مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

توسـُّع مُلفت لـمجموعة موفنبيك في العالم العربي

moevenpick-hotels.com

لا يمثل المشروعان الجديدان لفنادق ومنتجعات "موفنبيك" في كل من رام الله بالضفة الغربية وتل أبيب في إسرائيل سوى غيض من فيض نشاطات هذه المجموعة الدولية السويسرية الأصل التي تتوسع بخطى متأنية وأكيدة في الشرق الأوسط والعالم العربي، ولاسيـّما في بلدان الخليج حيث تُطور أو تُنفذ حاليا ما لا يقل عن 15 مشروع إداري جديد، 7 منها في دبي لوحدها.

وفي تصريحاته لـ swissinfo.ch، أعرب رئيس المجموعة، الفرنسي جون-غابرييل بيريس، عن اعتقاده بأن السـِّمات الجوهرية المرتبطة بالعلامة السويسرية، مثل الجودة والموثوقية والدقة، من العوامل الرئيسية التي أسهمت في ازدهار فنادق ومنتجعات موفنبيك في المنطقة العربية تحديدا وفي العالم عموما.

السيد بيريس يشغل منصب الرئيس والرئيس التنفيذي لهذه المجموعة منذ أكثر من عشرة أعوام، وهي فترة شهدت فيها نشاطات موفنبيك توسعا هاما بحيث قفز فيها عدد فنادق المجموعة من 35 إلى حوالي 100 فندق أنْجـِز بعدُ أو لا يزال في طور الإنشاء اليوم.

ويظل هذا الفرنسي المولد على قناعة بأن وصفة نجاح المجموعة تقوم على مزيج من “المهنية والإرادة لتدويل الشركة والعمل على ازدهارها مع الحفاظ على روح سويسرية أصيلة”.

واستكمل قائلا: “لقد ركزنا على عنصر الجودة؛ فعندما ترون علامة “صـُنع في سويسرا” ما يتبادر لذهنكم على الفور هو أن المنتوج لا بد أن يكون (عالي) الجودة، (…) وما ساعدنا كثيرا هو تواجد أطر سويسرية عالية التأهيل وذات خبرة دولية قوية جدا”.

المغامرة العربية انطلقت من مصر

وكانت القاهرة نقطة انطلاق رحلة “موفنبيك” في العالم العربي الذي افتتح عام 1976 بجوار الأهرامات بالعاصمة المصرية أول فندق له في المنطقة تحت اسم “فندق موفبنيك جولي فيل القاهرة”. لكن هذا الفندق لم يعد موجودا اليوم بعد أن حل محله “منتجع موفنبيك الأهرامات القاهرة” و”فندق موفنبيك ميديا سيتي القاهرة”.

“على مرّ السنين، أقامت موفنبيك، رويدا رويدا، المزيد من الفنادق في مصر؛ في الأقصر، والقاهرة وشرم الشيخ وأسوان والبحر الأحمر، و(سيّرت) كذلك سفنا سياحية على النيل وبحيرة ناصر. وتدريجيا، بدأت موفنبيك تضيف فنادق في دول الخليج، أولا في المملكة العربية السعودية، ثم في وقت لاحق أيضا في اليمن، ولبنان، وأيضا في السنوات الأخيرة في دبي وقطر والكويت. ومنذ عام 2001 أصبحت موفنبيك موجودة أيضا في تونس والمغرب”. هكذا استعاد السيد ستيفن نيكولوف، المسؤول في قسم المبيعات والتسويق في مقر إدارة المجموعة بـ “غلاتبروغ” بكانتون زيورخ السويسري، بدايات موفنبيك في العالم العربي ومسيرة تطورها ونجاحها في المنطقة، في توضيحاته لــ swissinfo.ch.

موفنبيــك لا تستثمر بل تــُدير..

ونوه السيد نيكولوف إلى أن مجموعة موفنبيك لا تستثمر في الفنادق بل هي شركة متخصصة في إدارتها، بحيث تأتي الاستثمارات الرأسمالية من أصحاب الفنادق الذين تربطهم اتفاقات إدارة مع موفنبيك تقوم بموجبها المجموعة بتشغيل الفنادق والمنتجعات نيابة عن المالكين تحت العلامة التجارية “موفنبيك”.

وتظل منطقة الشرق الأوسط بالخصوص، وأيضا بلدان شمال إفريقيا، توفر في نظر السيد نيكولوف إمكانيات رائعة لتحقيق نمو مضطرد على مدى السنوات المقبلة. كما يعتقد أن “آفاق النمو الاقتصادي على المدى البعيد في هذه المناطق، خاصة في بلدان مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا في إمارتي دبي وأبو ظبي، وأيضا في بلدان مثل المغرب وتونس وليبيا، هي أعلى بكثير من المتوسط وجذابة للغاية”.

