كتـب ولـغـات وفــن تشـكـيـلي
افتتح رئيس الكنفدرالية باسكال كوشبان يوم الأربعاء في جنيف الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والصحافة بإثارة قضية ارتفاع أسعار الكتب في سويسرا.
لكن معرض جنيف لا يقتصر اهتمامه بالكتاب، بل يشمل الفنون التشكيلية والموسيقى والتكوين المدرسي والجامعي.
في افتتاح الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والصحافة في جنيف، اعتبر مؤسسه الناشر السويسري المعروف بيار مارسيل فافر أن التظاهرة توشك على بلوغ “سن الرشد وتحمل المسؤولية المدنية”.
هذا الشعور بالمسؤولية انعكس من خلال كلمات المتدخلين في حفل الافتتاح التي لم تخل – تلميحا أو تصريحا – إلى الواقع الذي يعيشه العالم اليوم. فقد أشار رئيس المعرض إلى “محاولات الهيمنة على العالم” مقارنا بين “هيمنة روما في أوج مجدها، وبين الولايات المتحدة اليوم”.
من ناحيته أكد شارل بير، ممثل حكومة جنيف المحلية، أن الكتاب “يبقى آخر حصن ضد الهمجية والظلامية”، فيما تحدّث رئيس الكنفدرالية باسكال كوشبان عن إعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية، موضحا أن من الفائدة بمكان التذكير بذلك، في وقت “نأسف فيه للامبالاة من كان بإمكانهم الحيلولة دون وقوع عمليات النهب التي أدت إلى تحطيم او سرقة كنوز ثقافة أخرى في بغداد”.
إدانة سياسة التكتلات
لكن المفاجأة التي اتسم بها افتتاح معرض الكتاب في جنيف، تمثلت في إثارة السيد كوشبان، وزير الشؤون الداخلية المسؤول عن الملف الثقافي، لظاهرة الفوارق الكبيرة في أسعار الكتاب بين سويسرا والدول المجاورة لها.
ويرى الوزير أن الفرق في أسعار الكتاب بين سويسرا الرومندية وفرنسا المجاورة “يترواح ما بين 20 و30%”. ويعود ذلك في رأيه إلى الفوارق القائمة في تطبيق بعض المعادلات التي “لا تعكس مستوى الصرف الحقيقي للعملة”.
وقد حمل مسؤولية هذا الوضع إلى ما أسماه بـ “كارتيل مستوردي الكتاب الفرنسي”، الذين يفرضون أسعارهم على أصحاب المكتبات في سويسرا. ووعد بتدخل الدولة في حال عدم القيام بإجراءات للحد من هذه الممارسات.
مزيد من التنـوع
وقد احتفظ معرض الكتاب والصحافة في هذه الدورة أيضا بالتنوع الذي يميّزه في أشكال المكتوب وفي أذواق الزوار. كما تعددت التظاهرات الفرعية من أجل اجتذاب أكبر عدد ممكن من الجمهور. فإلى جانب كبريات دور النشر المشاركة وهي في الغالب فرنسية او ناطقة بالفرنسية، اختيرت دويلة زيوريخ لتكون ضيف الشرف لدورة هذا العام.
ويؤمّـل المشرفون على المعرض أن تساهم إقامة جناح لأكبر مركز للنشر باللغة الألمانية في سويسرا، بمشاركة أكثر من أربعين ناشرا وعدد ضخم من المؤلفين السويسريين الناطقين بالألمانية المعاصرين في جلب أعداد كبيرة من الزوار من المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية الذين يشكلون ثلاثة أرباع سكان الكنفدرالية.
في هذا السياق، لم يكن مستغربا أن يخصص أكبر معرض كتاب في بلد يتميز بتعدديته اللغوية، جناحا خاصا للكتب المترجمة ما بين اللغات الأربع المتداولة في سويسرا. فقد أضيف هذا العام جناح بعنوان “أربع لغات وثقافة واحدة” بالاشتراك مع مهرجان “الأيام الأدبية لمدينة سولوتورن”.
من جهة أخرى، اختار المعرض استضافة اليونان كضيف شرف أجنبي، فيما كان الحضور العربي في دورة هذاالعام في مستوى ما توليه الدول العربية للجانب الثقافي وللحضور الدولي من خلال العمل الأدبي والثقافي. وإذا ما استثنينا بعض المحاولات المحتشمة لعدد من البعثات الدبلوماسية العربية ولبعض دور النشر الخاصة والجمعيات الإنسانية، فإن دور النشر العربية تظل غائبة عن جنيف مرة أخرى.
حضور عربي في .. الفـن التشكيلي
منذ عدة أعوام أفسح معرض جنيف الذي لا زال يٌـسمى “معرض الكتاب والصحافة” المجال أمام الفنانين التشكيليين لعرض أعمالهم في “أكبر قاعة عرض في العالم” من خلال معرض “أورب آرت” الذي لم يعد بإمكان زوار المعرض تجاهله.
ويعتبر معرض “أورب آرت” للفن التشكيلي، الذي يٌنتظم بالتوازي مع معرض الكتاب، فرصة فريدة للعديد من فناني بلدان العالم الثالث، تتيح لهم عرض أعمالهم خارج بلدانهم للمرة الأولى في بعض الحالات.
وعلى خلاف ضآلة المشاركة العربية في معرض الكتاب، بدا ملفتا حجم الحضور العربي في معرض الفن التشكيلي، نظرا لمشاركة عدة دور عرض فنية من لبنان وسوريا وتونس، إضافة إلى الأعمال العديدة لمجموعة الفنانين العرب المنضوين تحت راية معهد العالم العربي في باريس.
أخيرا، يظل معرض الكتاب والصحافة في جنيف مناسبة سنوية للاطلاع على أحدث الانتاج الثقافي والفكري، وفرصة لمتابعة حوارات حية مع عدد مهم من الكتاب والشعراء والباحثين، مما يُـضفي على التظاهرة بُـعدا ثقافيا شاملا لا يقتصر على المكتوب ولا يتوقف عند المقروء.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.