محمود عباس:”نرحب بالدور الذي تلعبه سويسرا”
بعد اللقاء الذي جمعه برئيسة الكنفدرالية ميشلين كالمي ري على هامش المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس، عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن "ترحيبه بالدور الذي تلعبه سويسرا".
ومع أن اللقاء دار في معظمه حول دور سويسرا في مجال المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني (تناهز 23 مليون فرنك)، فإن الرئيس عباس لم يستبعد، في تصريح لسويس إنفو، أن تقوم سويسرا “بدور آخر بعد انطلاق المحادثات مع الإسرائيليين والأمريكيين”.
في أول مشاركة له في أشغال المنتدى الإقتصادي العالمي في منتجع دافوس على خطى الزعيم الراحل ياسر عرفات، سعيا لتحريك مسار المفاوضات المتجمد، عرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لليوم الثاني برنامجا مكثفا من اللقاءات أجرى بعضها مع أطراف الصراع (مثل اللقاء الذي جمعه بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني)، وبعضها الآخر مع عدد من قادة ومسؤولي دول العالم الحاضرين في دافوس.
اللقاء الذي جمعه لأكثر من نصف ساعة بعد ظهر الجمعة 26 يناير، برئيسة الكنفدرالية السويسرية ميشلين كالمي- ري تعدى مجرد لقاء مجاملة، حيث صرح الرئيس الفلسطيني لسويس إنفو إثر اللقاء بأن “سويسرا التي لها تعاون وثيق معنا، وتقدم كثيرا من الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني، بإمكانها كدولة محايدة، أن تقوم بأدوار أخرى”.
لا طلب محدد في الوقت الحالي
وفي رد على تساؤل سويس إنفو عما إذا كان الرئيس الفلسطيني قد تقدم بطلب خاص في هذا الإطار، أجاب محمود عباس: “لا. لأننا ننتظر حتى نبدأ الحوار بيننا وبين الإسرائيليين والأمريكيين، ثم بعد ذلك نرى”.
جدير بالذكر أن اللجنة الرباعية (تضم كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) التي وضعت خارطة الطريق المفترض أنها تحدد مسار العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سوف تجتمع في الثاني فبراير القادم من أجل محاولة تحريك العملية السلمية من جديد في الشرق الأوسط.
متفائلون لأن الأمور أصبحت ناضجة
عن هذا اللقاء الذي سيتم يوم 2 فبراير المقبل في واشنطن، صرح الرئيس الفلسطيني بأنه “متفائل بالتأكيد لأن الأمور أصبحت ناضجة وأن الأطراف كلها ستصل الى نتائج إن شاء الله”.
هذا التفاؤل شاطره العاهل الأردني في مداخلته أمام المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس يوم الجمعة 26 يناير بقوله “بعد حوالي 70 عاما من الصراع العربي الإسرائيلي، وبعد 40 عاما من احتلال الأرض الفلسطينية، هناك اهتمام دولي من جديد، وإرادة قوية لإنهاء هذا الصراع الطويل والمدمر”.
وكان مساعد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للشؤون السياسية، إبراهيم جمبري فقد صرح أمام مجلس الأمن الدولي بخصوص منطقة الشرق الأوسط بأن “لا أحد منا يمكنه تقبل عام آخر مثل العام الماضي في لبنان والشرق الأوسط”.
مطالب بزيادة الدعم الإنساني
إذا كانت المطالب السياسية غير واضحة في الوقت الحالي، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من رئيسة الكنفدرالية أن “تعيد سويسرا النظر في رفع مستوى مساهمتها في المجال الإنساني ولتنمية وتطوير قطاعات مثل التعليم والصحة وبالأخص تأمين الحد الأدنى من الرعاية الصحية وقضية التزود بالأدوية” مثلما صرح بذلك لسويس إنفو فالتر فوست، رئيس الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، الذي كان حاضرا في اللقاء.
وكانت سويسرا خصصت في ميزانية العام الجاري 23 مليون فرنك لتمويل مشاريع المساعدة الإنسانية في أراضي السلطة الفلسطينية.
من جهة أخرى، أثار الجانب السويسري – حسب تصريحات السيد فوست – “ضرورة استثمار المواطنين الفلسطينيين الميسورين لأموالهم في أرضهم وليس تصديرها الى قبرص وإلى أماكن أخرى، لأن ذلك يمثل مشكلة نظرا لنقص ثقة الناس في مستقبل فلسطين”.
وعما إذا كانت برن تسير في اتجاه دعم الرئيس الفلسطيني على غرار غالبية بلدان العالم في تجاهل واضح لنتائج الانتخابات الفلسطينية التي أوصلت حركة حماس إلى السلطة، أوضح السيد فالتر فوست بأن “هذا سؤال نناقشه على مستوى وزارة الخارجية. فقد زار كاتب الدولة للخارجية ميكائيل امبهول المنطقة مؤخرا. وسيقوم بدون شك بتحليل هذه الوضعية من أجل بلورة الموقف السويسري في تنسيق مع وزيرة الخارجية”.
سويس إنفو – محمد شريف – دافوس
كان حجم المساعدات التي قدمتها سويسرا للاراضي الفلسطينية في عام 1998 في حدود 8 مليون فرنك سويسري.
وفي عام 2003 ارتفع حجم المساعدات السويسرية الى 17 مليون فرنك من ضمنها 10 ملايين لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا.
بلغت قيمة هذه المساعدات في ميزانية العام الجاري 23 مليون فرنك.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.