الأزمة الليبية السويسرية قد تُطرح على هامش منتدى دافوس
مشاركة نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا، وتأكيد السلطات السويسرية للقاء مع وزيرة الخارجية بل حتى مع رئيس الكنفدرالية هل يسمح بالتكهن بقرب إنهاء الأزمة في العلاقات بين البلدين؟.
في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الفدرالية – بشكل غير معتاد – يوم الاثنين 26 يناير عن “عدم تمكن الوفد السويسري الذي زار ليبيا في الفترة ما بين 21 و 24 يناير من إحداث أي انفراج في العلاقات بين البلدين”، تحدثت وسائل إعلام سويسرية عن إمكانية عقد لقاء بين نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي وعدد من المسؤولين السويسريين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يحتضنه منتجع دافوس السويسري ما بين 28 يناير وغرة فبراير 2009.
ويعتبر هذا اللقاء، الذي أكده الناطق باسم الخارجية السويسرية، أول اجتماع يتم على مستوى أرفع من المحادثات التي جمعت دبلوماسيين وخبراء ومحامين وذلك منذ اندلاع الأزمة الصيف الماضي، كما يترك مجالا للتساؤل عن احتمال العثور على مخرج للتوتر القائم في العلاقات بين برن وطرابلس منذ أكثر من 7 أشهر بسبب اعتقال شقيقه الأصغر هانيبال القذافي وزوجته آلين في 15 يوليو 2008 في أحد فنادق جنيف بسب سوء معاملة خادمين خاصين.
رسميا: “لا انفراج ولا تعقيد”
وكانت وزارة الخارجية أعلنت إثر عودة الوفد السويسري من ليبيا أن “مواقف البلدين لم تعرف تقاربا كبيرا لحل الأزمة” وأشارت إلى أن “المفاوضات مستمرة”. وفي لقاء مع وسائل الإعلام جرى في برن يوم 26 يناير في إطار نادي الصحافة الدبلوماسية، أوضح السفير مارسيل شتوتس، رئيس الدائرة السياسية الثانية بوزارة الخارجية، بأن المفاوضات بين ليبيا وسويسرا بخصوص هذه الأزمة “صعبة للغاية”.
السفير شتوتس رفض تقديم مزيد من التفاصيل، لكن زميله روبيرتو بالزاريتي، الأمين العام لوزارة الخارجية السويسرية أوضح أن “القضية مسألة وقت، وأن المسار طويل، لكن الملف لا يعرف تأزما”، حسب تأكيده. في المقابل، استبعد الدبلوماسيان السويسريان إمكانية اللجوء إلى الإستعانة بوساطة طرف ثالث للخروج من المأزق.
وكانت معلومات ترددت قبل زيارة الوفد الدبلوماسي السويسري الأخيرة إلى ليبيا عن احتمال أن تكون ضمنه وزيرة الخارجية ميشلين كالمي ري، وهو ما لم يحدث مثلما اتضح لاحقا.
لقاء مرتقب في دافوس
الخارجية السويسرية عودت الرأي العام والصحافة على التزام الصمت المفرط بشأن تطورات الملف المتعلق بتأزم العلاقات الليبية السويسرية (باستثناء الندوات الإعلامية شبه الأسبوعية التي نظمتها في شهري يوليو وأغسطس الماضيين)، لكنها سارعت – على غير عادتها – إلى المبادرة بالإعلان يوم الجمعة 16 يناير، عن توجه وفد رسمي سويسري إلى طرابلس بغرض السعي إلى حل الأزمة القائمة بين البلدين. وبعد أن كانت الزيارة مبرمجة ليومين فحسب، تم تمديدها إلى أربعة أيام بحيث لم يغادر الوفد السويسري الجماهيرية إلا يوم 24 يناير.
من جهة أخرى، يترك الإسراع بتنظيم ندوة صحفية للتصريح بأن “الملف لم يعرف جديدا وأن المفاوضات متواصلة” انطباعا لدى المتابعين بوجود رغبة في التمويه بغرض إبعاد فضول الصحافة عن “شيء ما” يتحرك في هذا الملف. وهذا “الشيء”، قد يكون اللقاء المرتقب بين سيف الإسلام القذافي ووزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري على هامش مشاركتهما عشية الأربعاء 28 يناير في الجلسة الإفتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس شرق سويسرا.
على كل هذا هو ما أوردته صحيفة “لوماتان” مشيرة الى أن اللقاء قد يجمع سيف الإسلام القذافي بكل من وزيرة الخارجية وكاتب الدولة للخارجية ميشال أمبول، بل قد ينضم إليه الرئيس السويسري الحالي هانس رودولف ميرتس، المتواجد أيضا في دافوس.
الناطق باسم الخارجية السويسرية لارس كنوخل أكد بدوره إمكانية اللقاء بين وزيرة الخارجية وسيف الإسلام، لكنه فضل عدم تقديم المزيد من التفاصيل.
وكان المشرفون على المنتدى الاقتصادي العالمي قد برمجوا مداخلة لسيف الإسلام القذافي – باعتباره من القادة الصاعدين في المنطقة – وخصصوا له حيزا للحديث في اليوم الأول من الأشغال عن “فرص النجاح الفردية في منطقة الشرق الأوسط بعيدا عن إخفاقات الأنظمة”، إلا أن مدير المنتدى أندري شنايدر عبر في تصريح لصحيفة “لوماتان” عن ارتياحه لرؤية “المنتدى يقدم خدمة للحكومة الفدرالية”، عبر توفير فرصة لعقد هذا اللقاء بين الجانبين الليبي والسويسري.
سويس انفو – محمد شريف – جنيف
تأسس المنتدى الاقتصادي العالمي على يد كلاوس شفاب، تحت اسم منتدى الإدارة والتصرّف في منتجع دافوس، شرق سويسرا، في عام 1971.
منذ ذلك الوقت، يعقِـد المنتدى الاقتصادي العالمي، اجتماعه السنوي في المنتجع الشهير بكانتون غراوبوندن، باستثناء دورة 2002، التي نُـقلت إلى نيويورك في أعقاب الهجمات التي تعرّض لها مركز التجارة العالمية قبل أربعة أشهر من موعد انعقاده.
دورة 2009، ستشهد حضور أكثر من 2500 مشارك من 96 بلدا، وتنظَّـم تحت شعار “إعادة رسم عالم ما بعد الأزمة”.
من المنتظر أن يشارك أربع وزراء سويسريين على الأقل في دورة المنتدى لعام 2009، من بينهم رئيس الكنفدرالية ووزير المالية هانس رودولف ميرتس، الذي سيُـلقي خطابا في الجلسة الافتتاحية.
من بين الشخصيات المتوقع حضورها في المنتدى، فلاديمير بوتين وأنجيلا ميركل ورئيسا الوزراء في الصين واليابان وبريطانيا والوزيرين الفرنسيين برنار كوشنير وكريستين لاغارد والأمين العام للأمم المتحدة بن كي مون ورئيس المفوضية الأوروبية وغيرهم.
على هامش الاجتماع السنوي، تُـنظم فدرالية الكنائس البروتستانتية السويسرية بالاشتراك مع المنتدى الاقتصادي العالمي، المنتدى السابع المفتوح، الذي يُـسمح فيه للجميع بالمشاركة. ومن بين المشاركين فيه، وزيران سويسريان ومحافظ البنك الوطني السويسري وكوفي أنان والمقرر الخاص للأمم المتحدة حول الحق في الغذاء.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.