وإن كانت منطقة الشرق الأوسط تتمتع بهذه الجاذبية على المستوى الاقتصادي، فهي أيضا ترتبط في لغة الأحداث الدولية بالنزاعات والتوتر. فلـِم تحرص موفنبيك على التواجد أيضا في مناطق قد تكون محفوفة بالمخاطر مثل رام الله وتل أبيب حيث تعتزم تنفيذ مشروعين جديدين؟

يجيب السيد نيكولوف ببساطة وواقعية: “رغم التوتر السياسي (…)، يظل هنالك طلب كبير على الإقامة في الفنادق في مثل هذه الوجهات. وقد عاد الهدوء منذ فترة إلى رام الله، وسيكون هنالك بلا شك استمرار الطلب على الإقامة في الفنادق من قبل مجموعة واسعة من الشركات والمنظمات التي تسعى إلى الاستثمار والبناء في المنطقة”.

وذكـّر في هذا السياق بأن رام الله تفتقر حاليا إلى فندق فخم بمواصفات دولية، وأن الطلب على المؤسسات الفندقية في تل أبيب لا يزال مرتفعا جدا سواء من المنظور المحلي أو الدولي. كما أشار إلى “تزايد الطلب على الفنادق الضخمة من قبل عدد كبير من الشركات والمؤسسات في المنطقة، وأيضا من أوروبا والولايات المتحدة”، مضيفا أن “التوترات السياسية لها تأثير محدود على الطلب بصورة عامة”.

ومن مظاهر ازدهار نشاطات فنادق ومنتجعات موفنبيك في العالم العربي، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، إعلان المجموعة عزمها توفير 2000 موطن عمل في دبي فضلا عن توسيع نشاطاتها في الشرق الأوسط.

ويؤكد المسؤول في قسم المبيعات والتسويق ستيفن نيكولوف أن “أداء فنادق ومنتجعات موفنبيك كان بالفعل أفضل في منطقة الشرق الأوسط مقارنة مع غيرها من المناطق التي تضررت بقدر أكبر من الأزمة العالمية”، مضيفا أن الوظائف الجديدة التي يُخطـَّط لإنشائها هي نتيجة “للتوسع السريع من خلال إقامة فنادق جديدة في المنطقة ستفتتحها موفنبيك في غضون الأشهر الستة إلى الثمانية عشر القادمة”.

فريق نشــِط في دُبــي

من جانبه، لفت رئيس مجموعة موفنبيك الإنتباه إلى جملة من العوامل التي وطدت علاقة موفنبيك بالعالم العربي وعززت حضورها فيه؛ إذ فضلا عن تقدير بلدان المنطقة للعلامة السويسرية وإدراكها بأن سويسرا تتوفر على “أفضل المدارس العالمية للفندقة”، يُذَكر السيد جون-غابرييل بيريس بوجود “العديد من الأطر المستقرة في الشرق الأوسط التي تابعت دراستها في سويسرا وتنظر إليها كبلد رائع حيث يطيب العيش”.

كما أوضح أن الكثير من كبار الشركاء الشرق أوسطيين لديهم فكرة إيجابية جدا عن سويسرا، التي يعتبرونها “رمزا للجودة في فن الـطبخ والنظافة وفي العديد من السمات الجوهرية، فضلا عن جمال البلاد”، وهي عناصر جعلت من علامة “موفنبيك” اليوم، حسب السيد بيريس، “إحدى العلامات الفندقية الخمس الأولى على مستوى الحضور والسمعة في المنطقة الشرق أوسطية”.

ونوه رئيس موفنبيك أيضا بالعمل الذي يقوم به فريق المجموعة المستقر في دبي والذي “أظهر خلال السنوات الثماني الماضية أنه يفي بوعوده”، مضيفا أن “الثقة في الأداء، وجودة الخدمات، والمهنية، صفات تحظى بتقدير كبير للغاية في المنطقة، (…) وأعتقد أن فريقنا الذي يقوده مدير سويسري في الشرق الأوسط أقام الدليل على أن الثقة بين المالكين الذين يوكلون إلينا مهمة الإدارة وبيننا (كسلسلة فنادق سويسرية الأصل) كانت دائما قوية”.

ثقة وطيدة تصمد أمام الأزمات الدبلوماسية

وعن خطر تحول “الهوية السويسرية” لموفنبيك إلى عائق لنشاطاتها في بلدان مثل ليبيا التي اندلعت بينها وسويسرا أزمة دبلوماسية منذ أكثر من عام، أو في بلدان العالم الإسلامي بسبب المبادرة الشعبية الداعية إلى حظر بناء المآذن في سويسرا (التي سيصوت عليها السويسريون في موفى نوفمبر القادم)، على سبيل المثال، شدد رئيس مجموعة “موفنبيك” على أن هذه القضايا “لا تطرح لنا مشاكل على الإطلاق”.

