كل اشارة الى الصهيونية قد حُذفت
أعلنت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ماري روبنسن التي تشغل منصب الأمين العام للمؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية أن كل إشارة إلى الصهيونية والعنصرية قد تم سحبها من مشروع بيان المؤتمر وهذا في وقت أعلنت فيه واشنطن عن عدم مشاركة وزير الخارجية كولين باول في المؤتمر.
في تصريح للمفوضة السامية لحقوق الإنسان والأمينة العامة للمؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية الذي سينعقد في دوربان بجنوب افريقيا ابتداءا من نهاية هذا الشهر وحتى السابع من شهر أيلول، أعلنت السيدة ماري روبنسن عن سحب كل إشارة إلى الصهيونية والعنصرية من مشاريع البيان الختامي وبرنامج العمل للمؤتمر. وهو الموضوع الذي دار حوله جدل كبير أثناء الاجتماع التحضيري في جنيف في بداية شهر أغسطس بدون التوصل إلى صياغة تقبلها الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من التنازلات التي قدمتها الدول العربية والإسلامية ” لإنقاذ المؤتمر من الفشل”.
وأوضحت المفوضة السامية في بيان صادر في جوهانسبرغ قبل مقابلتها مع الرئيس الجنوب إفريقي تامبو مبيكي قائلة ” يجب أن أأكد بأنه أصبح واضحا للجميع بأن الصياغة التي تساوي بين الصهيونية والعنصرية قد تم حذفها”.
استياء من عدم مشاركة كولين باول
في إشارة إلى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين عن عدم مشاركة وزير الخارجية الأمريكي كولين باول في مؤتمر دوربان، صرحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ” بأننا في حاجة إلى مشاركة كل الدول وعلى أعلى المستويات الممكنة للتعبير عن رغبتنا في محاربة آفة العنصرية”.
أما الناطقة باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان فقد عبرت في جنيف يوم الثلاثاء ” أن المفوضة السامية مستاءة لعدم مشاركة وزير الخارجية الأمريكي “ولكنها أوضحت ” بأن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تنوي مقاطعة المؤتمر”. وكانت واشنطن قد أوضحت يوم الاثنين بأنها لا زالت تدرس كيفية المشاركة ومستوى الوفد الذي قد تشارك به في مؤتمر دوربان.
ليست العقبة الوحيدة
ليست قضية الشرق الأوسط المشكلة الوحيدة التي لازالت عالقة في الأشغال التحضيرية لمؤتمر دوربان بل أن الدول المائة والخمسين المشاركة لازالت منقسمة حول موضوع رئيسي في المؤتمر وهو كيفية الاعتراف بأغلاط الماضي والاعتذار لأحفاد ضحايا الرق والعبودية من الأفارقة ولضحايا الحقبة الاستعمارية، وهل يتطلب الأمر تقديم تعويضات للأفارقة لتفادي تأثيرات حقبة الرق والعبودية؟
وحتى بهذا الخصوص، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول ذات الماضي الاستعماري من الأوربيين تقف ضد ما تطمح إليه الدول الإفريقية إذ تخشى أن يؤدي الاعتراف بأغلاط الماضي إلى فتح سيل من المطالبة بالتعويضات . بل هناك من يذهب إلى حد عدم الاعتراف بهذه الأغلاط بدعوى ” أن ممارسة الرق والعبودية في الحقب الماضية لم يكن يعاقب عليها القانون آنذاك”.
أية عنصرية نتحدث عنها في دوربان؟
ترى بعض الدول أن الحديث عن العبودية والرق في مؤتمر دوربان يجب أن يتم بصورة عامة وألا يتم التطرق إلى حالات خاصة. وهذه الذريعة تستعملها الولايات المتحدة الأمريكية للاعتراض ضد كل ما يشير إلى وضع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وتستعملها الهند في كل ما يشير إلى نظام الطبقات الاجتماعية المنتهج في المجتمع الهندي كما تستعملها العديد من الدول التي تواجه مشاكل مع شعوب أصلية بها. وهذا ما يدفع إلى طرح تساؤل حول طبيعة العنصرية التي يراد محاربتها في مؤتمر دوربان إذا ما تواصل اعتراض على الاعتراف بأغلاط الماضي ورفض التطرق إلى ما يمكن وصفه بالأشكال المعاصرة للعنصرية؟
وهذا ما دفع رييد برودي من منظمة “هومان رايت ووتش” Human Rights Watch إلى التصريح” بأن ضحايا العنصرية في العالم ينتظرون شيئا آخر غير الكلام الفارغ، إذ على مؤتمر دوربان أن يقدم خطوات عملية للاجئ في أوربا الذي يتعرض للضرب لا لشيء سوى لأنه أجنبي، وللهندي المنتمي إلى الطبقات السفلى والذي يمنع بسبب ذلك من الرقي في المجتمع، ولمواطن التيبت الذي يتعرض للتعذيب على أيدي الشرطة الصينية، وللفلسطيني الذي يعيش تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، وللطفل الزنجي في الولايات المتحدة الأمريكية الذي من المحتمل أن يعيش في فقر بنسبة تفوق بثلاث مرات نظيره الأبيض”.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.