مجموعة سواتش تستثمر في الطاقة البديلة
أطلقت إحدى شركات نيكولا حايك، رئيس مجموعة سواتش السويسرية المعروفة، مشروعا طموحا يهدِف إلى تطوير نوع من الطاقة من الهيدروجين وبطاريات الوقود المتجدّد المحافظ على البيئة.
ويهدف المشروع إلى الوصول في غضون ثلاث أو أربع سنوات إلى تسويق مولِّـدات طاقة صغيرة للاستخدام الفردي، وعمليات إنتاج موسّـعة لبطاريات وقود لاستخدام السيارات. وكانت هذه التكنولوجيا قائمة من قَـبل، لكن التحدّي الحقيقي كان في تحويلها إلى مشروع صناعي، وبأقـلّ تكلفة ممكنة.
بهذا المشروع يطلق رجل الأعمال نيكولا حايك، الذي يناهز عمره 80 سنة، من دون أن يفكـّر يوما في الركون إلى الراحة، تحدِّيا جديدا يتمثّـل في إنشاء مشروع بالاشتراك مع “مجموعة E” الجديدة (وهي شركة نشأت نتيجة عملية دمج بين شركات الكهرباء بفريبورغ وشركة الكهرباء بنوشاتيل) المتخصِّـصة في أنظمة الطاقة البديلة.
وقد ذاع الخبَـر منذ عدّة أيام، لكنه تأكّـد رسميا مع الإعلان يوم الأربعاء 29 أغسطس عن إنشاء شركة قابضة في غضون شهرين، ولم يُـكشَـف بعد عن اسمها أو مقرها.
مشروع طموح
من المنتظر أن يشمل هذا المشروع، بالإضافة إلى تصنيع بطاريات الوقود الذي تهتم به عادة “مجموعة E”، قطاع السيارات، وهو الميدان المفضّل لنيكولا حايك. وستعمل مجموعة سواتش و”مجموعة E” في إنجاز هذا المشروع، بدعم من مصرف دولي كبير، ومن المعهدين الفدراليين للعلوم التقنية، ومعهد حايك للعلوم الهندسية.
وقد أعلن مصرف كانتون فريبورغ عزمَـه على استثمار مليون فرنك في هذا المشروع الذي تتمثل طرافته في تطوير مصادر للطاقة النظيفة والمتجددة. وسيتركّـز اهتمام الشركة المُـزمع إنشاؤها على تقنية الهيدروجين وبطارية الوقود، وهذه الأخيرة ليست مصدرا للطاقة، بل ناقلا لها.
الحدّ من التكلفة
البطارية خلية يُـصنّع فيها الكهرباء بفضل تحميض مسرى الوقود المستنفذ (الهيدروجين)، تنضاف إليه مادة مؤكسدة كمادة الأوكسجين في الهواء، لكن تظل المشكلة في ارتفاع ثمن البطاريات. ويتمثل الحل في إيجاد سبيل للحدّ من كمية المعادن مرتفعة الثمن، المستخدمة عادة في صناعة البطاريات، والنجاح في صناعتها من مادة الهيدروجين البخسة، وتحسين تقنيات تخزين الوقود.
بالتأكيد، فمجموعة سواتش ومجموعةE ليستا أول من فكّـر في هذه التقنية التي تعود بدايتها في الحقيقة إلى أكثر من 150 سنة. لكن المحاولة هذه المرة أكثر جدية، وهي مدعومة بتجربة نموذجية ناجحة في فريبورغ، يُـشرف عليها أحد شريكي هذا المشروع الجديد مع شركة “ميشلان”، ومن خلالها تصنع الطاقة التي تستخدمها “السيارة التي تعمل ببُـخار الماء”.
وقد قطعت هذه التجربة أشواطا متقدِّمة من النجاح، إذ تبلغ سرعة هذه السيارة 130 كلم في الساعة، وبإمكانها تخزين الطاقة الضرورية لمسافة 400 كلم. ويقع توليد هذه الطاقة الهيدروجينية بواسطة لوحات لتخزين الطاقة الشمسية. وتولي شركات صناعة السيارات أو البعض منها على الأقل، اهتماما بالغا بهذه التقنية التي ترى فيها بديلا للنفط.
وسيُـشرف على مجلس الإدارة السيد نيكولا حايك والسيد فيليب فيردي، رئيس مجموعة E. أما فريق تطوير المشروع، فيتكوّن من 15 موظفا من المجموعتين. وقد يصل عدد الموظفين لاحقا إلى عشرات الموظفين، على حد قول فيليب فيردي. ولتنسيق الجهود، سيتم إنشاء مركز عِـلمي خاص بالدراسات الهيدروجينية.
“سمارت”، مشروع حايك الذي لم يكتمل
تطمح المجموعتان، مجموعة سواتش ومجموعة E إلى أن تجعل من سويسرا بلدا رائدا على المستوى العالمي في مجال إنتاج الطاقة المتجددة. ولئن كانت عملية التصنيع لم تبدأ بعد، فإن رئيس مجموعة سواتش يبدو واثقا من نجاح الشراكة مع شركات تصنيع السيارات، وإن لم تبادر إلى حد الآن أي شركة بإمضاء عقد.
وكخطوة أولى، تقرّر استثمار ما بين 20 إلى 30 مليون فرنك عند الانطلاق، ممّـا يسمح لهذه الشركة الفتية بالدّخول إلى أسواق المال وإنشاء شركات صغرى متخصِّـصة في مجال صناعة السيارات لاحقا.
ويعيد هذا المشروع إلى الأذهان محاولة نيكولا حايك في التسعينات، إلى جانب مجموعة ديملر كريسلر، صناعة سيارة هجينة صغيرة، لكن حصل خلاف بين المجموعتين، فانفردت في الأخير الشركة الألمانية بالاستثمار الصناعي للمشروع.
ومن المتوقّـع أن تظهر النتائج الأولى للمشروع الحالي في الفترة الممتدة ما بين 2010 و2012، بحسب فيليب فيردي. وستحتفظ شركة سواتش ومجموعة حايك للعلوم الهندسية بنسبة 51% من رأسمال الشركة الجديدة.
سويس انفو مع الوكالات
وجدت تقنية بطارية الوقود منذ عشرات السنين. ومع نهاية الخمسينات تم تصنيع جرّار يستخدم هذا النوع من الطاقة.
ويسمح هذا النوع من التقنية بإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال الدمج بين الهيدروجين والأوكسجين، ويحافظ المحرك المزود بهذا النوع من البطاريات على البيئة، لأنه لا يفرز سوى بخار الماء.
وتظل المشكلة الأساسية في إنتاج الهيدروجين وتخزينه، برغم أن هذه المادة موجودة بكثافة ولابد من كميات كبيرة من الطاقة للفصل بينه وبين الأوكسجين.
حاليا، تنتج النسبة الغالبة من الهيدروجين عن طريق احتراق النفط والفحم والغاز. وتضاعفت البحوث منذ عشرين عاما، وطوّرت العديد من شركات تصنيع السيارات نماذج تقنية تعمل بواسطة هذه التقنية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.