مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“لا سلام بدون الأمم المتحدة”

Keystone

صرح رئيس الكنفدرالية السويسرية موريتس لوينبرغر، الذي يزور نيويورك، أن "منظمة الأمم المتحدة هي التي تحقق آمال العدالة والتضامن في العالم".

وأضاف الرئيس لوينبرغر في افتتاح الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للمنظمة الأممية أنه “ليس بمقدرة أية دولة أن تقف لوحدها في وجه التحديات التي يعرفها هذا العالم المعولم”.

إذا كان العالم يريد التغلب على كبريات المشاكل التي تواجهه مثل الحروب والإرهاب والمخدرات والكوارث البيئية، يتوجب عليه الاتحاد والتضامن.

هذه قناعة رئيس الكنفدرالية السويسرية موريتس لوينبرغر الذي استعرض أمام الصحافة السويسرية – قبل إلقاء خطابه أمام الدورة 61 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 19 سبتمبر – نظرته لمنظمة أمم متحدة قوية، تشارك فيها بفعالية القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

وتحدث رئيس الكنفدرالية أيضا عن القيم الأساسية التي تقوم عليها الدولة السويسرية مثل الديمقراطية، ودولة القانون، والعدالة الاجتماعية.

حماية الضحايا

وشدد السيد لوينبرغر على أن الدولة، وبالتالي الأمم المتحدة أيضا، عليهما حماية حقوق الإنسان، وتقديم الدعم للضحايا، ومعالجة الأسباب العميقة المؤدية إلى الصراعات من أجل وضع حد لدوامة العنف، إذ أن فشل منظمة الأمم المتحدة في مهمتها الإنسانية قد يفتح الأبواب على مصراعيها لليأس والعنف. وهذا ما يمكن التأكد منه “بوضوح صارخ” من خلال صراع الشرق الأوسط وفي صراع دارفور.

وأوضح الرئيس السويسري، خلال دفاعه على ضرورة احترام القانون الدولي “أن منظمة الأمم المتحدة في حاجة الى الارتكاز على قوانين من أجل القيام بعملها الإنساني”، منوها إلى أن “هذه هي الوسيلة الوحيدة لإحلال القانون محل القوة”.

وفي هذا الإطار، ذكر رئيس الكنفدرالية بـ”ضرورة الاعتراف الدولي بشرعية المحكمة الجنائية الدولية، التي ترفض الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بها”.

ويرى الرئيس السويسري أن “وجود محكمة جنائية دولية قادرة على فرض احترام القانون الدولي، هو بمثابة إنجاز تاريخي”، بل بمثابة “ضرورة ملحة”، وأنه “على كل دول العالم أن تكون عضوة فيها، بما في ذلك القوى العظمى”.

معاهدات جنيف

وقد تطرق الرئيس السويسري في خطابة أيضا إلى معاهدات جنيف، قائلا إنه على المجموعة الدولية أن تحارب الإرهاب. لكنه أضاف “يجب ألا تتخلى هذه المجموعة الدولية عن احترام دولة القانون بممارسة التعذيب”، وأن “معاهدات جنيف لا تقف عائقا في وجه محاربة الإرهاب”.

وأكد، في جملة موجهة على ما يبدو لواشنطن، أن “هذا الصراع ضد الإرهاب سوف لن يصبح ذا مصداقية إلا إذا ما تم في احترام تام لحقوق الإنسان”.

معالجة أسباب العنف

ويرى السيد لوينبرغ أن “معالجة الأسباب العميقة للتوترات والصراعات لا يمكن أن تنجح إلا بالتضامن والعمل المشترك بين الجميع”، وهذا ينطبق على قطاعات مثل التغيرات المناخية التي تعتبر مشكلة تمس سويسرا أيضا.

وشدد رئيس الكنفدرالية السويسرية على أن “كل الصراعات، بما في ذلك الصراعات الدينية لها دوافع اقتصادية”. وفي هذا الإطار، يتطلب الأمر تحقيق أهداف الألفية (التي تسعى إلى تخفيض نسبة الفقر في العالم إلى النصف من هنا حتى عام 2015).

حوار وحياد

فيما يتعلق بالشرق الأوسط والعراق والبرنامج النووي الإيراني، شجع السيد لوينبرغر على مواصلة الحوار، إذ قال في هذا الشأن “على كل الأطراف المعنية أن تتجنب ما من شأنه أن يعمل على تصعيد الوضع”.

وفيما يخص الحياد السويسري، ذكٌر السيد لوينبرغر بأن ذلك يفرض العمل من أجل تحقيق السلم وليس تشجيعا على التزام اللامبالاة. وشدد على أن “الحليف الوحيد للدول المحايدة هو احترام القانون الدولي”، وأن “المعنى الحقيقي للحياد هو رفض الهيمنة أيا كان مصدرها، والالتزام بالتعايش السلمي لكل دول العالم في اعتراف تام لها بالمساواة في الحقوق”.

هذا هو تصور سويسرا لمفهوم حيادها ولكيفية تطبيق ذلك الحياد في إطار منظمة الأمم المتحدة.

المزيد

المزيد

الحياد

تم نشر هذا المحتوى على تم اعتماد الحياد السويسري يوم 20 نوفمبر 1815 من طرف الدول الموقّـعة في مؤتمر فيينا. في إطار المجتمع الدولي، يُـعرّف ا لحياد بأنه عدم مشاركة دولة في نزاع مسلّـح بين دول أخرى. يتميّـز الحياد السويسري بثلاثة عناصر، إذ اختيرت بحرية وهي دائمة ومسلحة.

طالع المزيدالحياد

سويس انفو – ريتا إمش – نيويورك

(ترجمه وعالجه محمد شريف)

قام رئيس الكنفدرالية السويسرية موريتس لوينبرغر أثناء تواجده في نيويورك بعقد عدة لقاءات ثنائية: مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ورئيسة سريلانكا ورئيس الجبل الأسود (مونتي نيغرو).

كما شارك أيضا في حفل الاستقبال الذي أقامه كوفي أنان والرئيس الأمريكي جورج بوش.

وقع الرئيس السويسري في نيويورك على ثلاث معاهدات دولية، من بينها البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة حقوق الطفل.

ألقى كوفي أنان، الذي سيغادر منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في نهاية شهر ديسمبر 2006، خطابا كان بمثابة حصيلة عشر سنوات قضاها على رأس المنظمة الدولية. وفي حديثه الموجه لممثلي 192 من الدول الأعضاء، وصف كوفي أنان صراع الشرق الأوسط بأنه الصراع الذي يمثل أكبر تحد من الناحية الأمنية في الوقت الحالي.

وفيما يتعلق بخطاب كوفي أنان، تحدث رئيس الكنفدرالية السويسرية موريتس لوينبرغ عن خطاب “كان محتواه من أروع ما يكون”، تطرق خلاله السيد أنان للنقاط التي تشغل بال سويسرا أيضا، إذ اعتبر السيد لوينبرغر أنها “مشاكل يجب حلها بشكل جماعي ومن قبل كافة أعضاء المجموعة الدولية”.

وأضاف رئيس الكنفدرالية أن “العمل الذي قام به كوفي أنان يعد من أصعب المهام في العالم، ومع ذلك أعطى انطباعا أنه كان يقوم به بنوع من الارتياح، وأنه بتجنده الشخصي الجاد، استطاع أن يعطي وجها إنسانيا للأمم المتحدة”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية