مؤتمر سويسريي الخارج سيُعقد في موعده
لن تحول الفيضانات التي عصفت بمنطقة جبال الألب البرناوية دون عقد مؤتمر السويسريين في الخارج المزمع تنظيمه في مدينة أنترلاكن ما بين الفاتح والرابع من سبتمبر.
وفي حوار خص به سويس إنفو، أوضح رئيس منظمة السويسريين في الخارج ردولف فيدر أهمية التمسك بعقد هذا المؤتمر السنوي.
في أعقاب الأضرار التي لحقت بمنطقة إنترلاكن بسبب الفيضانات التي عصفت بسويسرا مؤخرا، أعلن منظمو الاحتفال التقليدي المعروف بـ”عيد أونشبونن” يوم الخميس 25 أغسطس عن قرار تأجيل الاحتفال السنوي إلى العام القادم.
وكان المنظمون قد برمجوا احتفال “أونشبونن” لهذا العام ليصادف انعقاد المؤتمر السنوي للسويسريين في الخارج الذين يعشقون بشكل خاص ذلك الموعد الفلكلوري الكبير.
وقد أعربت منظمة السويسريين في الخارج عن أسفها لإرجاء الاحتفال، وأعلنت أنها سوف تعقد مؤتمرها السنوي في الموعد المحدد، أي من 1 إلى 4 سبتمبر.
سويس إنفو: لماذا التمسك بتنظيم مؤتمر السويسريين في الخارج؟
رودولف فيدر: لقد اتخذنا هذا القرار بعد مشاورات مع السلطات والأوساط السياحية في أنترلاكن. وهذا يعتبر أيضا نوعا من التضامن مع سكان المنطقة التي تضررت من الفيضانات.
إن جلسات مؤتمر السويسريين في الخارج التي ستعقد في انترلاكن تكتسي أهمية خاصة لأنه المؤتمر الأول للتشكيلة الجديدة إذ سيتم تجديد هيئات المؤتمر لفترة الأربع سنوات القادمة.
سويس إنفو: برمجتم ليومي السبت والأحد زيارة إلى حديقة الخبايا وحضور أعياد ” أونشبونن”، ما هو البديل الآن؟
ردولف فيدر: نحن الآن بصدد إعداد برنامج بديل.
سويس إنفو: توجد صورة نمطية توحي بأن سويسريي الخارج أكثر تعلقا بالفلكلور والتقاليد السويسرية من سويسريي الداخل. هل هذا صحيح؟
ردولف فيدر: اعتقد أن هذا صحيح نوعا ما. فالسويسريون المقيمون في الخارج يتعلقون الى حد كبير بعادات وتقاليد وفلكلور هذا البلد.
ولكن هذا لا يعني أنهم متمسكون بالماضي فقط، بل كل ما في الأمر أن لهم إحساس وتعلق بالتقاليد السويسرية.
سويس إنفو: اخترتم السياحة كموضوع رئيسي في هذا الاجتماع السنوي، بالتساؤل إن كانت سويسرا لا تزال من بين الكبار في هذا الميدان؟ الى أي حد يمكن اعتبار هذه المسألة قضية حيوية بالنسبة لسويسريي الخارج؟
ردولف فيدر: لدى عودة السويسريين المقيمين في الخارج عند الى موطنهم، يتحولون في الغالب إلى سياح لهم دراية بالبلد. فهم بالتالي في موضع يسمح لهم بالمقارنة بين ما تعرضه سويسرا في هذا الميدان وما يقدم في بلد إقامتهم أو في بلدان أخرى من العالم.
يضاف الى ذلك أن السويسريين المقيمين في الخارج يدركون جيدا بأن السياحة تعتبر قطاع تصدير هام بالنسبة لسويسرا.
سويس إنفو: سيتطرق مؤتمركم أيضا الى موضوع توسيع حرية تنقل الأشخاص الذي يطرح في استفتاء شعبي يوم 25 سبتمبر. سويسريو الخارج يتحلون عادة بالانفتاح، هل تتوقعون تصويتا بـ”نعم”؟
رولدولف فيدر: إن مجلس السويسريين في الخارج، الذي يمثل مصالح سويسريي الخارج، كان قد أعرب قبل عام عن موافقته على مبدأ الاتفاقيات الثنائية الثانية (بين سويسرا والاتحاد الأوروبي، وتوسيع نطاق حرية تنقل الأشخاص (لتشمل الدول العشر الجديدة في الاتحاد)، وكان قد اختار بوضوح التصويت بنعم في كلتا الحالتين.
ويتعلق الأمر اليوم في هذا المؤتمر بتحديد توصية حول طريقة التصويت في الخامس والعشرين من سبتمبر. ويبدو لي ان المجلس قد يصادق بأغلبية ساحقة على مساندة حرية تنقل الأشخاص.
سويس إنفو: الى أي حد يمكن لسويسريي الخارج الاستفادة من حرية تنقل الأشخاص؟
ردولوف فيدر: يدرك سويسريو الخارج جيدا بأن حرية تنقل الأشخاص الدولية ليست عملية مطبقة فقط على الأجانب أو فقط خارج أوروبا، بل هي قضية تهم السويسريين أيضا.
هناك سويسريون يتنقلون بكثرة في كل أنحاء العالم. في البداية، يردون الفعل بحساسية على هذه القضية، لكن سرعان ما يعودون الى تقييم موضوعي ومتفهم.
سويس إنفو: ماذا سيكون تأثير رفض سويسري محتمل، هل سيعطي صورة سيئة عن هذا البلد مما قد يدفع ثمنه السويسريون المقيمون في الخارج؟
ردولف فيدر: قد يكون ذلك بمثابة مشكلة لو رفض الشعب السويسري هذا الاتفاق. يضاف الى ذلك أن الاتحاد الأوربي لن يقبل ان تفتح سويسرا حدودها أمام رعايا الخمسة عشر بلدا الأوائل في الاتحاد وأن ترفض فتحها أمام رعايا البلدان العشرة الجدد.
وإذا ما تم رفض دخول اتفاق حرية تنقل الأشخاص مع الاتحاد الأوربي حيز التطبيق، فإن ذلك سيعرض عشرات الآلاف من مواطنينا السويسريين الى العديد من العراقيل البيروقراطية الإضافية والى العديد من العقبات في وجه تحركهم. وأتمنى أن يتم تجنيبنا ذلك.
سويس إنفو: هناك زيادة متواصلة لعدد السويسريين المقيمين في الخارج بحيث تجاوز عددهم 623 الف مواطن. وكانت هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية قد قررت تخفيض حجم خدمات سويس إنفو التي تعتبر مصدر الإعلام الموجه لهم بالدرجة الأولى. ما هو رد فعل سويسريي الخارج؟
ردولف فيدر: بمجرد أن أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية عن نواياها، قامت منظمة السويسريين في الخارج بالتعبير عن رفضها لتلك المخططات الرامية إلى التخفيض من حجم نشاط سويس إنفو أو إلغائها نهائيا.
وعبرت عدة فروع لتنظيمات السويسريين في الخارج وفي عدد من البلدان الأوربية عن رفضها لما سمي بإجراءات التقشف التي تقوم بها هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية.
وقد تلقينا تفهما كبيرا من قبل مواطنينا في الخارج. ولا زلنا نعتقد بأن قرار هيئة الإذاعة والتلفزة الرامي الى إلغاء سويس إنفو هو قرار خاطئ.
فسويس إنفو هي في الواقع إحدى وحدات إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزة السويسرية المتخصصة في الإعلام الخارجي والموجهة لجمهور أجنبي. ولكن سويسري الخارج هم في حاجة أيضا الى خدمات سويس إنفو، كما أن البلد في حاجة الى من يروج لصورته وتواجده في الخارج.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.