سويسرا والإمارات العربية المتحدة تـُعززان تعاونهما في مجال الطاقة
في إطار مساعي برن وأبو ظبي لتوطيد علاقاتهما في مجال الـطاقة، وقـّع الوزير السويسري موريتس لوينبرغر يوم الإثنين 19 يناير خلال زيارة رسمية إلى أبو ظبي مذكرة تفاهم مع نظرائه الإماراتيين في مجالي الطاقة والبيئة.
كما انتهز مناسبة مشاركته كمـُحاضر في “القمة العالمية لطاقة المستقبلة 2009” في العاصمة الإماراتية للدفاع من جديد عن فكرة فرض ضريبة عالميـة على انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.
تحول وزير البيئة والطاقة والنقل والاتصالات السويسري موريتس لوينبرغر يوم 18 يناير الجاري إلى أبو ظبي في زيارة رسمية استغرقت يومين أجرى خلالها مباحثات مع ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان وعدد من أبرز أعضاء الحكومة.
وتهدف هذه الزيارة، حسبما ورد في البيان الذي أصدرته وزارة الطاقة السويسرية بهذه المناسبة إلى “إقامة تعاون بين سويسرا والإمارات العربية المتحدة في مجال تكنولوجيا الطاقة، وخاصة في إطار مشروع “مصدر الطلائعي” التجريبي الذي سينطلق العام القادم، والمتمثل في تشييد أول مدينة في العالم خالية من الكربون والنقابات بأبو ظبي.
وأضاف البيان أن “هذه المدينة الخالية من السيارات ومن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ستتمتع، علاوة على ذلك، بالاكتفاء الذاتي من حيث الطاقة. وستـُكلف هذه المدينة التي ستأوي 50000 ساكن 15 مليون دولار، كما ستكون مركزا حقيقيا للبحوث حول الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية بحيث يتوقع أن تشهد نشأة حوالي 1500 شركة”.
إرادة ثـنـائية
وفي هذا الإطار، وقع السيد لوينبيرغر يوم الإثنين 19 يناير بالأحرف الأولى على وثيقة “مذكرة التفاهم” خلال حفل مع نظيـْريه الإماراتيين، وزير الطاقة محمد بن محمد بن ظاعن الهاملي، ووزير البيئة والمياه راشد احمد بن فهـد.
وبهذه الخطوة، أكدت سويسرا، حسبما ورد في البيان، اهتمامها الكبير بمبادرة مصدر، كما ناقشت سبل التعاون مع معاهد البحث والشركات السويسرية الناشطة في مجالات تكنولوجيا الطاقة.
ويـُذكـَر أن وزير الطاقة السويسري زار يوم 18 يناير مشروع مدينة مصدر بالعاصمة الإماراتية بأبو ظبي حيث حضر افتتاح ورشة العمل المخصصة لهذا المشروع. وشارك في الورشة المسؤولون الإماراتيون عن المشروع وحوالي 20 ممثلا عن الشركات والمؤسسات السويسرية.
وشدد البيان أيضا على أن إعلان النوايا هذا يؤكد “عزم البدلين على تعزيز تعاونهما في مجالات البحوث حول الطاقة وتشجـيع الطاقات المتجددة، والتنمية المُستدامة”. كما يشجع تبادل الخبرات والمعارف على المستويات العلمية والاقتصادية والسياسية”.
وخلال اليوم الثاني والأخير من زيارته الرسمية إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، شارك الوزير لوينبـرغر كأحد أبرز المُحاضريـن في “القمة العالمية لطاقة المستقبل 2009” التي حضرها حوالي 15000 شخص، والتي تعتبر أكبر ملتقى دولي لأبرز ممثلي القطاع الصناعي في مجالات الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية، حسب التوضيحات الواردة في نفس البيان.
ضريبة عالمية على ثاني أوكسيد الكربون؟
ولدى الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح أعمال القمة، أمام المـُفوض الأوروبي للطاقة أندريس بيبالغس ووزير الطاقة الفرنسية جون-لوي بورلو، دعا الوزير السويسري إلى “المزيـد من الاستثمارات” في إمدادات الطاقة المستدامة.
وأوضح بيان وزارة الطاقة السويسرية أن السيد لوينبـرغر أكد مجددا أن الاستثمارات الهادفة إلى صناعة وسائل نقل وآلات اقتصادية وإلى تجديد المباني والطاقات المتجددة “تعود بالفائدة على المجتمع بصورة دائمة، وتـُسهم في نفس الوقت وبشكل كبير في السيطرة على الأزمة الاقتصادية العالمية ومكافحة التغيير المناخي”.
وأوضح الوزير لوينبـرغر أمام القمة العالمية لطاقة المُستقبل أنه، في غياب إجراءات فعالة، فإن “التغيير المناخي قد يُلحق أضرارا خطيرة بالبيئة، الأمر الذي ستترتب عنه تكاليف ضخمة بالنسبة للاقتصادات الوطنية. وبالتالي فإن الاستثمار في حماية المناخ يعود بالفائدة!”.
