“كريدي سويس” ينجح في الحد من الأضرار
استطاع مصرف كريدي سويس الصمود أحسن من مصرف اتحاد البنوك السويسرية (يو بي أس)، أمام أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من السنة الجارية.
وفيما تراجعت أرباحه الصافية بحوالي 31% خلال عام واحد إلى حدود 1،3 مليار فرنك سويسري، إلا أنه حقق مع ذلك خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2007، رقما قياسيا يقدر بـ 7،2 مليار فرنك.
مثلما كان متوقعا، استطاعت مجموعة كريدي سويس الصمود أحسن من مصرف اتحاد البنوك السويسرية يو بي أس أمام أزمة القروض العقارية الأمريكية.
وكان مصرف يوبي أس قد أعلن يوم الثلاثاء 31 أكتوبر أنه مضطر لخفض قيمة رصيد بنكه للاستثمار بحوالي 4،2 مليار فرنك. وبذلك يتأكد تكبد أكبر بنك سويسري لخسارة تقدر بحوالي 726 مليون فرنك، وهي الأولى منذ تسع سنوات.
وفي نفس الوقت أعلن مصرف كريدي سويس الذي يعد ثاني أكبر بنك في سويسرا عن تخفيض رصيده بحوالي 2،2 مليار فرنك. وقد تراجعت أرباحه الصافية في الربع الثالث من السنة بحوالي 31% عما كانت عليه في العام الماضي، لتستقر في حدود 1،3 مليار فرنك.
رقم قياسي
في المقابل، سجل مصرف كريدي سويس خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية نتائج قياسية بحوالي 7،2 مليار أي بزيادة في حدود 9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار النشاطات المحددة، فإن هذه القفزة تصل الى حدود 27%. أما فيما يتعلق بمردود رؤوس الأموال الصافية فقد بلغت النسبة 22،5% مقارنة مع 21،7% لنفس الفترة من العام الماضي. ولكن إذا ما قارنا ذلك بنتائج السداسي الأول، فتكون قد عرفت تراجعا بنسبة 3،5%.
انخفاض مستمر على مدى سنة
من جهة أخرى، سجل مصرف كريدي سويس انخفاضا متواصلا في أرباحه (محتسبة على مدى السنة) بنسبة 31% الى حدود 1،302 مليار فرنك.
ويعكس هذا الانخفاض في معظمه انهيار حصيلة النشاطات التي قام بها بنك الاستثمار التابع للمصرف. إذ أن هذه النتائج انخفضت من 758 مليون فرنك إلى 6 مليون فرنك في الفترة المذكورة، مثلما أوضح مصر كريدي سويس.
وكما هو الحال بالنسبة لمصرف اتحاد البنوك السويسرية يو بي أس، فقد أدت أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة إلى المساس خصوصا بالإيداعات ذات المردود الثابت.
كما أن قسم إدارة الثروات عانى هو الآخر من تداعيات الأزمة، حيث تراجعت نتائج نشاطاته قبل خصم الرسوم بحوالي 72% لتستقر في حدود 45 مليون فرنك.
مؤشرات مشجعة
وفي مواجهة تقلبات سوق القروض العقارية الأمريكي خلال الربع الثالث من السنة، أبدت مجموعة مصرف كريدي سويس بعض الحذر في معاملاتها، إلا أن مديرها برادي دوغان يتوقع – رغم كل شيء – حدوث بعض التطور الإيجابي.
إذ يرى المدير الأمريكي في بيان صادر عن البنك أن “هناك مؤشرات مشجعة تظهر بأن المعاملات بدأت تعرف نشاطا في سوق القروض”، ولكنه يرى أنه “من المبكر تحديد اللحظة التي ستعرف فيها كل الأسواق عودة الى الوضع الطبيعي من جديد”.
فالمجموعة البنكية التي يوجد مقرها في زيورخ، كانت قد تكهنت في شهر أكتوبر بتحقيق أرباح صافية في حدود 1،3 مليار فرنك في الربع الثالث من السنة، وهي في ذلك لم تخطئ في توقع ما كان يتوقعه المحللون الماليون، حيث توقعو هؤلاء أرباحا في حدود 1،268 مليار فرنك.
سويس انفو مع الوكالات
في بداية شهر أكتوبر الماضي، اعلن مصرف كريدي سويس عن إلغاء 170 منصب شغل في قطاع الاستثمار البنكي وأساسا في الولايات المتحدة الأمريكية. ويبلغ عدد موظفي المؤسسة المالية في العالم 47000 موظف.
ويُعتبر هذاالتخفيض، جزءا من التأثيرات الناجمة عن أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة.
في الربع الثالث من عام 2007، حقق قسم الاستثمار في كريدي سويس نتائج قدرت قيمتها بـ 6 مليون فرنك، مقابل 758 مليون فرنك قبل عام من ذلك.
من جهته، ألغى مصرف اتحاد البنوك السويسرية (يو بي أس) 1500 وظيفة ونفس الشيء قامت به مؤسسات أخرى، حيث ألغى المصرف البريطاني HSBC حوالي 750 موطن عمل في الوقت الذي الغى فيه المصرف الأمريكي ليمان بروذرس 1200 وظيفة.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.