“كريدي سويس” في خدمة التنمية المستديمة!
في خُطوة غير مسبُوقة، صادقت مجموعةُ "كريدي سويس" وتسعةُ مصارف أخرى على "مبادئ الإستوائي" التي تُلزم الأطراف المُوقعة على تمويل مشاريع التنمية المُستديمة.
وتنص هذه المبادئ التي حددها البنك الدولي على احترام البيئة والحقوق الاجتماعية في الدول النامية.
سُميت هذه المبادئ بـ”مبادئ الإستوائي” نسبة لخط الإستواء أو “Equateur” لأنه يلفُّ الكرة الأرضية ويرمز إلى العلاقة بين دول الشمال والجنوب. وقد وُلدت هذه الفكرة خلال لقاء بين ممثلين عن المصارف نظمته مؤسسةُ التمويل الدولية في لندن في أكتوبر من عام 2002.
وأثناء هذا اللقاء الذي خُصص لبحث القضايا البيئية والإجتماعية في إطار تمويل المشاريع، قررت البنوك المُشاركة محاولةَ تطوير برنامج إطار يحدد نُظم التعامُل مع المخاطر البيئية والإجتماعية التي قد تواجههم أثناء تمويل المشاريع في الدول التي تنشط فيها. وتمخضت هذه المحادثات عن صياغة مُسودة “مبادئ الإستوائي”.
معايير بيئية وتنموية
وبعد مضي ثمانية أشهر، أصبحت هذه المبادئ جاهزة للتطبيق. وقد وقعتها يوم الأربعاء 4 يونيو في واشنطن عشرةُ مصارف كبرى من سبعة بلدان. وتعهدت هذه البنوك، ومن بينها مجموعة “كريدي سويس”، ألا تُمول في المُستقبل سوى مشاريع تحترم البيئة والحقوق الإجتماعية في البلدان الصاعدة والنامية.
وتم تحديد هذه المبادئ من قبل مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، التي تُعنى بدعم مشاريع القطاع الخاص في البلدان النامية بهدف تقليص نسبة الفقر وتحسين مستوى المعيشة.
وقد مولت المصارفُ العشرة مُجتمعة في عام 2002 قروضا بقيمة زهاء 14,5 مليار دولار، أي ما يعادل 30% من تمويل المشاريع في الدول الصاعدة والنامية، حسب دراسةٍ أنجزها معهد “ديالوجيك” واعتمدت عليها مؤسسة التمويل الدولية لتحديد “مبادئ الإستوائي”.
وستُطبِّقُُ البنوك العشرة هذه المبادئ- التي قبلتها بشكل تطوعي- في كافة البلدان التي تنشط فيها وعلى كافة القروض التي تعادل أو تتجاوز 50 مليون دولار. والتزمت المصارف بتطبيق معايير “الإستوائي” في القطاعات الأكثر إثارة للجدل في أوساط المدافعين عن البيئة مثل قطاعات المناجم والغابات والنفط والغاز الطبيعي.
للسكان المحليين كلمتهم!
وبمصادقتها على “مبادئ الإستوائي”، ستتمكن مجموعة “كريدي سويس” والمصارف التسعة الأخرى من تقييم المشاريع التي ستعرض عليها مُستقبلا. وسيصبح تمويل هذه المشاريع مرهونا بالاستجابة لشرطين أساسيين في مجال التنمية المُستديمة: حماية الأشخاص الأكثر فقرا والحفاظ على البيئة.
وسيتعين على الأطراف التي تطلب تمويل مشروع ما، سواء كانت شركات أو حكومات، تقديم ملف يثبت أن مشروعها يأخذ بعين الإعتبار احتياجات السكان المحليين ويعكس إدارة مسؤولة للموارد الطبيعية. ويجب أن يحددَ طالب القرض في ملفه الإجراءات التي يتعهد باتخاذها للاستجابة لمعايير البنك العالمي.
ويجب أن يحصل أيُّ مشروع أيضا على مُوافقة السكان المحليين في كافة مراحله. كما يتعين على أي مشروع حماية الحيوانات المهددة بالانقراض وحصر التخلص من النفايات السامة في الماء والهواء.
الباب مفتوح لموقعين جُدد…
وقد اعتبر نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية والمدير العام للبنك العالمي بيتر فويك المصادقة على مبادئ الإستوائي “خطوة غير مسبوقة” و”انتصارا كبيرا” لمساعي التنمية المُستديمة. أما مجموعة “كريدي سويس”، فقد أكدت “إصرارها على إدارة نشاطاتها وفقا للاعتبارات البيئية البالغة الأهمية التي تتضمنها مبادئ الإستوائي”.
وقد شدّد مديرُ تمويل المشاريع في “كريدي سويس فورست بوستون” ستيفن غرينفالد على أن “دعم المجموعة لمبادئ الإستوائي يدخل في إطار التعهد الذي قطعه “كريدي سويس” على نفسه منذ تاريخ طويل لضمان الديمومة الإجتماعية والبيئية للمشاريع التي يمولها”. وذكّر السيد غرينفالد بالمناسبة بأن “كريدي سويس” كان من بين المصارف الأولى التي انضمت إلى إعلان سياسات البيئة عام 1992.
وجدير بالذكر أن مجموعة كريدي سويس تنشر كل عام تقريرا حول إسهاماتها في مجالي البيئة والاجتماع والاقتصاد. وأخيرا، تتوقع مؤسسة التمويل الدولية أن تنضم ستة مصارف أخرى لمجموعة الموقعين على “مبادئ الإستوائي” خلال الأسابيع القليلة القادمة.
إصلاح بخات – سويس انفو
المصارف العشرة التي وقعت “مبادئ الإستوائي”:
“سيتي غروب” من الولايات المتحدة
“باركرليز” و”البنك الملكي السكوتلاندي” من بريطانيا
“كريدي ليوني” من فرنسا
“مجموعة كريدي سويس” من سويسرا
“ABN AMRO” و”رابوبانك” من هولاندا
“HVB” و”WestLB” من ألمانيا
“ويست باك بانكين” من أستراليا
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.