المتمثل في سوء استعمال منظومة شنغن بطريقة غير قانونية” .
“وتعرب اللجنة عن تقديرها للاتحاد الاوروبي الذي تنبه لهذه الممارسة اللاقانونية وقرر ايقافها والبدء في اتخاذ خطوات قانونية تُجّنب دول الاتحاد الوقوع في هذا الشرك في المستقبل”.
وأوقفت ليبيا اصدار تأشيرات للمواطنين من دول منطقة شنغن ردا على قيام سويسرا البلد العضو في فضاء شنغن بحظر دخول مسؤولين ليبيين كبار بينهم الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد من أسرته.
ومنعت الخطوة السويسرية الليبيين المدرجين في القائمة السوداء من دخول اي من دول منطقة شنغن لان شروط اتفاقية شينجن تلزم كل الدول الاعضاء برفض منح تأشيرات لمواطني الدول التي تدرجها الدول الاخرى الاعضاء في منطقة شنغن التي تضم 22 دولة عضوة في الاتحاد الاوروبي بالاضافة الى سويسرا والنرويج وايسلندا.
وتم اصدار البيان الاسباني بعد وصول وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس لاجراء محادثات في مدينة سرت الليبية حيث يستضيف القذافي اجتماع قمة للجامعة العربية.
وقالت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان قالت انه صدر يوم السبت 27 مارس من اسبانيا بوصفها رئيسة الاتحاد الاوروبي ان “جميع أسماء المواطنين الليبيين الواردة في قائمة نظام معلومات شنغن قد ألغيت”.
ومضت تقول “نعرب عن أسفنا ونشجب المتاعب والانزعاج الذي تعرض له أولئك المواطنون الليبيون. نأمل ألا تتكرر هذه الخطوة في المستقبل”.
ويزور رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ايضا سرت كضيف على القذافي .
ودخلت سويسرا في خلاف دبلوماسي مع ليبيا منذ يوليو 2008 عندما اعتقلت الشرطة في جنيف هانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي بتهمة اساءة معاملة اثنين من الخدم.
وأسقطت التهم بسرعة وأطلق سراح هانيبال القذافي لكن ليبيا أوقفت صادرات النفط الى سويسرا وسحبت مئات الملايين من الدولارات من البنوك السويسرية. واعتبرت طرابلس القبض على هانيبال إذلالا متعمدا. كما طالبت بأن تلغي سويسرا نتيجة استفتاء أجري العام الماضي يقضي بمنع بناء ماذن المساجد. وحث القذافي في 25 فبراير الماضي على الجهاد ضد سويسرا وفرضت ليبيا في موفى الشهر نفسه حظرا تجاريا على سويسرا.
وتحث الحكومة السويسرية على الافراج عن ماكس غولدي وهو رجل اعمال سويسري منع من مغادرة ليبيا بعد فترة وجيزة من اعتقال هانيبال القذافي. ويقضي غولدي منذ 22 فبراير 2010حكما بالسجن اربعة اشهر لخرقه قوانين الهجرة.
وينفي المسؤولون الليبيون وجود أي صلة بين محاكمة غولدي واعتقال هانيبال القذافي.
وكان مسؤول ليبي رفيع طلب عدم نشر اسمه أبلغ وكالة رويترز يوم الجمعة 26 مارس أنه سيتم الافراج عن غولدي “قريبا جدا”. وقال محامي غولدي انه اذا كان سيتم الافراج عن موكله مبكرا فان ذلك سيحدث بعد انتهاء القمة العربية يوم الأحد 28 مارس.
swissinfo.ch مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.