مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لبنان يواصل اتصالات دبلوماسية مع باريس وواشنطن لحض اسرائيل على استكمال انسحابها

afp_tickers

أعلن لبنان الثلاثاء انه سيواصل اتصالاته الدبلوماسية مع فرنسا والولايات المتحدة من أجل الضغط على اسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب البلاد، معتبرا أن ابقاء قواتها في خمس نقاط استراتيجية يعد “احتلالا”.

منذ ساعات الصباح، توجه لبنانيون نحو قراهم التي غادرتها القوات الاسرائيلية بموازاة انتشار الجيش اللبناني فيها، في وقت نبّهت الأمم المتحدة الى أن أي تأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي، بعيد انتهاء مهلة الانسحاب المحددة  في اتفاق وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، يعد انتهاكا للقرار الدولي 1701.

وأعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون خلال استقباله صحافيين، وفق بيان للرئاسة، أن “لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع أميركا وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقّى من الأراضي التي احتلّتها في الحرب الأخيرة”.

وأكد أن “القرار اللبناني موحّد في اعتماد الخيار الدبلوماسي، لأنّ لا أحد يريد الحرب”. 

من جهتها، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت وقائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال أرولدو لاثارو في بيان مشترك، إن “أي تأخير آخر في هذه العملية يناقض ما كنا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكا مستمرا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701″، الذي انهى صيف 2006 حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل.

-“نقاط استراتيجية”-

وبموجب اتفاق وقف النار الذي أبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر برعاية أميركية وفرنسية، كان يفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في غضون ستين يوما، قبل أن يتمّ تمديد المهلة حتى 18 شباط/فبراير.

ولم يُنشر النصّ الحرفي الرسمي للاتفاق، لكنّ التصريحات الصادرة عن السياسيين اللبنانيين والموفدين الأميركيين والفرنسيين تحدثت عن خطوطه العريضة، لناحية تعزيز انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وإشرافه على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية. 

ومع انقضاء مهلة تنفيذ الانسحاب، أعلن الجيش الاسرائيلي عزمه البقاء موقتا في خمس نقاط “استراتيجية” تمتدّ على طول الحدود الجنوبية للبنان وتخوله الإشراف على البلدات الحدودية في جنوب لبنان والمناطق المقابلة في الجانب الاسرائيلي للتأكد “من عدم وجود تهديد فوري”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلية جدعون ساعر إن بلاده ستبقي على قواتها “بشكل موقت في خمس نقاط استراتيجية مرتفعة” مشددا على أن ذلك “ضروري لأمننا”.

وأضاف “عندما يفي لبنان بشكل كامل بالتزاماته بموجب الاتفاق، لن تبقى حاجة للاحتفاظ بهذه النقاط”.

واعتبر لبنان الثلاثاء “استمرار الوجود الاسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالا”. وإثر اجتماع عقده عون مع رئيسي الوزراء نواف سلام والبرلمان نبيه بري، أكد الثلاثة في بيان مشترك عزم السلطات التوجه الى مجلس الأمن “لمطالبته باتخاذ الاجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الاسرائيلية وإلزام اسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية”.

واكد المجتمعون كذلك “حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي”. 

-“قرية منكوبة”-

وأعلن الجيش اللبناني صباح الثلاثاء انتشار وحداته في 11  قرية بينها كفركلا و”مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني (…)، بعد انسحاب العدو الإسرائيلي”. 

وسرعان ما توجه السكان إلى تلك البلدات، بينها كفركلا التي تعرّضت لدمار هائل، حيث سار عشرات من الأهالي عند الصباح بين حقول الزيتون متوجهين نحو قريتهم التي غادروها منذ أشهر طويلة ليعاينوا تباعا منازل مدمّرة بالكامل. 

ومن بين هؤلاء، علاء الزين الذي قال متأثرا إن “القرية منكوبة، أشبه بهيروشيما وناكازاكي، وكأن حربا نووية شنّت على كفركلا”. 

وبينما أحاط به الدمار من كل صوب، أضاف “سننصب خيمة ونفترش الأرض”. 

ورغم انسحابها من القرى، نفّذت القوات الاسرائيلية “تفجيرا كبيرا” في محيط بلدة كفرشوبا الحدودية، على ما ذكرت الوكالة الوطنية. 

ومساء الثلاثاء، قالت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني في بيان نقلته الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية إن “الفرق المختصة تمكنت اليوم الثلاثاء من انتشال جثامين 14 شهيدا في بلدة ميس الجبل، وثلاثة شهداء في بلدة مركبا، وثلاثة شهداء في بلدة كفركلا، بالإضافة إلى ثلاثة شهداء في بلدة العديسة”.

وكانت المواجهة بين حزب الله واسرائيل بدأت في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بقصف شنّه الحزب على مواقع إسرائيلية دعما لحليفته حركة حماس الفلسطينية في غزة قبل أن تشتدّ مع مرور الوقت وتصبح مواجهة مفتوحة خلّفت دمارا واسعا في مناطق عدّة في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية. 

ودفعت الحرب أكثر من مليون شخص للفرار من منازلهم، لا يزال أكثر من مئة ألف منهم في عداد النازحين، وفق الأمم المتحدة. وتقدّر السلطات اللبنانية كلفة إعادة الإعمار بأكثر من عشرة مليارات دولار، 

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، شنّت إسرائيل ضربات جوية ونفذت عمليات نسف طالت منازل في قرى حدودية، أوقعت اكثر من ستين قتيلا، نحو 24 شخصا منهم في 26 كانون الثاني/يناير، الموعد الأول المحدد لانسحاب إسرائيل بموجب الاتفاق، أثناء محاولتهم العودة إلى بلداتهم الحدودية. 

ومنذ بدء تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، أحصت السلطات مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص. وفي إسرائيل، قُتل 78 شخصا، بينهم جنود، وفقا لحصيلة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. كذلك قتل 56 جنديا آخرين في جنوب لبنان خلال الهجوم البرّي.

لغ-لو-لار/ب ق

قراءة معمّقة

فقدان الوزن

المزيد

شركات سويسرية متعددة الجنسيات

أدوية إنقاص الوزن … صدام بين وسائل الإعلام والهيئة السويسرية لمراقبة المنتجات العلاجية                             

طالع المزيدأدوية إنقاص الوزن … صدام بين وسائل الإعلام والهيئة السويسرية لمراقبة المنتجات العلاجية                             

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية