محادثات السلام أم محادثات الكلام؟
استجابة للدعوة التي طرحها الرئيس بوش بشكل غامض في شهر يوليو الماضي لعقد محادثات دولية حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تستعد وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لرئاسة شكل من أشكال المحادثات الدولية في الفترة القادمة، لكن الإجتماع المرتقب لا يرقى إلى مستوى جدية مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط الذي عقد قبل خمسة عشر عاما.
ولمناقشة ما الذي يمكن أن يسفر عنه ذلك اللقاء، نظم “مركز الحوار العربي” في واشنطن مؤخرا ندوة شارك فيها كل من الدكتور حسن براري، كبير الخبراء بالمعهد الأمريكي للسلام، والدكتور فوزي الأسمر الصحفي الفلسطيني الأمريكي الذي شارك في كثير من نشاطات الحوار من أجل التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمتخصص في تحليل الصحافة العبرية.
في البداية أوضح الدكتور حسن براري أن وصف المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس بوش باللقاء يوضح الرغبة الأمريكية في خفض سقف التوقعات إزاء ما يمكن أن يسفر عنه خاصة وأنه لا يرتبط بجهد رئاسي ينخرط فيه الرئيس بوش بنفسه وإنما طلب من وزيرة خارجيته أن ترأس اللقاء مما يشجع إسرائيل أساسا على عدم أخذه مأخذ الجد.
وأكد الدكتور حسن براري أن أهم الشروط الضرورية لنجاح مثل ذلك التجمع الدولي من أجل عملية سلام ميتة بالفعل هو وجوب تدخل طرف دولي آخر غير الأطراف التقليدية للأسباب التالية:
أولا: الجانب العربي توصل إلى نتيجة مفادها أنه لابد للعرب من التقدم بمبادرة تخاطب الشارع الإسرائيلي لعلها تقلب التوازنات السياسية داخل المجتمع الإسرائيلي بحيث توفر لإسرائيل الأمن الذي تبحث عنه مقابل تنازل إسرائيل عن الأراضي العربية التي احتلتها في حرب عام 1967 في إطار صفقة سلام شاملة تنطوي على حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون. ولكن هذه المبادرة العربية لم تخلق تلك الديناميكية المرغوبة داخل إسرائيل باتجاه السلام. ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو أن الجانب العربي لم يتمكن من تسويق المبادرة بشكل صحيح وسط خلافات عربية شديدة إزاء ماهية الأسلوب الأمثل وانحصر الجهد العربي في تسويقها من خلال مصر والأردن الداخلتين في معاهدات سلام بالفعل مع إسرائيل، مما حرم المبادرة من أن يكون لها مذاق خاص في الشارع الإسرائيلي.
ثانيا : الجانب الأمريكي وقد أصبح منذ تولي الرئيس بوش الرئاسة جزءا كبيرا من المشكلة بدلا من أن يكون جزءا مشاركا في الحل فحتى دعوة بوش لعقد ذلك اللقاء لا تخرج عن حدود رغبته في شن حملة علاقات عامة لتبدو الولايات المتحدة وكأنها مهتمة بحل الصراع في الشرق الأوسط بحيث تضمن المزيد من التعاون من الدول العربية التي تراها واشنطن دول الاعتدال العربي. ومشكلة الجانب الأمريكي أنه عندما يدخل في محادثات مع العرب حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فإنه يتخذ مواقف أقرب ما تكون إلى مواقف اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة. وهناك مشكلة أخرى تضعف من جدية الجانب الأمريكي ومصداقيته لدى الشعوب العربية، وهو التورط الأمريكي المستمر في حرب العراق وأفغانستان والمواجهة المتصاعدة مع إيران والتي تحاول الولايات المتحدة استخدام الدول العربية في مقاربة أمنية جديدة بتعريف إيران كما لو كانت الخطر الأساسي في المنطقة. وفي نفس الوقت فإن الجانب الأمريكي مصر على استبعاد سوريا وهو موقف لا يتسق مع أي رغبة حقيقية في التوصل إلى سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط. كما أن الولايات المتحدة ستكون منشغلة تماما في العام القادم بحملة انتخابات الرئاسة الأمريكية وسيكون عاما ضائعا آخر في عمر عملية السلام.
