لا أثر لمعاداة السامية في وسائل الإعلام
اتضح أن الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام السويسرية الناطقة بالألمانية عن اليهود إيجابية وذلك على النقيض مما هو حاصل بالنسبة للمسلمين.
هذه هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة أعدتها جامعة زيوريخ تحت إشراف اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية. حوار مع رئيس هذه اللجنة البروفسور جورج كرايس.
توصلت الخلاصة الرئيسية لدراسة أنجزها معهد علم الاجتماع بجامعة زيوريخ وتم نشرها يوم الخميس 25 مارس الماضي إلى أن وسائل الإعلام السويسرية الناطقة بالألمانية لا تروج لأي إحساس معاد لليهود.
فقد قام الساهرون على هذه الدراسة بمتابعة ما تنشره عشرة من أكبر الصحف، وما تبثه القنوات التلفزيونية والإذاعية العمومية من برامج ومواد خلال سنة كاملة.
ولكن هذه الدراسة استثنت بشكل خاص من هذه الحصيلة الإيجابية، التقارير المتعلقة بتغطية صراع الشرق الأوسط، الذي يصور فيه اليهود على أنهم شعب إمبريالي على الرغم من أن هذه الصورة عادة ما تعدل من خلال التذكير بالمعاناة التي تعرضوا لها.
في المقابل، كشفت الدراسة أن الصورة المنقولة عن المسلمين كانت أقل إنصافا، حيث يتم الحديث عنهم بشكل عام على اعتبار أنهم المتسببون أو المسؤولون عن إثارة الصراعات أو وصفهم بانهم معتدون. وتلصق هذه الأوصاف في غالب الأحيان بـ “الأصوليين الإسلاميين”، أو بـ”الإسلاميين”. وقال مُـعـدو الدراسة إنهم على وعي بمدى خطورة هذا التعميم في استعمال هذه الأوصاف.
سويس إنفو أجرت حوارا مع جيورج كرايس، رئيس اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية، التي ساهمت في الإشراف على هذه الدراسة.
سويس إنفو: هل وجدتم أثرا لإحساس معاد للسامية في وسائل الإعلام السويسرية الناطقة بالألمانية؟
جيورج كرايس: ما نلاحظه بالأخص هو أن وسائل الإعلام تبدي حذرا شديدا عندما يتعلق الأمر بالأخبار التي قد تمس مشاعر الجالية اليهودية. ويمكن حتى الحديث عن أن هناك بعض المواضيع التي أصبحت بمثابة محرمات أو “تابوهات”. وما إذا كان هذا أمر جيدا ام لا ؟ فهذه قضية أخرى.
سويس إنفو: عندما تنتقد وسائل الإعلام سياسة إسرائيل في الأراضي المحتلة، هذا يعرضها لخطر الاتهام بالمعاداة للسامية، مع العلم بأن هناك فرقا كبيرا بين القضيتين…
جيورج كرايس: هذا صحيح. من واجب وسائل الإعلام أن تقوم بدور نقدي وان تعالج المواضيع بموضوعية وبدون تحيز سواء تعلق الأمر بتطورات إيجابية او سلبية. لكن لا داعي للتخوف عموما خصوصا عندما نتابع التطورات بحذر شديد. إذ أن توفر الفكر المنتقد والحذر يجب ألا يبطل أحدهما مفعول العامل الثاني.
سويس إنفو: هذه الدراسة لم تهتم إلا بوسائل الإعلام السويسرية الناطقة بالألمانية. أليس من الأفضل تعميمها إلى وسائل الإعلام على المستوى الوطني في سويسرا، لمعرفة ما ستكون عليه النتائج في كل أنحاء البلاد؟
جيورج كرايس: نعرف جيدا أن الحساسيات مختلفة بين سكان سويسرا الناطقة بالألمانية وباقي السكان المنحدرين من أصل لاتيني (أي الناطقين بالفرنسية أو الإيطالية). وهذا ما لاحظناه مثلا عند مناقشة موضوع الحجاب الإسلامي. فإجراء تحقيق في كامل سويسرا حول هذا الإحساس المعادي للسامية قد ينتهي إلى نتائج هامة. فسويسرا الروماندية لها توجه بالطبع نحو فرنسا حيث يوجد في الوقت الحالي عدد من الشباب المسلم الذين يعبرون عن موقف نشط ضد إسرائيل.
سويس إنفو: هل يمكن فعلا تحليل المعاداة للسامية بدون النظر في موازاة ذلك للتيار الإسلامي؟
جيورج كرايس: هناك ترابط بين المفهومين في سويسرا، نظرا لتواجد أقلية يهودية وأقلية مسلمة. ولكن ما نلاحظه على كل هو أن الغالبية المسيحية في هذا البلد مبتعدة عن المسلمين أكثر مما هو الحال بالنسبة لليهود. ولهذا عندما تـدّعي المجموعات اليهودية النشطة، بأن الرأي العام السويسري يتجاهل المخاطر التي يعدها الأصوليون المسلمون لإسرائيل، فإن ذلك مخالف للواقع.
سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.