وأضاف السيد جون-غابرييل بيريس في هذا الصدد: “أعتقد أن الناس يفصلون بقوة بين جنسية مجموعة ما، وما يمكن أن تمثله قيـم دولة ما على مستوى الأداء لفائدة الزبناء. نحن قبل كل شيء شركة تشتهر بجودة فن الطبخ والخدمات وحفاوة الإستقبال، وأعتقد أن هذا ما يراه الجميع في البلدان الكبيرة التي نستقر فيها، فليس هنالك أي تأثير خاص جراء ما يحدث حاليا. ومع أننا لم نبدأ بعدُ عملنا في ليبيا، فنحن لم نشعر أبدا بأن هويتنا السويسرية تعيقنا على مستوى توسيع نشاطاتنا، بل سأقول أن العكس هو الصحيح تماما، لأن هنالك قيم الحياد والموضوعية وانعدام الغطرسة، التي تجعلنا مقبولين جدا في كافة البلدان التي لدينا فروع فيها”.

ولاشك أن تكـيّف موفنبيك مع التقاليد والثقافات المختلفة في بلدان العالم العربي والإسلامي، من حيث عروض الطبخ المتلائمة مع المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والأعياد، وأيضا على مستوى المعمار والديكور، يرسخ تواجد المجموعة ويُعزز قبولها ويساهم في ضمان استمراريتها.

ويقول المسؤول في قسم المبيعات والتسويق ستيفن نيكولوف في الختام: “نحن ندرك جيدا الإختلافات الاجتماعية والثقافية المتعددة بين البلدان التي نعمل فيها، سواء كانت في الشرق الأوسط أو في إفريقيا أو آسيا أو حتى في وسط أوروبا. ونتيجة لذلك، من الأهمية بمكان أن نـُكـنّ غاية الاحترام لهذه الاختلافات وأن نُلائم قيم وأهداف تراثنا السويسري مع البيئات التي ننشط فيها، ولكن من دون التضحية بجوهر هذه القيم التي تظل جانبا هاما من وعود علامتنا التجارية وكيفة أدائنا لعملنا”.

إصلاح بخات – swissinfo.ch (بالتعاون مع كمال الضيف)

إفريقيا:

مصر (أسوان)، المغرب (طنجة)، تونس (جربة).

مشاريع الفنادق قيد التطوير أو الإنجاز:

مصر: 1 في شرم الشيخ، 1 في أبو سوما.

تونس: 1 في سوسة.

ليبيا: 1 في طرابلس.

الأراضي الفلسطينية، الضفة الغربية: 1 في رام الله.

الشرق الأوسط:

الأردن (عمان، العقبة، البتراء)، لبنان (بيروت)، الضفة الغربية (رام الله)، قطر (الدوحة)، البحرين (البحرين)، الكويت (الكويت)، الإمارات العربية المتحدة (بر دبي)، اليـمن (صنعاء)، المملكة العربية السعودية (المدينة، جدة، البريدة، الخبر).

مشاريع الفنادق قيد التطوير أو الإنجاز:

الإمارات العربية المتحدة: 7 في دبي، 1 في عجمان، 3 في أبو ظبي، 1 في العين.

المملكة العربية السعودية: 1 في مكة، 1 في ينبع، 1 في الخبر، 1 في الرياض.

المملكة الأردنية: 1 في العقبة.

سوريا: 1 في دمشق.

سلطنة عُمان: 1 في صلالة

“فنادق ومنتجعات موفنبيك” هي مجموعة دولية ذات أصول سويسرية تأسست عام 1973 بسويسرا.

يوجد مقرها الرئيسي في غلاتتبروغ (Glattbrugg) بمنطقة زيورخ.

تتميز فنادق موفنبيك التي استقرت في 26 بلدا بكونها فنادق أعمال تقع في وسط المدن وبمقربة من المطارات ومواقع المعارض وقضاء العطل.

حسب أرقام عام 2008:

توزع حصص الشركة بين “موفنبيك هولدينغ إي جي” (Mövenpick Holding AG) التي تمتلك 66,7% من الأسهم ومجموعة كينغدوم (Kingdom Group) التي تعود لها 33,3% المتبقية.

بلغ إجمالي مبيعاتها 880,8 مليون فرنك، بينما يناهز عدد عملائها سنويا 5,8 مليون شخص.

أما إجمالي الموظفين فقد استقر في 12670 شخصا بتاريخ 31/12/2008.

العدد الإجمالي لفنادق موفنبيك: 67 (15066 غرفة)، 29 منها في أوروبا، 18 في الشرق الأوسط، 17 في إفريقيا و3 في آسيا.

لموفنبيك 32 فندقا (11099 غرفة) قيد التطوير أو الإنجاز: 2 في أوروبا، 20 في الشرق الأوسط، 6 في إفريقيا، و3 في آسيا.

تسعى المجموعة إلى رفع عدد فنادقها إلى قرابة 100 بحلول عام 2010.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية