مؤتمر دولي بجنيف يبحث طرق علاج مرض السرطان
بحث خبراء أوروبيون خلال مؤتمر عِـلمي عقد في جنيف يوم 26 أبريل، سبل تحسين علاجات سرطان الرئة وكيفية الحد من عدد الوفايات بسبب هذا المرض.
ومن المعروف أن مرض السرطان، وخاصة سرطان الرئة، هو المسبب الأول للوفيات في العالم، ويتوفى بسببه 1.3 مليون شخص في السنة. وأما في سويسرا، فيُـصاب بهذا المرض سنويا 3.600 شخص ويتوفى بسببه 3000 شخص.
خلال العقد الماضي، شهد معدل الوفايات بسبب سرطان الرئة تراجعا ملحوظا لدى الرجال، لكن معدل الوفايات ارتفع بشكل متواصل لدى الإناث، ويعود ذلك إلى تزايد نسبة المدخّنات بينهن.
وعلى الرغم من هذه النِّـسب المفزعة، أكّـد رولف شتايل، رئيس المؤتمر والطبيب بالمستشفى الجامعي بزيورخ أن البحوث العلمية حول سرطان الرئة بصدد تحقيق نجاحات كبيرة.
وقال الدكتور رولف في حديث أدلى به إلى سويس انفو يوم الجمعة 25 أبريل: “خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، حققنا نقلة نوعية، من قبل، كنا ننظر على سرطان الرئة كمرض واحد، وأما الآن، فأصبحنا نراه مجموعة من الأمراض، لكل واحدة منها خصوصيات وعلاجات مختلفة”.
وأوضح الدكتور شتايل ذلك قائلا: “اعتقدنا لسنوات طويلة بوجود خلية صغيرة واحدة مصابة بسرطان الرئة ضمن مجموعة من الخلايا غير السرطانية، وكنا نتعامل معها بنفس الطريقة ووفق النظرية نفسها. أما الآن، ولأوّل مرة، أصبح بالإمكان تقديم علاج على أسُـس علمية واضحة”.
ويقول الخبراء إن الاكتشافات الحديثة في هذا المجال، عزّزت الوقاية من مرض السرطان وحسّـنت من ظروف حياة المرضى، لكن المشكلة الكبرى التي تظل بدون حل، هي كيفية الوصول إلى التكهن بتطورات المرض لدى المصاب واكتشاف علاجات تحقق نتائج أفضل.
اختراق علمي كبير
شارك في المؤتمر الأوروبي لسرطان الرئة، الذي استمر أربعة أيام وانتهى يوم السبت 26 أبريل، أزيد من 1.200 مندوب وعُرضت خلاله مجموعة من الاكتشافات الهامة التي تم التوصل إليها حديثا.
وخلال المؤتمر، بدا بول بون، مدير الجمعية الدولية لدراسة سرطان الرئة، سعيدا جدا باكتشاف مضاد MAGE-A3 ASCI، أحد الأدوية المستخدمة في تعزيز المَـناعة لدى المصابين بسرطان الرئة، والذي يحد من مخاطر انتكاس حالة المتعافي بعد العملية الجراحية.
وبيّن البروفسور الأمريكي سبب سعادته فقال: “انتظرنا لمدة طويلة اختراع لقاحات لتعزيز فرص البقاء على قيد الحياة بالنسبة للفترات المبكرة من الإصابة بسرطان الرئة”، وأضاف بول بون يقول: “تفشل غالبية العمليات الجراحية حتى الآن وتعود الأورام الخبيثة إلى الظهور لدى المرضى من جديد بعد إزالتها، وسيشكل اكتشاف هذا المُـضاد اختراقا علميا كبيرا، لو أثبت نجاحه خلال المرحلة الإخبارية”.
ويجمع الخبراء على أن التدخين يظل السبب الرئيسي للإصابة بمرض سرطان الرئة، ويسبب لوحده 85% من حالات الإصابة وتعود البقية إلى أسباب أخرى مختلفة.
وعرض علماء من جامعة لويسفيل من الولايات المتحدة أدلة وبراهين، على أن نوعيْن من الفيروسات المعروفة ربما تقف خلف سرطان الرئة: فيروس الورم الحُليْمي البشري (HPV) المعروف بكونه سبب لسرطان عنق الرحم، وفيروس الحصبة.
المدخّنون السويسريون
يعترف الخبراء بأن معدلات البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بمرض سرطان الرئة تختلف من بلد أوروبي إلى آخر، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى اختلاف الأنظمة الصحية، وإلى اختلاف سرعة التصدي للإصابة.
وفي تعليقه على ذلك، يقول رولف شتايل: “ما تقوم به سويسرا في هذا المجال جيد جدا، لكن مشكلتنا عدم وجود مركز وطني لعلاج السرطان، وجهودنا مشتتة عبر الكانتونات والمستشفيات”.
ويضيف الخبير السويسري: “كل حالة من حالات الإصابة بسرطان الرئة تحتاج إلى عرضها على هيئة متعددة الاختصاصات في مجال الأورام. وفي غياب ذلك، ليس بالإمكان ضمان سلامة العلاج. صحيح، لدينا نظام علاجي جيد، لكن هذا لا يعني أنه ليس بإمكاننا تحسين الوضع أكثر”.
ومن ناحيته، يشعر بول بون بالإستياء، خصوصا فيما يتعلق بالقواعد المنظمة للتدخين في سويسرا، ويقول في هذا الصدد: “هذه القواعد تجعل سويسرا متخلفة جدا عن أوروبا وبقية العالم”.
ويضيف دون أن يُـخفِـي صدمته، “فوجئت بعدم وجود قواعد مشدّدة على التدخين في سويسرا. وإذا كانت تلك القواعد تطبق اليوم في أيرلندا، حيث كانت المقاهي والنوادي لسنوات مسموحا فيها بالتدخين، فمن باب أولى أن يحصل ذلك في سويسرا”.
سويس انفو – سيمون برادلي – جنيف
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)
بعد أمراض القلب والأوعية، يمثل السرطان ثاني أكبر سبب للوفايات في سويسرا. ويسبب هذا المرض وفاة 28 % من الرجال و22% من النساء.
وفي كل سنة، يتم إحصاء 31.000 إصابة جديدة بالسرطان، 15.000 وفاة لها علاقة بمرض السرطان. وتسجل سنويا أيضا 3.600 حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة، و3000 حالة وفاة لها علاقة بسرطان الرئة.
ويقتل السرطان كل سنة 11 مليون شخصا في العالم، وهو ما يوازي 12% من مجموع المتوفين.
كل سنة، يتم الكشف عن 1.3 مليون حالة إصابة بسرطان الرئة، مما يجعله السبب الأول للوفايات في العالم.
ويكاد يكون تدخين السجائر سبب كل حالات الإصابة بهذا المرض. ومن بين عشر إصابات، توجد حالة واحدة لدى غير المدخنين. وحتى في هذه الحالة، عادة ما تكون الإصابة بسبب تعرض المريض للتأثيرات الجانبية للتدخين.
وإذا توقف شخص ما عن التدخين، تتراجع بشكل كبير مخاطر الإصابة بالمرض، وتصبح نسبة إمكانية الإصابة بعد 15 سنة من الإنقطاع عن التدخين متساوية مع الذين لم يدخّنوا إطلاقا.
من أعراض سرطان الرئة: السعال المستمر، والتغير في طبيعة وحدة السعال المستديم، وضيق التنفس، وبلغم السعال المخلوط بالدم.، وآلام الصدر، وفقدان الشهية والنقص في الوزن.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.