مجلس محلي … للأجانب
في خطوة لافتة للانتباه وافق المجلس المحلي لمدينة فينترتور على تشكيل "مجلس محلي مساعد لشؤون الأجانب" يضم اثنين وعشرين عضوا من بينهم سبعة سويسريين.
تعود فكرة هذا المجلس إلى “منتدى الحوار الثقافي” في مدينة فينترتور التي تعد واحدة من كبريات المدن السويسرية الصناعية وتضم عددا كبيرا من الأجانب، بخدف محاولة إدماج الجاليات الانبية في الحياة السياسية السياسية داخل المحيط الذي يعملون ويعيشون فيه.
وقد صادق المجلس المحلي لمدينة فينترتور على الفكرة واعتماد الأسماء التي رشحها منتدى الحوار الثقافي مضيفا لها سبعة أشخاص سويسريين ممثلين عن الغرفة التجارية واتحاد النقابات وممثلين عن الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية إلى جانب عضوة من دائرة الشؤون الاجتماعية وأخرى من إدارة التعليم.
الهدف من تشكيل مثل هذا المجلس مزدوج: فمن ناحية يعمل على ايصال صوت الجالية الأجنبية لمشاكلها ومطالبها بوضوح ومن خلال قناة شرعية رسمية إلى السلطات، ومن ناحية أخرى يشكل هذا المجلس حلقة الوصل بين الحكومة المحلية والجاليات الأجنبية المختلفة، وهو ما يعتبره المختصون في الاندماج نوعا من تحمل المسؤولية، إذ لوحظ أن الكثير من الأجانب يفتقدون إلى معرفة حقوقهم وواجباتهم في المجتمع الذي يعيشون فيه.
وتعكس جنسيات أعضاء المجلس صورة عن تركيبة الأجانب الفسيفسائية في منطقة فينترتور: أربعة إيطاليين وتركيان وعضو من كل من كوسفو وكرواتيا والبوسنة وصربيا وأمريكا اللاتينية والفليبين والصين، بينما غاب عن اللجنة ممثل عن الجالية المقدونية.
تجربة يقتدى بها
رئيس المجلس هانز ياكوب موسيمان، الذي كان عضوا في البرلمان المحلي عن الحزب الاشتراكي، يعتقد أن تشكيل مثل هذا المجلس يعتبر مثالا إيجابيا على اندماج الأجانب في المجتمع واستعدادهم للتواصل معه، كما أن موافقة السلطات على تشكيله وقبول أعضائه بل وتطعيمهم بأعضاء سويسريين ممثلين عن مختلف الدوائر التي يكثر تعامل الأجانب معها يعكس في حد ذاته مدى اهتمام سلطات مدينة فينترتور في تقوية العلاقة بينها وبين مواطنيها من الأجانب.
ويضيف السيد موسيمان في حديثه إلى صحيفة “تاكس أنتسايغر” الواسعة الانتشار أنه يعتقد أن العلاقة بين المجلس المحلي الرسمي ومجلس الأجانب المساعد ستكون متوازنة مشيرا إلى قناعة المجلس بأن دوره استشاري. لكن السيد موسيمان لا يرغب في الوقت نفسه في أن يتم تهميش هذا المجلس واستبعاده من القضايا الهامة التي تعني الجالية الأجنبية في المقام الأول.
وحسب رئيس المجلس المحلي للأجانب فإن الهدف المنطقي الذي من المفترض أن يعقب هذه الخطوة هو مشاركة الجالية الأجنبية في القضايا الداخلية المطروحة للاستفتاء في نطاق الكانتون، وإن كان هذا الهدف بعيد المدى إلا أنه يبقى هدفا يجب العمل على تحقيقه بالصبر والتأني.
على صعيد آخر يعتبر رئيس مجلس مدينة فينترتور السيد مارتين هاس أن مشاركة ممثلين عن القطاعات الهامة في المدينة داخل مجلس الأجانب تفيد في عمل المجلس إذ أنه من المفيد، حسب رأيه، أن يشارك ممثلوا النقابات المهنية وقطاع التعليم في مناقشة القضايا التي يستعرضها المجلس لانه ذلك سيساعد على بلورة آراء الأجانب بشكل عملي وفعال.
ادماج الاجانب
الفرق بين عمل منتدى الحوار الثقافي ومجلس الأجانب المساعد يكمن في أن الأول قد يقتصر دوره على النواحي الثقافية لخلق سور من التواصل بين الأجانب والمجتمع السويسري والعكس، إذ يعمل أيضا على تقديم نماذج ثقافية من البيئات التي نشأ فيها الأجانب قبل قدومهم إلى سويسرا، بينما يسعى المجلس المحلي للأجانب على بلورة القضايا الأساسية التي تمس حياة الأجنبي في عمله أو في تعاملاته مع المدرسة أو الدوائر الرسمية، وفي هذه الحالة لا يتمكن منتدى الحوار الثقافي من التدخل بشكل يفيد الطرفين.
بتشكيل هذا المجلس في هذه المنطقة التي تعج بالأجانب تكون مدينة فينترتور في شمال شرقي سويسرا خطت خطوة هامة في برنامج إدماج الأجانب في المجتمع لتلحق بخطوات أخرى قام بها كانتون نيوشاتيل في غرب سويسرا، ولعل هذا التوجه ينعكس قريبا على الكانتونات الواقعة فيما بينهما.
سويس أنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.