ثالثا: الجانب الإسرائيلي: لا يمكن توقع التوصل إلى سلام في المنطقة دون أن تكون إسرائيل مستعدة للسلام مع جيرانها وطالما لم يحدث التغير المطلوب في توجه إسرائيل نحو السلام فلن يمكن إحراز تقدم في أي محادثات سلام ومما يزيد الموقف تعقيدا أن الولايات المتحدة تتصرف في وساطاتها من منطلق أن إسرائيل ترغب بالفعل في التوصل إلى سلام مع العرب وإذا أضفنا إلى التحليل ضعف بوش الشديد حاليا وانحدار شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولميرت خاصة بعد إخفاقه في الحرب التي شنها على لبنان قبل عام والتي سيتزامن صدور تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية فيها مع موعد انعقاد محادثات السلام في واشنطن فسيصبح أولميرت عاجزا تماما عن التحرك في مسارات التفاوض إذا حملته لجنة التحقيق في تقريرها القادم مسئولية الفشل في حرب لبنان. بل سيعني ذلك إجراء انتخابات مبكرة في الربيع القادم وقد بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي باراك في عقد تحالفات جديدة بين حزبي العمل وكاديما تحسبا لاستبعاد أولميرت ويلتقي حتى مع ناتانياهو للاتفاق على تحديد موعد لانتخابات مبكرة وبالتالي فإن أولميرت سيستخدم لقاء السلام لتقوية مركزه الضعيف داخل إسرائيل وليس لإحراز تقدم رئيسي في عملية السلام الميتة بالفعل.
رابعا: الجانب الفلسطيني: انتفاضة الأقصى بعثت برسالةإلى المجتمع الإسرائيلي مفادها أنه ليس هناك شريك فلسطيني في أي عملية سلام مع إسرائيل، والذي غرس تلك المقولة في العقل الإسرائيلي وفي العقل الدولي هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك فقد إدعى أنه قدم للفلسطينيين في كامب ديفيد ما لم يقدمه أي مفاوض إسرائيلي من قبل وأن ردهم على عرضه السخي كان انتفاضة الأقصى وساعد الفلسطينيون بصمتهم لشهور على الترويج لاعترافهم بتلك الاتهامات.
وعندما فازت حركة حماس بالانتخابات الفلسطينية وشكلت حكومة ترفض الاعتراف بشروط اللجنة الرباعية وهي الاعتراف بالاتفاقات السابقة المبرمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، ونبذ العنف والدخول في مفاوضات للتوصل إلى حل على أساس مبدأ الدولتين، أدى ذلك إلى ضغوط أمريكية وإسرائيلية وإلى استبعاد حماس من الجهود الدولية للسلام ثم حدث ما حدث في غزة وأصبح الانقسام الفلسطيني عقبة جديدة على طريق إمكان التوصل إلى تسوية أو حتى إحراز تقدم من خلال محادثات السلام الدولية التي دعا إليها الرئيس بوش. وكلما أشاد بوش وأولميرت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس كلما تناقص الإحساس الفلسطيني بشرعيته ومصداقيته.
شروط إسرائيل المسبقة
أما الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني الأمريكي الدكتور فوزي الأسمر فأعرب عن اعتقاده بأن هذا المؤتمر سيكون فاشلا لأسباب كثيرة في مقدمتها أن الثلاثي المعني بهذا المؤتمر فاشل سياسيا وشعبيا. جورج بوش والذي وصلت شعبيته، حسب آخر الإستطلاعات للرأي العام، إلى ما دون الثلاثين بالمائة. وإيهود أولمرت، والذي وصلت شعبيته إلى ثلاثة بالمائة كما انهارت شعبية الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهناك أسباب كثيرة أخرى، في مقدمتها الموقف الإسرائيلي المتغطرس، والمدعوم أمريكيا، وهناك التهافت العربي الرسمي على إسرائيل وأمريكا، وهناك الإستغلال الإسرائيلي لهذا الوضع.
ويرى الدكتور فوزي الأسمر أن إسرائيل تدخل المؤتمر وهي تحمل شروطا مسبقة، في حين تطالب تل أبيب واشنطن أن يدخله العرب بدون شروط مسبقة.
الشرط الأول: أن إسرائيل ترفض فكرة “المفاوضات” الملزمة وتريد أن تجري “مباحثات” غير ملزمة بحيث يستمر الصراع على العناصر الثانوية دون الدخول في المواضيع الأساسية.
الشرط الثاني: هومواصلة الإحتلال، فالإحتلال شرط مسبق مفروض على العرب، يدعمه رفض إسرائيلي واضح بالتنازل عنه كليا، وأمريكا لا ترى غبنا في ذلك، كون أنه يتماشى مع إستراتيجيتها للمنطقة.
الشرط الإسرائيلي / الأمريكي الثالث: وهو أن الوفد الفلسطيني إلى المؤتمر يجب أن لا يتضمن أي مشارك رسمي عن حركة “حماس”. وهذا يعني أن الوفد الفلسطيني المشارك سيكون غير مخّول رسميا وشعبيا، بالموافقة على أي مشروع يطرح. إضافة إلى أن ذلك سيكون بمثابة طعنة في صميم الديمقراطية الفلسطينية.
