مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لبنان 2007: على لائحة طعام الكبار

أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري يوم الجمعة 28 ديسمبر تأجيل جلسة الانتخابات الرئاسية إلى 12 يناير 2008 Keystone

لبنان بدأ "حياته" في بداية العام المنقضي، وهو يتراقص على هامش الأزمات الإقليمية والدولية الكبرى في الشرق الأوسط.

وانتهى به المطاف في أواخر ذلك العام وقد تحوّل إلى الساحة الرئيسة لهذه الصراعات. هذا التطور الكبير، والخطير، في بلاد الأرز تمّثل في امرين أساسيين إثنين…

الأول، انتقال عمليات الاغتيال السياسي إلى مؤسسة الجيش، التي كانت الهيئة الوطنية الوحيدة التي لم تطلها مباضع الإنقسامات الطائفية والمذهبية، التي مزّقت العام الماضي كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني: الحكومة والبرلمان والأحزاب.

وكما هو معروف، سقط في عملية الإغتيال الجديدة هذه، اللواء الركن فرانسوا الحاج، مدير العمليات في المؤسسة العسكرية، الذي رشِّـح لمنصب القائد الجديد للجيش، قبل أن تجند له السيارة الملغومة قرب مقر عمله في بعبدا.

هذا التطور الدامي، طرح على بساط التداول سؤالاً دموياً: هل هذا الإغتيال “الممّيز”، جزء من عملية “إدارة الأزمة اللبنانية” أم هو مقدمة، مجرد مقدمة، لتفجيرها؟

الأمر الثاني، كان فشل مجلس النواب المتكرّر في انتخاب خلف للرئيس إميل لحود، ممَّـا ترك الجمهورية بلا رئيس للجمهورية للمرة الثانية خلال عقدين (المرة الأولى كانت في عام 1988)،
وهذا ما طرح سؤالاً آخر، لا يقل خطورة: أي دور للعوامل المحلية والخارجية في كل هذا الذي جرى في بلاد الفينيقيين عام 2007 وسيتوالى فصولاً، على الأرجُـح، في 2008؟

إيجار وبيع

ثمة حادثة تاريخية شهيرة تُـضيء “الطبيعة الدولية – الإقليمية” شِـبه الكاملة لأزمة لإنتخابات في لبنان.

نحن الآن في عام 1996، قادة المارونية السياسية يقرِّرون مقاطعة الانتخابات النيابية كوسيلة ضغط لتغيير قانون الإنتخابات، وبالتالي، لمحاولة تحسين مواقعهم السياسية المتضعضعة في بنية السلطة اللبنانية.

آنذاك، أحدث القرار الماروني ضجَّـة كُـبرى في الأوساط المحلية اللبنانية، الأمر الذي ضخَـم لدى هؤلاء القادة، الرِّهانات بأن القِـوى الدولية والإقليمية الفاعلة على الساحة اللبنانية (أساساً أمريكا وسوريا والسعودية)، ستقيم هي الأخرى الدُّنيا ولن تُـقعِـدها، قبل حصول الموارنة على ما يرضيهم.

فهؤلاء الأخيرون يُـفترض أنهم الصَّـخرة التي أقِـيم عليها بنيان لبنان الكبير عام 1920، من دونهم لا لبنان كبيراً كان أم صغيراً.

بيد أن القادة فوجِـئوا بأن الرياح تسِـير تماماً في عكس ما أشتهى سَـفِـنهم. فالضجة الكبرى في الداخل اللبناني أثبتت أنها زوبعة كبيرة، لكن في فنجان صغير، والقوى الخارجية، أشاحت بوجهها عن كل ما يجري، وكأنها غير معنِـية به، وحينها، شك الزعماء الموارنة بوجود صفقة أمريكية – سورية ما فَـرضت سُـكون القبور على تحرّكاتهم الاعتراضية، فشكَـلوا على وجه السُّـرعة وفداً عالي المستوى، توجَّـه من فوره إلى السفارة الأمريكية لاستطلاع حقيقة الأمر.

في مبنى السفارة في عوكر، إستقبلهم السفير دين براون هاشاً باشاً، بصفتهم من أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو تحدث بإسهاب وإستفاضة عن ضرورة تعزيز العلاقات وتطويرها بين الطرفين، لكن براون قوطع في خِـضم خطبته من جانب أحد أعضاء الوفد، الذي صرخ في وجهه: “سعادة السفير، هل بِـعتُـمونا للسوريين”؟

كانت ردة فعل براون، الوجوم في البداية، لكنه سُـرعان ما أطلق ضحكة مُـجلجلة ثم قال: “لا، لا، لم نبِـعكم، فقط أجَّـرناكم لهم!

