متحفٌ سويسري يحتضن معرض “سكة حديد الحجاز”
في إطار التعاون القائم بين متحف ريترهاوس روبيكون بزيورخ والمتاحف الأردنية، سيحتضن هذا المتحف قريبا معرض "سكة حديد الحجاز" للتذكير بهذه الفترة المزدهرة.
وتأتي هذه التظاهرة في أعقاب استضافة المتحف السويسري لمعرض عن البتراء وآخر عن حقبة الحروب الصليبية والتعايش الذي كان قائما مع سكان المنطقة.
تهتم بعض المتاحف السويسرية بتعزيز التعاون مع المتاحف الأردنية من حيث الإستفادة من الكنوز الأثرية المكتشفة بالمنطقة والتي ساهم عدد لا يستهان به من البحاثة السويسريين في اكتشافها او التنقيب عنها.
كما يسجل هذه الأيام توجه جديد لتعزيز التعاون بين جمعية المتاحف السويسرية والمتاحف الأردنية للاستفادة من الخبرة والمعرفة السويسرية في هذا المجال.
من بين المتاحف السويسرية التي بادرت بالتحرك في هذا المجال، متحف ريترهاوس الموجود في بلدة بوبيكون القريبة من زيورخ. رئيس جمعيته السيد بوركارت آدولف خص سويس إنفو بالحوار التالي:
سويس إنفو: كيف كانت بداية هذا التعاون بين المتاحف السويسرية والمتاحف الأردنية؟
بوركارت أدولف: بدأ هذا التعاون مع الأردن العام الماضي بتنظيم متحف ريتر هاوس روبيكون لمعرض عن الحروب الصليبية، وهو المعرض الذي شمل في قسم منه جناحا عن المعالم الآثرية للبتراء، واستمر حتى شهر نوفمبر.
وفي ربيع هذا العام، زار وفد من إدارة متحف ريترهاوس روبيكون المملكة الأردنية حيث قابلنا عددا من المسؤولين عن المتاحف، وعقدنا لقاءات عبر السفارة السويسرية. اتصلنا بعدها بأولي بيلفالد، وهو عالم جيولوجي سويسري له خبرة طويلة في العمل بالأردن وبالضبط في منطقة البتراء، لمناقشة موضوع معرض سكة حديد الحجاز.
وسينتقل هذا المعرض عن خط سكة حديد الحجاز الى النمسا. لذلك أبدينا اهتماما بإمكانية استضافة المعرض أيضا في متحف بوبيكون بسويسرا. ونحن الآن في انتظار الرد النهائي.
ولكن نحن بصدد إعداد معرض آخر للعام 2008 في متحف ريترهاوس بوبيكون عن حقبة الحروب الصليبية ولكن من زاوية الطوائف والتشكيلات العسكرية التي شاركت في تلك الحروب.
سويس إنفو: كيف تعدون لتنظيم معرض خط سكة حديد الحجاز؟
بوركارت آدولف: يتوفر متحف رترهاوس روبيكون الواقع في قلعة على مرتفع، على قاعة عرض تمتد على مساحة 1000 متر مربع تقريبا. وكانت نيتنا في البداية عرض قاطرة من القاطرات التي شاركت في خط الحجاز لمعرضها في روبيكون، ولكن نظرا للتكلفة الباهظة سنكتفي بمعرض صور عن هذا الخط الحديدي التاريخي.
سويس إنفو: كيف استقبل الجمهور السويسري معرضكم عن البتراء وعن الحروب الصليبية؟
بوركارت أدولف: لقد دام المعرض من مايو الى سبتمبر 2006، واستقطب أكثر من 8000 زائر. وكان للمعرض وقع كبير سواء على الجمهور أو في وسائل الإعلام السويسرية. انتقل بعدها المعرض بدون القسم الخاص بالبتراء الى آلترسهايم في ألمانيا وأحرز على إقبال جماهيري كبير.
سويس إنفو: وما الذي يستهوي الجمهور السويسري في مثل هذه المعارض بالدرجة الأولى؟
بوركارت آدولف: أعتقد أن هناك أمرين يستهويان هذا الجمهور في مثل هذه المعارض، أولا، يتعلق الأمر بالمشرق وبكل ما يشتمل عليه من تاريخ خصوصا في قسمه المرتبط بالحروب الصليبية. والجانب الثاني هو تلك المعالم التاريخية الخاصة بالبتراء المعروفة كثيرا لدينا في سويسرا نظرا لأنها أصبحت وجهة سياحية تستقطب العديد من الزوار.
سويس إنفو: وهل تعتقدون بأن الظروف الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وكل ما تنقله عنها وسائل الإعلام، قد تعلب دورا في هذا الاهتمام بالمنطقة وبماضيها؟
بوركارت آدولف: أعتقد أن لذلك تأثيرا في هذا الاهتمام بالمنطقة. وقد كان من الصعب بالنسبة لنا قبل تنظيم المعرض توقع الطريقة التي سيأتي بها رد فعل الجمهور. ولكن أود أن أقول أن كل ردود الفعل التي توصلنا بها كانت إيجابية.
سويس إنفو: للتحضير لهذه المعارض، قمتم بزيارة الأردن والمتاحف الأردنية. ما هو حكمكم على مستوى تلك المتاحف وهل بالإمكان أن تستفيد من هذا التعاون مع المتاحف السويسرية؟
بوركارت آدولف: قد يصعب علي الإجابة على ذلك، لكن أود أن أقول بأن المتاحف التي زرتها في عمان بالأردن وفي سوريا لا تختلف في معايير بنائها عن المعايير العالمية. لكن المشكلة تكمن في كيفية إبقائها جذابة والحفاظ عليها في أوضاع جيدة.
سويس انفو – محمد شريف – جنيف
يعتبر مقر المتحف أحسن بناية يحتفظ بها قائمة إلى الآن وتعود ملكيتها إلى طائفة “اليوهانيتن” العسكرية.
يعود تاريخ هذه البناية الى عام 1192 لما عاد ديتهيلم فون توغنبورغ من الحملة الصليبية الثالثة واقام هذا البيت المحصن لفرقته العسكرية بالمنطقة.
تم بيع البيت في عام 1789 ليعاد شراؤه من قبل ابناء روبيكون في عام 1936، وليقيموا فيه متحفا ومرافق اجتماعية أخرى تديرها جمعية ريترهاوس روبيكون.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.