الشرط الرابع: رفض إسرائيل لكل مشروع عربي، وغير عربي لحل النزاع حلا عادلا أو حتى شبه عادل، بمافي ذلك المبادرة العربية، إلا إذا وافق العرب على إدخال تعديلات عليها تتماشى وأفكارها.
الشرط الخامس: رفض إسرائيل المسبق لمناقشة المواضيع التي تعتبرها حساسة ، وتفسيرها الفلسطيني: الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أو الوصول إلى سلام بدون حلها، وفي مقدمتها حق العودة والقدس والحدود والمستعمرات ومطالبة بالتنازل عن المقاومة.
ويضيف الدكتور فوزي الأسمر عنصرين آخرين لن يسمحا بنجاح لقاء السلام الدولي: ثقافة المقاومة وموضوع العراق ويقول: “إن أشد ما يقلق إسرائيل، والولايات المتحدة وبعض الأنظمة العربية هو إنتصار ثقافة المقاومة، والتي تجلت في المقاومة الفلسطينية التي بدأت بقذف جنود الإحتلال بالحجارة، ووصلت إلى قصف مواقعهم ومدنهم ومستعمراتهم بالصواريخ، مهما سميت بالبدائية . ولكن تكريس ثقافة المقاومة، جاء، وبشكل واضح وعنيف، عندما إستطاعت المقاومة اللبنانية إلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي “الجبار” في حرب الصيف الماضي فقد إستعمل الطرف الإسرائيلي كل أسلحته الخفيفة والثقيلة، بإستثناء السلاح النووي، وحصل على دعم سياسي من جانب أمريكا وبريطانيا، وخاض حربا كانت أطول حرب يخوضها ضد العرب، ومع ذلك فشل في كسر شوكة المقاومة. ونتيجة هذه الإنتصارات للمقاومة، سقط عامل مهم جدا بالنسبة لآعداء الشعب العربي، وهو عامل ” ثقافة الهزيمة ” ، هذا العامل التي بنت عليه إسرائيل كل تحركاتها في الماضي، واستطاعت التغلغل من خلاله إلى النفوس العربية، والسيطرة عليها ، وحاولت فرض واقع جديد يرضخ لمطالبها. واليوم تحاول إسرائيل، وأمريكا وبعض الأنظمة العربية، كل لمصلحته وتفكيره الخاص ، إعادة هذه الثقافة إلى حيز الوجود.
إلا أنه يبدو من الصعوبة بمكان تحقيق ذلك ، والجيش الأمريكي غاطس في المستنقع العراقي، والجيش الإسرائيلي ، يفكر مرات ومرات قبل تكرار الحرب على لبنان ، لأنه إذا لحقت به خسارة فسيكون لها أبعاد على أسس الدولة العبرية ، كون أن إسرائيل تختلف عن بقية الدول ، فكل دولة لها جيش إلا إسرائيل فهو جيش له دولة ، وكسر عنفوان الجيش قد يؤدي إلى إنهيار كامل”، على حد تعبيره.
تفسير السخاء الأمريكي
ويعتقد الدكتور الأسمر بأنه لا يمكن إعتبار “السخاء” الأمريكي الأخير، أي تقديم المعونات المالية، والموافقة على بيع الأسلحة الحديثة ببلايين الدولارات، بأنه عمل من أجل “نوايا واشنطن الحسنة بل يفسر ذلك بأنها تريد أن تحصل على موافقة عربية لحضور مؤتمرها الدولي، والحصول أيضا على دعم عربي وصريح في محاولاتها الخروج من وحول العراق ،ويرى أن إدارة بوش تفتش عن طريقة تأكل فيها الكعكة وتحتفظ بها في نفس الوقت، أي سحب قواتها من العراق مع عدم إراقة ماء الوجه ، وإبقاء السيطرة عليه ، كموقع إستراتيجي، وثروة إستراتيجية .