والآن، نحن في عام 2007. قادة المارونية السياسية الجُـدد يشتمُّـون هذه الأيام روائح شبيهة بتلك التي إنطلقت عام 1997، ومجدداً أيضاً تتّـجه أنظارهم إلى السفارة الأمريكية بحثاً عن حقيقة المسار الإنتخابي الرئاسي وطبيعة المصير السياسي الذي ينتظرهم، لكنهم كلَّـما ركَـًزوا أنظارهم، كلَّـما ازدادوا قلقاً.

صحيح أن دبلوماسيي السفارة في بيروت يكرِّرون أناء الليل وأطراف النهار أن “الصفقة مع سوريا مستحيلة”، إلا أن الهمَـسات التي تنطلق من دمشق وواشنطن، تثير الكثير من الظنون والقليل من الطمأنينة.

فالحملات المتبادلة بين دمشق وواشنطن، تراجعت وتيرتها، ومشاركة سوريا في مؤتمر بوش للسلام في الشرق الأوسط في أنابوليس فاجأت الجميع.

وفي هذه الأثناء، كانت دمشق تُـلغي فجأة اجتماعا لقادة الفصائل الفلسطينية، كان سيعقد لإعلان معارضة مؤتمر السلام، في وقت يزداد الحديث عن فُـرص واحتمالات التعاون السوري – الأمريكي في أزمة العراق، التي تشكِّـل الآن الأولوية القُـصوى للبيت الأبيض “البوشي”.

مسؤول كبير

كل هذه الأوراق التي يُـعتقد (أو يعتَـقِـد الموارنة على الأقل)، أنه يجري تبادلها حالياً تحت الطاولة، أثارت القُـشعريرة في أبدان هؤلاء القادة، خاصة منهم المتنافسون على عرش بعبَـدا، وطرحوا على أنفسهم مرّة اخرى السؤال إياه: هل قرّر الأمريكيون بيْـعَـنا؟

وهذا القلق تضخَّـم إلى حدٍّ بعيد، بعد تعثّـر انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان، رئيساً، برغم وجود إجماع من كل الأطراف على تولِّـيه منصب الرئاسة، والتَّـفسير الوحيد الذي قدَّمته قِـوى الموالاة في 14 مارس، هو أن دمشق ليست مهتمة حقيقة بانتخاب سليمان (برغم انه كان مرشَّـحها المفضل في البداية) ولا حتى بإنتخابات الرئاسة اللبنانية برمَّـتها.

كيف؟ ولماذا؟ كاتب هذه السُّـطور حاول استكشاف هذا الأمر في دمشق مع العديد من المسؤولين السوريين البارزين، فخرج بالإنطباعات الآتية:

أذكُـرْ إسم الرئيس الأمريكي بوش في العاصمة، فتحصُـل سريعاً على الإنطباع بأنك أثَـرت تَـياراً كهربائياً مُـثيراً للقُـشعريرة أو بأنك إستحضرت أرواحاً شِـرِّيرة مسببة للغَـثيان، وهذا على صعيد المواطنين العاديين كما المسؤولين غير “العاديين”.

فالأوائل يرون أن هذا الرجل، هو أسوأ ما حصلت عليه منطقة الشرق الأوسط، منذ الرئيس جونسون، الذي خطَّـط وأدار وغطى حرب إسرائيل ضد العرب في يونيو 1967.

وقالت فتاة إعلامية في العقد الثالث من عمرها: “كلَّـما سمعت إسم بوش، تبادَر إلى ذهني فوراً غوانتانامو وأبو غريب وتدمير الدولة والجيش العراقيين وحرب يوليو 2006 في لبنان والحروب الأهلية في فلسطين والسودان، وحتى في الجزائر”، وقال طفل، في التاسعة من عمره: “بوش بُـعبع يريد أكل الأطفال في العراق”.

من جهتهم، لا يتناول المسؤولون الرئيس الأمريكي بشكل شخصي، لكن قلقهم الداخلي منه لا يقل البتَّـة عن قلق المواطنين، فهم يرون أنه مهوُوس بممارسة القوة وبفرض زعامة أمريكا بالعُـنف على المنطقة وكل العالم، وهو هوَس يتغذّى من منابع عدة: الأصولية الإنجيلية والتوراتية المتطرفة والرأسمالية الليبرالية المتوحشة وفلسفة المحافظين الجُـدد المغامرة.

