كريدي سويس يودع أعوام الخسائر
خرج ثاني أكبر بنك سويسري من دائرة الخسائر، ليضع أقدامه مرة أخرى ضمن كوكبة المؤسسات المالية الرابحة.
فقد أعلن بنك كريدي سويس أن أرباحه عن عام 2003 تجاوزت 5 مليار فرنك، ليودع بذلك السنوات العجاف، بعد خسارة بلغت 3.3 مليار فرنك في عام 2002 فقط.
تجاوز مصرف كريدي سويس حاجز الخسارة في عام 2003، بعدما تمكن من تطبيق برنامج التقشف واختصار النفقات إلى الحد الأدنى، إلى جانب الاستفادة من الفرص الناجحة في سوق الأوراق المالية، وعودة شركة فينترتور للتأمين Winterthur التابعة للبنك إلى دائرة الربح.
إلا أن امتلاء خزائن البنك بالأرباح جاء بالدرجة الأولى من خلال قطاع الخدمات المالية، الذي حصد 4.3 مليار فرنك، بعدما خسر 271 مليونا في العام الماضي.
فقد تجمعت أرباح البنك في قطاع الخدمات المالية في الربع الأخير من العام الماضي، محققا 977 مليون فرنك، كما عوض ما حققه قطاع التأمين من نتائج إيجابية بعض التراجع في المجالات الأخرى التي يعمل فيها كريدي سويس، مثل الاستغناء عن مجموعة من الشركات التابعة له.
التأمينات وإدارة الثروات
من جهة أخرى، تعافت شركة فينترتور للتأمينات، وهي احدى الشركات الهامة التابعة للبنك، من الخسائر التي منيت بها في عام 2002 والتي بلغت 992 مليون فرنك، لتحقق أرباحا بلغت مليارا و338 مليون فرنك العام الماضي.
كما حقق قطاع إدارة الثروات في البنك مليارا و 914 مليون فرنك من الأرباح، متجاوزا ما توصل إليه في عام 2003 بحوالي 200 مليون فرنك. ويأتي هذا التطور بعدما تمكن البنك من اكتساب ثقة بعض أصحاب رؤوس الأموال مجددا متحصلا بذلك على 4.8 مليار فرنك جديدة في عام 2003 فقط.
تفاؤل ممزوج بقلق
ومن الطبيعي أن يسعد مديرا البنك أوسفالد غروبل وجون جاك بتلك النتائج الإيجابية بعد عام واحد من توليهما منصبيهما خلفا للوكاس موليمان، حيث أعربا عن تفاؤلهما بأن نجاح العام الماضي يمكن أن يتواصل خلال هذه السنة، وأن كريدي سويس سيعود كسابق عهده من ناحية القوة والحضور المتميز على الساحة المالية السويسرية والعالمية، مع التأكيد على عدم التهاون في سياسة التقشف التي انتهجها البنك خلال العام المنقضي والتي أدت إلى تسريح آلاف الموظفين.
وعلى عكس المتوقع، انخفضت أسعار أسهم كريدي سويس في سوق الأوراق المالية عقب الإعلان عن هذه النتيجة الإيجابية، حيث رأى بعض المحللين أن ما أعلنه البنك من أرباح يعود إلى أسباب تتعلق بالاستفادة من بعض التسهيلات الضريبية، إلى جانب الاستغناء عن قرابة ثمانية عشر ألف ( 18000) من موظفيه حول العالم من بينهم حوالي ألفي شخص في سويسرا لوحدها.
وهو ما يعني أن تلك الأرباح الضخمة لم تأت نتيجة تحسن الاداء الاقتصادي أو دخول المصرف في مشروعات حققت عائدا كبيرا، لاسيما وأن الأوضاع الاقتصادية في العالم لم تتحسن بالقدر الذي يمكن معه الوصول إلى تلك الارباح الجيدة، والخروج من دائرة الخسائر.
سويس انفو مع الوكالات
يعد مصرف كريدي سويس ثاني أكبر مؤسسة مالية في سويسرا، وله مكانة متميزة على الساحة العالمية.
بلغ اجمالي صافي أرباحه لعام 2003: 5.209 مليار فرنك سويسري.
كانت خسائره في عام 2002: 3.309 مليار فرنك.
يعمل لدى البنك 60800 موظف في جميع أنحاء العالم.
قدر مجموع الأموال التي يستثمرها البنك في موفى عام 2003: 1199 مليار فرنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.