ولكي تستطيع تحقيق ذلك فلا بُد من إيجاد دعم عربي. ولهذا إنطلقت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس إلى منطقة الشرق الآوسط، محملين بالمال والتعهدات بحل القضية الفلسطينية، مستغلين وصول وفد الجامعة العربية إلى إسرائيل، في محاولة لإقناعها بقبول المبادرة العربية، وهي محاولة باءت بالفشل لكون إسرائيل غيرمعنية بمثل هذه الحلول وخلص الكاتب والمحلل الفلسطيني في ندوة مركز الحوار إلى أن أي محاولة لتقييم هذا “السخاء” الأمريكي ستجد أنه يصب في مصلحة أمريكا فثلاثون مليار دولار تقدمها لإسرائيل لدعمها عسكريا لمدة عشر سنوات. و 20 مليار دولار قيمة صفقات أسلحة لدول عربية، لإشباع الرغبات، وليس لأن هناك خطر حقيقي يهدد هذه الدول العربية. و 13 مليار دولار لمصر من أجل أن تستمر في مواقفها المتماشية وسياسة واشنطن في المنطقة، وأخيرا 80 مليون دولار، ليس لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، بل من أجل دعم قوات محمود عباس، لكي تحافظ على بقاء نظامه، ومحاربة “حماس “. ومخططات واشنطن في منطقة الشرق الآوسط، تحتاج إلى دعم عربي خصوصا في ما يتعلق بالعراق، فهي تأمل في أن تقوم أغلبية الدول العربية، أو بعضها على الأقل بالإعتراف ومساندة حكومة نوري المالكي التي تحتضنها واشنطن وبشكل علني . وهي بحاجة إلى سند عربي في حالة إتخذت إدارة بوش قرارا بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، والأكثر من ذلك فهي تريد مساعدة لسحب قواتها من بلاد الرافدين، دون أن تخسر السيطرة عليها ولهذا دعا بوش إلى عقد لقاء السلام الدولي، فالدولة الفلسطينية هي الجزرة التي تقدمها واشنطن للعرب.
وخلص الدكتور الأسمر إلى أن هذا المؤتمر لا يرتفع إلى طموحات وإرادة الشعوب العربية، ولا يعيد إلى الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة، وبالتالي لن يحقق السلام المنشود في منطقة الشرق الآوسط . والموقف الإسرائيلي لن يكتب له النجاح طالما أن الشعب الفلسطيني موجود ويقاتل من أجل حقوقه ومستقبله بل ومن أجل وجوده أيضا .
لكي لا يتحول السلام إلى كلام
وردا على سؤال لسويس إنفو عما يتعين على الأطراف العربية عمله لكي لا تتحول محادثات السلام الدولية في الخريف القادم إلى مجرد محادثات للكلام قال الدكتور حسن براري كبير الباحثين بالمعهد الأمريكي للسلام: “بعد أن طرح العرب مبادرتهم في قمة بيروت أعادوا طرحها في قمة الرياض الأخيرة في مارس الماضي ، وبالتالي فإذا كانت الأنظمة العربية قد قبلت حل قيام دولتين على أرض فلسطين التاريخية ، فإنه سيتعين عليها إقناع الفلسطينيين بحل عادل لمشكلة اللاجئين و ليس بالضرورة عودتهم بشكل كامل إلى ديارهم داخل إسرائيل لأن عودة ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني تعني بالنسبة لإسرائيل نهاية الدولة اليهودية وهو مطلب لا يمكن لأي مفاوض إسرائيلي أن يقبل به، ولكي لا يتحول مؤتمر السلام إلى مؤتمر للكلام يتعين بذل جهود عربية حثيثة للاشتباك مع الرأي العام الإسرائيلي و للترويج للمبادرة العربية وحشد تأييد الشارع الإسرائيلي لها كفرصة تاريخية في التوصل إلى سلام مع كل الدول العربية مقابل الأراضي المحتلة ، ورغم ارتكاب الإسرائيليين لكافة أنواع المجازر ضد الفلسطينيين فإن على الفلسطينيين أن يتبنوا مفهوما جديدا لثقافة المقاومة بعيدا عن إطلاق الصواريخ العشوائية على المدنيين الإسرائيليين، وبعيدا عن التفجيرات الانتحارية، وهو مفهوم استخدام أدوات السلام في المقاومة بعد أن أثبتت تجارب الماضي أن المقاومة المسلحة غير المتكافئة لا تخدم الشعب الفلسطيني. فمفاوضات أوسلو أعادت للفلسطينيين جزءا من أرضهم وبدأوا في إقامة مؤسسات دولتهم عليها بينما أدت انتفاضة الأقصى إلى إعادة احتلال جانب كبير من تلك الأراضي. كما يجب على العرب إذا أمكن للقاء السلام القادم أن يكون جديا تنسيق مواقفهم سواء من حماس أو من القضايا الإقليمية مثل العراق بحيث لا يحدث انفراد بكل دولة عربية على حدة وإنما التحرك من منطلق موقف عربي موحد له ثوابته المتفق عليها.”