المسؤول الكبير الذي إلتقيناه قبل أيام في دمشق، بدا مُـرتاحاً إلى مآل الأمور، ليس لأن الله قذف نوراً في صدر بوش فأضاءه بالإيمان بضرورات السلام، بل “لأن تقرير أجهزة الإستخبارت الـ 16، الذي أكد توقف البرنامج النووي العسكري الإيراني عام 2003، قيّد يديه وخفّـض احتمال الضربة العسكرية لإيران (وسوريا)، بنسبة 90%”.

90 في المائة؟ هل يعني ذلك أن العمل العسكري الأمريكي لا زال مطروحاً كخِـيار على الطاولة؟

أجاب المسؤول الكبير: “أجل، وإن بنِـسب ضئيلة. صحيح أن الولايات المتحدة دخلت سَـنتها الانتخابية التي تُـشَـل فيها مُـعظم قرارات السياسة الخارجية، لكن لا يزال أمام الرئيس بوش فرصة أخيرة لحرية العمل، تنتهي في مايو المقبل، بعد هذا التاريخ، لن يبقى هذا الاخير “بطَّـة عرجاء”، بل سيُـصبح “بطة ميتة”، ومن الآن وحتى ذلك الموعد، ينبغي توخِّـي الحيطة والحذر”.

وهل يشمل هذا الموعد حلّ أزمة لبنان الراهنة أيضاً؟

المسؤول لا يجيب، لكنه يشير إلى أن أحزاب المعارضة اللبنانية واللبنانيون ككل، أثبتوا حيوية سياسية قلّ نظيرها، وهذا تبدّى بشكل واضح في جنازة اللواء الركن الراحل فرانسوا الحاج. سوريا تعرف أن تغيير النظام الطائفي الحالي في لبنان أمر صعب ولا تتوافر ظروفه في الوقت الحالي، ولذلك، يتعيّـن على اللبنانيين للخروج من الأزمة، العثور على صيغة حلٍّ وسط بين النظام الطائفي والنظام العلماني. نحن ننصح، لكن القرار يعود إليهم”.

لبنان يحتل المرتبة الأولى في إهتمامات الجميع في سوريا، سواء إنطلاقاً من العواطف الجيَّـاشة الني يكِـنُّـونها لهذا البلد بكل تفاصيله، من فيروز إلى بحر بيروت، ومن التاريخ الواحد إلى الجغرافيا الأكثر توحُّـداً أو استنادا إلى المصالح والصراعات الإقليمية والجيو – سياسية.

لكن يبقى الرئيس بوش، هو الأولوية القصوى التي لا أولوية بعدها في بلاد الشام، فهو الهاجس الأول والأخير، وهو الكابوس الذي ينبغي العمل على منعه من التحقق بأي ثمن وهو الذئب الجريح الذي يتعيّـن عدم استفزازه، بانتظار نزع مخالِـبه مطلع الصيف المقبل.

وقال المسؤول الكبير بكلمات دبلوماسية “مشفّـرة”، وهو يودِّعُـنا على مدخل مقره وسط دمشق: “إلى لقاء مختلف في الصيف.. إن شاء الله”!

اللقاء في الصيف؟

هي يعني ذلك، أن أزمة إنتخاب الرئيس مؤجلة أيضاً أشهراً عدّة أخرى؟ يبدو أن الأمر كذلك، وربما إلى أبعد من ذلك أيضاً. فلبنان الذي عجز في 2007 عن تسوية مشاكله الداخلية، بات الآن الساحة الأكثر تفضيلاً للصراعات الخارجية، وهذا هو الثمن الذي تدفعه الشعوب الصغيرة، حين تفشل في توحيد صفوفها لمقاومة تدخلات القوى الكبيرة، إنها ببساطة، تصبح على لائحة طعام ولائم اللاّعبين الكبار، بدل أن تكون على لائحة المدعُـوين.

والولائم من هذا النوع في الشرق الأوسط هذه الأيام كثيرة بالفعل وكبيرة بالفعل!

سعد محيو – بيروت

بيروت (رويترز) – أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري يوم الجمعة 28 ديسمبر، تأجيل جلسة الانتخابات الرئاسية التي كانت مقرّرة يوم السبت إلى 12 يناير 2008.

