لا عجلة من أجل حماية الأطفال
أعرب صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" عن أسفه لكون الدول تتباطأ في توقيعها ومصادقتها على البروتوكوليين الإضافيين إلى معاهدة الطفل، اللذان يحميان الأطفال من التجنيد في الصراعات المسلحة أومن الاستغلال الجنسي .
في بيان نشر يوم الجمعة في كل من جنيف ونيويورك ناشدت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف”، السيدة كارول بلامي، الدول التي وقعت على البروتوكوليين الإضافيين لمعاهدة حقوق الطفل، بالإسراع بالمصادقة على هذين البروتوكوليين لكي يدخلا حيز التطبيق في أقرب وقت.
دعوة المديرة التنفيذية لليونيسيف يتزامن مع مرور عام على مصادقة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة على البروتوكول الخاص بحماية الأطفال ما دون الثامنة عشرة من العمر، من الاستخدام في الصراعات المسلحة، والبروتوكول الثاني المتعلق بحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي.
أربع دول فقط صادقت لحد الآن
إذا كانت معاهدة حقوق الطفل أول معاهدة دولية تحصل على مصادقة عدد كبير من الدول في حيز زمني قصير جدا، فإن توقيع الدول على البروتوكوليين الإضافيين لم يتجاوز 79 بالنسبة للأول و 72 بالنسبة للثاني.
أما فيما يتعلق بالمصادقة على البروتوكوليين فلا يتجاوز العدد أربعة دول بالنسبة للأول وثلاثة بالنسبة للثاني. ويتطلب الأمر من أجل دخول أحد البروتوكولين حيز التطبيق، مصادقة عشر دول على الأقل.
تباطؤ يتناقض مع الوضع الخطير
المعروف أن الصراعات المسلحة المتعاظمة في شتى أنحاء العالم، هي في أغلبها ذات طابع داخلي ، وكثيرا ما يتم فيها إقحام الأطفال، بشكل أو بآخر، بالقوة لخوض المعارك بدل الكبار. وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 300 ألف مجند من الأطفال في أكثر من ثلاثين صراعا مسلحا، سواء إلى جانب القوات الحكومية او إلى جانب المنشقين .
لذلك يرغب البروتوكول الأول في الحد من استغلال الأطفال في الصراعات المسلحة وذلك بحظر استخدامهم في المعارك دون الثامنة عشرة، وفرض قيود صارمة على تجنيدهم في القوات او المجموعات المسلحة للقيام بمهام غير قتالية.
كما أن ميدان البروتوكول الإضافي الثاني لا يخلو من خطورة نظرا لكون الأطفال من الفئات المستهدفة بكثرة في شبكات الدعارة والاستغلال الجنسي. وما الفضائح المتكررة في شتى أنحاء العالم وبالأخص في العالم المتقدم، والتي استهدفت بالدرجة الأولى الاستغلال الجنسي للأطفال، إلا دليل على ضرورة الإسراع بدخول هذا البروتوكول حيز التطبيق.
قمة حقوق الطفل في غياب مصادقة على البروتوكوليين
في الوقت الذي تستعد فيه الدول للمشاركة في عقد قمة ثانية حول حقوق الطفل، في شهر سبتمبر بنيويورك، بدأت ترتفع تساؤلات حول مدى جدية هؤلاء في الدفاع عن حقوق الطفل في غياب مصادقة على البروتوكوليين.
وهذا ما دفع المديرة التنفيذية لليونيسيف إلى توجيه نداء ” لكل المشاركين في الحملة العالمية من أجل حماية الأطفال لجعل من المصادقة على البروتوكوليين أولى الأولويات “. ولكن لا يمكن توقع أن يجد هذا النداء آذانا صاغية في واشنطن التي تعتبر البلد الوحيد إلى جانب الصومال الذي لم يصادق لحد الآن حتى على معاهدة حقوق الطفل.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.