أما الدكتور فوزي الأسمر فرد على سؤال سويس إنفو بقوله: “على العرب إدراك أنهم هم وحدهم الذين يطرحون المبادرات وإسرائيل منذ قيامها لم تتقدم بمشروع سلام واحد يدعو إلى السلام المستند إلى حل عادل للقضية الفلسطينية بل حاولت إسرائيل على الدوام إنهاء القضية الفلسطينية بدون منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة ولذلك فحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ليس مشكلة استيعاب الملايين منهم وإنما لا يستطيع الإسرائيليون الاعتراف بحق العودة لأنه يدين إسرائيل ويشكل إقرارا إسرائيليا بأن الأرض فلسطينية، ولعل أول تصريح لأولميرت عقب قيام وزيري الخارجية المصري والأردني بشرح المبادرة العربية في القدس يدل على مستقبل غير مبشر بالخير لمحادثات السلام القادمة فقد قال إن إسرائيل لن تقبل بالمبادرة العربية كما هي، وفي المقابل يجب أن يدخل العرب تلك المحادثات بالإصرار على رفض حق إسرائيل في فرض الشروط المسبقة إذا أرادت التوصل إلى حل. ويتعين على العرب الدخول في المحادثات وكلهم إيمان بأنهم تخطوا ثقافة الهزيمة انطلاقا من عدم قدرة إسرائيل رغم ترسانتها المدججة بكافة أنواع الأسلحة المتقدمة على كسر الإرادة العربية في حل عادل وشامل يوفر الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومن حقيقة أن قدرة إسرائيل على البقاء مرهونة بدخولها في سلام مع العرب واعترافهم بحقها في الوجود وأن تعيش في سلام وأمن”، حسب قوله.
محمد ماضي – واشنطن
الامم المتحدة (رويترز) – قال مسؤول بالامم المتحدة يوم الخميس 16 أغسطس 2007 ان الامين العام للمنظمة الدولية بان جي مون يعتزم الدعوة لعقد اجتماع بشأن مستقبل العراق اضافة لعقد جلسة لاعضاء اللجنة الرباعية التي تقوم بالوساطة في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وهذان الاجتماعان تقرر مبدئيا عقدهما في مطلع الاسبوع يومي 22 و23 سبتمبر ايلول قبل يوم واحد من انعقاد قمة خاصة بالبيئة وقبل يومين من افتتاح الاجتماعات السنوية للدورة الثانية والستين للجمعية العامة التي يتحدث امامها ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء خارجية.
وفيما يتعلق بالعراق تحدث بان هاتفيا الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يعتزم المشاركة في جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته ان الاجتماع سيناقش الميثاق الدولي بشأن العراق وهي مبادرة ترعاها الامم المتحدة لتقديم مساعدات خاصة باعادة الاعمار في مقابل اجراء اصلاحات ديمقراطية ودور مستقبلي للامم المتحدة في البلاد.
كان الرئيس الامريكي جورج بوش قد اعلن انه سيعقد مؤتمرا بشأن السلام في الشرق الاوسط في وقت لاحق من العام ولكنه لم يحدد موعدا.
كان بان قد عقد مؤتمرا قبل عدة اشهر في شرم الشيخ بمصر لجمع الاموال وخاصة من المشاركين في التحالف الذي تقوده واشنطن وحث دائنين مثل السعودية على اعفاء العراق من ديون تقدر بمليارات الدولارات.
والتقى الامين العام بوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بمقر الامم المتحدة يوم الخميس.
ويعتمد الميثاق الدولي الذي نظمته الامم المتحدة مع العراق على الوفاء بشروط وتحقيق اهداف تتضمن اصلاحات تهدف الى منح الاقلية السنية بالعراق دورا اكبر الى جانب الاغلبية الشيعية.
ومن المتوقع ايضا ان يناقش المؤتمر الخاص بالعراق تكليف مجلس الامن حديثا للمنظمة الدولية بتوسيع دورها السياسي بما في ذلك تشجيع المصالحة بين طوائفه المتنافسة والحوار مع دول الجوار.
ونفى مسؤولون امريكيون وبريطانيون ان يكون هدفهم هو تحويل مشاكل العراق السياسية الى الامم المتحدة ليسحبوا قواتهم يعد ذلك. ولكنهم يرغبون في ان تضطلع الامم المتحدة بدور في احلال السلام وخاصة في تأمين المساعدة من دول الجوار.
وسيشارك بعض من هؤلاء الزعماء انفسهم في اجتماع اللجنة الرباعية المتوقع في 23 سيتمبر ايلول. وتضم اللجنة التي عقدت اخر اجتماع لها في لشبونة في يوليو تموز الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق بوصفه المبعوث الجديد لها.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 16 أغسطس 2007)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.