وهذه هي المرة الحادية عشرة، التي تتأجل فيها الانتخابات منذ الدعوة الأولى لانتخاب رئيس، قبل أكثر من ثلاثة أشهر، في تعميق لأسوإ أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وأجمع الفرقاء المتنافسون، على قائد الجيش العماد ميشال سليمان، كمرشح توافقي للرئاسة، فيما ظلوا مختلفين حول كيفية تقاسم السلطة في الحكومة الجديدة عندما يتسلم الرئيس الجديد منصبه.

ويتطلب انتخاب الرئيس اكتمال نِـصاب ثُـلثي أعضاء البرلمان، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق، إلا بوجود اتفاق بين الأكثرية المناهضة لسوريا والمعارضة المؤيِّـدة لدمشق.

وجاء في بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس النواب: “قرر رئيس مجلس النواب تأجيل الجلسة التي كانت مقررة غدا السبت 28 ديسمبر… إلى يوم السبت الواقع في الثاني عشر من يناير 2008 في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، وذلك لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.”

وفي وقت سابق، قال مصدر سياسي رفيع لرويترز، إن الانتخابات ستتأجل حتى نهاية الأسبوع المقبل، وقال إن “تعقيدات في الاتصالات الإقليمية والدولية وانقطاع التواصل المحلي، يؤجلان جلسة الغد إلى أواخر الأسبوع المقبل.”

وتريد المعارضة، التي يتقدمها حزب الله، ضمانات بأن يكون لها حق نقض القرارات في الحكومة، وذلك قبل أن تشارك في الانتخابات، لكن تحالف الغالبية المناهضة لسوريا يريد انتخاب سليمان أولا، ويقول إن تشكيل الحكومة من صلاحيات الرئيس الجديد.

وقالت مصادر سياسية، إنه لا يوجد تقدم باتجاه تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المتنافسين هذا الأسبوع. وصعَّـد الطرفان من حربهما الكلامية، متَّـهمين بعضهم بعضا بعرقلة انتخاب سليمان.

وكُـرسي الرئاسة شاغر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق المؤيد لسوريا اميل لحود يوم 23 نوفمبر الماضي، وثمة مخاوف من أن يزيد إطالة أمد الفراغ من زعزعة استقرار لبنان.

وكانت الحكومة المدعومة من الغرب، اتخذت خطوة قالت إنها لتسهيل انتخاب سليمان المسيحي الماروني، البالغ من العمر 59 عاما والذي يشغل منصب قائد الجيش منذ عام 1998.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صاغت الحكومة مشروع قانون لتعديل الدستور للسماح لموظف رفيع في الدولة بتولي منصب رئاسة الجمهورية، في حين وقع يوم الخميس الماضي 13 نائبا من تحالف الأكثرية عريضة تدعو إلى التعديل.

ورفضت المعارضة الخطوتين، وقالت إن انتخاب سليمان لا يحتاج إلى تعديل بسبب الفراغ الحالي في منصب رئاسة الجمهورية، ورفض رئيس مجلس النواب نبيه بري تسلم مشروع القانون من الحكومة، التي يعتبرها غير شرعية منذ استقالة وزراء المعارضة العام الماضي.

وقال الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون للصحفيين منتقدا خطوات الحكومة، “أعتقد أن هذا مسار تترتَّـب عليه مسؤوليات ضخمة وسيضرب الاستقرار في البلد، لأن قوى الموالاة هم الذين يمنعون التفاهم، لكي يصبح هناك انتخاب.”

وأكد بري في البيان أن “الشغور بالوفاة أو الاستقالة أو بانتهاء الولاية، له ذات المفاعيل التي تعفي المرشح للرئاسة من شروط الاستقالة المُـسبقة، الأمر الذي يوجب إبعاد أية فكرة لتعديل الدستور.. والاجتماع بحكم القانون، يجعل من فتح دورة استثنائية للانتخاب، لزوم ما لا يلزم.”

وتسببت الأزمة في انقسام عميق بين المسيحيين، الذين يتحالفون مع جماعات سياسية متنافسة، وينبغي أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا، بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان.

وقادت فرنس،ا القوة الاستعمارية السابقة في لبنان، جهود وساطة مكثفة في محاولة لتأمين الاتفاق بين الأطراف المختلفة، لكن في الأيام القليلة الماضية، يبدو أن وتيرة الوساطة قد خفت.

ويتمتع سليمان، الذي عُـيِّـن قائدا للجيش عندما كانت سوريا لا تزال قوة مُـهيمنة في لبنان، بعلاقات جيِّـدة مع حزب الله.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 28 ديسمبر 2007)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية