كأس العالم لكرة القدم 2010 في جنوب افريقيا
أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا من زيورخ ظهر السبت 15 مايو أن جنوب إفريقيا ستتولى تنظيم واستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2010.
وقد حصلت جنوب إفريقيا على 14 صوتا في مقابل 10 للمغرب، لتخرج مصر من حلبة المنافسة دون أي صوت لصالح ملفها.
امتزجت ابتسامة السعادة بدموع الفرح في أعين نيلسون مانديلا الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا عقب إعلان نبأ فوز بلاده بأغلبية الأصوات لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2010، وقال معقبا على ذلك وهو يحتضن الكأس، بأن بلاده يجب ألا تقابل تلك النتيجة بنوع من الغرور، بل بالحكمة والعقلانية، وأردف قائلا “الجميع متساوون، الذين لم يحالفهم الحظ والفائزون، فهكذا هي الحياة، والمرء لديه مليون فرصة حظ”.
في الوقت نفسه أعرب جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن سعادته، لأن الاتحاد تمكن في النهاية من تحويل استضافة وتنظيم البطولة إلى القارة السمراء، وقال بأن الدعم السياسي لملف جنوب إفريقيا كان قويا، ولا سيما وأن ثلاثة من حاملي جائزة نوبل للسلام كانوا من الداعمين الأساسيين للبلاد، وأكد بلاتر على أن قرار اختيار جنوب إفريقيا انتصار للقارة السمراء، ولكرة القدم بصفة عامة.
وقالت أوساط رياضية مختلفة شاركت في المؤتمر الصحفي بأن دعم جنوب إفريقيا كان له بعد سياسي واضح، إلا أن هذا لا يغفل حقيقة أن كلا من مصر والمغرب قدمتا ملفا مميزا من الناحيتين الفنية والرياضية على حد سواء.
وعلى عكس جميع التوقعات جاءت نتيجة التصويت حاسمة وبعد جولة واحدة فقط لتصب في صالح جنوب أفريقيا، بحصولها على أغلبية الأصوات، بعد انسحاب تونس رسميا قبل يوم واحد من التصويت واستبعاد الملف الليبي، لتنحصر المنافسة بين جنوب إفريقيا والمغرب.
ردود فعل متفاوتة
وقد هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس جنوب إفريقيا بحصولها على شرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010، وأكدت مصادر من الوفد المغربي الذي شارك في المؤتمر الصحفي في زيوريخ أن المملكة عازمة على مواصلة مشاريعها الرياضية والأخرى المرتبطة بالبنية التحتية، بغض النظر عن عدم نجاحها في الحصول على أغلبية أصوات الللجنة التنفيدية للفيفا.
في المقابل بدت تعليقات الوفد المصري في زيورخ تشير إلى أن الأوراق السياسية اختلطت بالقيمة الرياضية للمسابقة، مما أضاع حظوظ القاهرة في الفوز بتنظيم البطولة، وقال أحد الصحفيين الرياضيين المصريين لوكالة الانباء الفرنسية بأن الملف المصري مكتمل تماما من الناحية الرياضية والفنية، وأضاف اللاعب المصري المعتزل حماده إمام لنفس الوكالة بأن “المستقبل سيكشف أسرار ما جرى خلف الكواليس”.
وكانت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعلنت في بداية المؤتمر الصحفي أن التصويت جرى صباح السبت 15 مايو في سرية تامة، حتى أن رئيس الاتحاد جوزيف بلاتر نفسه لم يعرف بالنتيجة إلا بعد أن فتح أمام الكاميرات مظروفا مختوما بالشمع الأحمر سلمه إياه السكرتير العام للاتحاد اورس لينس في المؤتمر الصحفي.
في انتظار عام 2030..
وبذلك تحط بطولة كأس العالم لأشهر لعبة رياضية في العالم للمرة الأولى في القارة السمراء، بعد تنافس 6 من دولها هي نيجيريا التي انسحبت مبكرا، وتونس وليبيا في ترشيح مشترك رفضته الفيفا بعد ما وصفته بالتجربة المريرة في كوريا الجنوبية واليابان 2002، فانسحبت تونس رسميا عشية التصويت، ثم رفضت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم الملف الليبي إثر رفض طرابلس إعطاء ضمان بأنها ستستقبل الرياضيين الإسرائيليين، لتبقى مصر والمغرب وجنوب افريقيا التي حصلت في النهاية على شرف الاستضافة.
ومن أهم ما ميز التصويت هذه المرة هو قرار اللجنة التنفيذية إلزام جميع اعضائها بالإدلاء بأصواتهم، وذلك لمنع ما حدث في عام 2000 وأدى إلى ضياع فرصة جنوب أفريقيا لتنظيم نهائيات كأس العالم عام 2006.
وإذا كانت جنوب إفريقيا قد نجحت في الحصول على الأغلبية، فيبقى للمغرب شرف أنها ضمنت 10 أصوات وأن ملفها يحصل دائما على علامات متميزة من لجان الفيفا المتخصصة، وهو ما لا يغلق الباب بشكل نهائي أمام فرصة أخرى قد تكون أوفر حظا ولو على المدى البعيد، أما ألا يحظى الملف المصري بأي صوت على الإطلاق، فهو ما يدعو لطرح السؤال: أي خطأ ارتكبه المصريون حقيقة؟
سويس انفو مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.