وانتهز الوزير السويسري تواجده في هذا المحفل الدولي لتكرار مقترحه الداعي إلى اعتماد ضريبة عالمية على انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، والتي ستسمح بتمويل إجراءات هادفة إلى التكيف مع التغيير المناخي ومواجهة الأضرار التي يتسبب فيها.
ومن شأن هذه الضريبة المُقترحة، وفقا للسيد لوينبـرغر، أن تـُوفر أيضا إمكانيـة دعم البلدان ذات الاقتصادات الأكثر هشاشة تعاني أكثر من التغيير المناخي في حين أنها تسهم فيه بدرجة أقل”.
حضور هام للشركات السويسرية
وبعد خطابه أمام القمة العالمية لطاقة المُستقبل، زار السيد لوينبرغر الجناح السويسري من معرض القمة المخصص لتكنولوجيات المستقبل في مجال الطاقة والذي يستضيف هذا العام 23 شركة سويسرية. وفي المجموع، حضر هذا المعرض أكثر من 100 من ممثلي الشركات السويسرية.
وضم الوفد السويسري أيضا برتران بيكار وأندري بورشبيرغ اللذيـْن قدما في مناسبات عديدة مشروعها “الدفع الشمسي” (Solar Impulse) – الهادف إلى القيام بجولة حول العالم في عام 2011 على متن طائرة تعمل بالطاقة الشمسية وبدون ثاني أوكسيد الكربون. (انظر الموضوع المرافق “على جناح الريح والطاقة الشمسية”). وقد قدم بيكار وبورشبيرغ مشروعها بحضور ولي العهد الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وأعضاء الحكومة في أبو ظبي.
سويس انفو مع الوكالات
تحاول “القمة العالمية لطاقة المستقبل” الإجابة على جملة من الأسئلة الملحة، ومنها: كيف نواجه تحدي تزايد الطلب على الطاقة والذي سيبلغ ثلاثة أضعاف الرقم الحالي خلال المائة عام المقبلة؟ وكيف نحقق مستقبلاً أنظف وأكثر استدامة؟
تستضيف “مصدر” الدورة السنوية الثانية لـ “القمة العالمية لطاقة المستقبل” في أبوظبي خلال الفترة 19-21 يناير 2009. وسيكون هذا الحدث أضخم مؤتمر ومعرض دولي في ما يخص حلول وابتكارات واستثمارات ورؤى وسياسات الطاقة المتجددة وطاقة المستقبل.
وستكون “قمة 2009” أضخم من دورتها الافتتاحية، حيث ستجمع أبرز المبتكرين، والأكاديميين، والعلماء، وممولي المشاريع، والخبراء في قطاع الطاقة المتجددة على مستوى العالم- وجميعهم من الرواد في تطوير وتقديم الحلول المستدامة.
وسيناقش المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك سياسة واستثمار وتمويل الطاقة، والمباني الخضراء، والنقل النظيف، واستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي كوقود بديل. ومن المتوقع أن يحضر القمة ما يزيد على 15 ألف مشارك، مما يجعلها أكبر ملتقى للشخصيات المؤثرة في قطاع الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
وسيتحدث في القمة المرتقبة وزراء، وسياسيون، ورجال أعمال، وخبراء بيئيون، وصانعو قرار من شتى أنحاء العالم، ومن أبرزهم: رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير؛ ورئيس وزراء النرويج ينس ستلتينبيرغ؛ والبروفيسور لورد ستيرن؛ والرئيسة السابقة لوكالة الطاقة الذرية البريطانية الليدي باربرة توماس.
سيقام معرض 2009 على مساحة تزيد على 20 ألف متر مربع، وسيتضمن مجموعة من مناطق العرض الرئيسية الجديدة لتشجيع التواصل والتفاعل داخل هذا المجتمع العالمي. كما سيتخلل المعرض عدد كبير من الفعاليات البارزة، مثل حفل توزيع “جائزة زايد لطاقة المستقبل” ومأدبة العشاء الخاصة بهذه المناسبة.
وتعتبر مبادرة “مصدر”، التي جاءت استجابة من حكومة أبوظبي للحاجة المتزايدة إلى حلول مستدامة تلبي الطلب المتزايد على الطاقة في المستقبل، المؤسس الفعلي للقمة العالمية لطاقة المستقبل. كما تعد الجهة الرائدة في المنطقة في مجال أبحاث، وتطوير، ونشر حلول الطاقة المتجددة والتقنيات ذات الصلة بالتنمية المستدامة. وتمثل “مصدر” التزاماً استراتيجياً عالمياً طويل الأمد في إطار الاستجابة لقضايا البشرية الأكثر إلحاحاً، مثل إمدادات الطاقة المستقبلية، والتغيرات المناخية، والتنمية البشرية المستدامة حقاً.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لـ “مصدر” – شركة أبو ظبي لطاقة المُستقبل)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.