كيف ستُحلّ العُقدة المُزمنة؟
انطلقت يوم الثلاثاء 3 سبتمبر في بروكسل الجولة الثانية من المُفاوضات الثنائية بين سويسرا والاتحاد الأوروبي وسط تساؤلات عن كيفية حل الخلافات القائمة بين الطرفين.
ومن بين الملفات العشرة المطروحة على طاولة النقاش، تظل مسألة “جباية مدخرات مواطني بلدان الاتحاد الأوروبي” في البنوك والمؤسسات المصرفية السويسرية” العُقدة الأعظم…
انتهت العطلة الصيفية للمفاوضين السويسريين والأوروبيين دون أن تُغير، على ما يبدو، شيئا يُذكر في موقف الجانبين من الملف الأكثر تعقيدا في الجولة الثانية من محادثاتهما الثنائية، أي جباية الضرائب على الأموال التي يودعها سكان الاتحاد في المصارف السويسرية.
ففي الوقت الذي تطالب الدول الخمسة عشر الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بإقامة نظام تبادل معلومات أوتوماتيكي حول ودائع الأوروبيين في المصارف السويسرية من أجل مكافحة التهرب الضريبي، مازالت سويسرا متمسكة بموقفها الرافض لأي خطوة من شأنها المساس بمبدأ السرية المصرفية المعمول به في الكنفدرالية.
من سيقنع الآخر؟
وتقترح برن عِوض مبدأ تبادل المعلومات أن يتم اقتطاع نسبة معينة من الضرائب مُباشرةً من المدخرات الأوروبية في المصارف السويسرية. ويُذكر أن نظام تبادل المعلومات الأوتوماتيكي الذي تقترحه بروكسل لا يُمكن أن يعمل بفعالية إن لم تتبناه الدول التي تتعامل مع الاتحاد الأوروبي مثل سويسرا والولايات المتحدة.
وقد أكد الجانب السويسري يوم الأحد 1 سبتمبر على لسان المتحدث باسم وزارة المالية دانييل ايكمان، أن الموقف السويسري من هذا الملف واضح ولم يتغير عما كان عليه في شهر يونيو الماضي. وأضاف السيد ايكمان أن برن تنتظرُ رد الفعل الأوروبي على اقتراحها للتوصل إلى حل وسط.
من ناحيته، ذكَّر رئيس الكنفدرالية كاسبار فيلليغر خلال زيارته يوم الجمعة 30 أغسطس للعاصمة الدانمركية كوبنهاغن، بموقف برن الثابت من ملف جباية مدخرات مواطني الاتحاد الأوروبي. لكن رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوغ رامْسُوسن، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوربي، رد أن الاتحاد متمسك بمقترحه أيضا وأنه “يتعين على أي بلد خارج الاتحاد احترام هذه القاعدة.” كل طرف ظل إذن متشبثا بموقفه! غير أن المراقبين للمفاوضات الثنائية بين برن وبروكسل يرون أن كافة السيناريوهات تظل مُمكنة.
الكل يتوقف على قرار واشنطن!
وفي إطار الخلاف حول مبدأ تبادل المعلومات، يأمل المفاوضون السويسريون الحصول في بروكسل على توضيحات من نظرائهم الأوروبيين حول المحادثات التي أجرتها بروكسل مع واشنطن حول ملف جباية الادخار. وتُعتبر الولايات المتحدة وسويسرا أهم دولتين من بين الدول الست التي يتعين على الاتحاد التوصل إلى اتفاق معها بشأن هذا الملف بحلول نهاية هذا العام.
ولم توافق الولايات المتحدة لحد الآن على المشروع الأوروبي الخاص بالتبادل الأوتوماتيكي للمعلومات، حتى إن كانت تصدر عنها من حين لآخر ردود فعل متناقضة. ويشير دبلوماسي أوروبي في هذا السياق، إلى أن الولايات المتحدة تدعم فكرة تبادل المعلومات لكنها ترفض أن يتم هذا التبادل بشكل أوتوماتيكي أو مُتواصل.
وإذا ما رفضت واشنطن مبدأ تبادل المعلومات كليا، سيصبح من الصعب على الاتحاد الأوروبي فرض هذا النظام على سويسرا، بل قد يختفي تماما من جدول الأعمال الأوروبي. لكن في حال موافقة الولايات المتحدة على المشروع الأوروبي، ستجد سويسرا نفسها في موقف لا تُحسد عليه.
لذلك، يبدو أمرا مؤكدا أن تؤثر نتائج المفاوضات بين بروكسل وواشنطن حول هذه النقطة على المفاوضات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وسويسرا. لكن يبقى التساؤل، متى ستقرر واشنطن الإعلان عن موقفها؟
إصلاح بخات – سويس انفو
تتضمن الجولة الثانية من المفاوضات الثنائية بين سويسرا والاتحاد الأوربي مناقشة عشرة ملفات من أهمها:
جباية الادخار ومحاربة التهرب الضريبي
تعزيز التعاون في مجالات العدل والشرطة واللجوء والهجرة من خلال اتفاقية شنغن ومعاهدة دبلن
توثيق التعاون في مجالات التربية والتكوين المهني
تبادل الخبرات والمعلومات في مجالات الاعلام والاحصائيات والبيئة
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.