مخترع سوري يبتكر طريقة للتقليل من مضار الهاتف النقال
اختتم معرض الاختراعات الدولي في جنيف دورته التاسعة والعشرين يوم الأحد بمشاركة سبع مائة وخمسة وعشرين مخترعا قدموا من أربعين بلدا، من بينها سوريا التي مثلها السيد عبد الحليم الرباط، الذي عرض طريقة جديدة لتجنيب مستعملي الهاتف النقال مضار الأشعة المنبعثة منه.
معرض الاختراعات الدولي في جنيف يعتبر واجهة البحث والاختراعات في العالم. وقد جمع هذه السنة طوال خمسة أيام أكثر من سبع مائة مخترع من مختلف القارات، لعرض مبتكراتهم التي تراوحت ما بين المنقذ لحياة البشر في حالات الخطر، إلى الطريف والمساعد على تسهيل واجبات الحياة اليومية.
من بين الابتكارات التي جلبت اهتمام الجمهور، نشير الى اختراع السويسري فانسون بيروزينو المتمثل في جهاز نقال لا يتجاوز حجم الساعة اليدوية، بإمكانه أن يرسل إلى محطة مراقبة، العديد من المعطيات الخاصة بمالكة: كتردد نبض القلب، ودرجة حرارة الجسم، أو عند مواجهة حوادث خطيرة كالحريق أو التعرض لصدمة كما يستطيع هذا الجهاز أن يشعر فرق الإنقاذ بالمكان الذي يوجد فيه الشخص في حال تعرضه إلى حالة إغماء.
هذا الاختراع يعتبر ثوريا بالنسبة للعديد من الأشخاص وبالأخص بالنسبة لمتعاطي الرياضات الخطيرة كالتزحلق على الثلج. وقد أصاب صاحبه في تسميته “المنقذ الإلكتروني”.
المخترع شو هوي شينغ من تايوان، فضل الاهتمام بمشاكل المواطن العادي فاخترع وسيلة تجنب انبعاث الروائح الكريهة من الأحذية بحيث زود أحذيته بمضخات هوائية تشتغل عن طريق الضغط على القدمين لتمرير الهواء عبر أنابيب داخل الحذاء أثناء السير. هذه الطريقة تسمح بتهوية الحذاء وتجنيب الرطوبة التي تتسبب في الروائح الكريهة داخل الحذاء.
من المخترعين العرب القلائل هذه السنة في معرض الاختراعات بجنيف، الفني السوري السيد عبد الحليم الرباط الذي سهر على تطوير طريقة لتجنب خطر الموجات الكهراطيسية الصادرة عن الهاتف الميكروي النقالGSM .
هذا الاختراع المسجل في سوريا، يتمثل في أنبوب بلاستيكي مرن مرتبط بالهاتف النقال ويسمح بنقل الصوت إلى أذن المستعمل عن طريق الهواء المضغوط. الفائدة من وراء هذا الاختراع أنه يسمح بإبعاد الجهاز عن منطقة الدماغ الحساسة بحوالي خمسين سنتمترا على الأقل لتقليل كثافة الأشعة التي قد تؤثر على الدماغ.
من جهة ثانية لا يسمح نقل الصوت عبر الهواء المضغوط بانتقال الموجات الكهرمغناطيسية إلى داخل الأذن خلافا لما يتم عند استعمال الوصلات السلكية التي ترافق عادة الهواتف النقالة، والتي يرى السيد الرباط أنها تعمل على تكثيف وزيادة قوة هذه الموجات داخل الأذن.
اختراع السيد عبد الحليم الرباط يأتي في وقت يشتد فيه الجدل في مختلف بلدان العالم عن مدى تأثير الموجات الكهرمغناطيسية المنبعثة من الهواتف النقالة على الصحة، وعن صحة المعلومات التي تشير الى امكانية الاصابة بأورام في الدماغ جراء استعمالها.
فالمؤسسات المختصة مثل منظمة الصحة العالمية لازالت تحتمي وراء دراسات طور الإنجاز مكتفية بالاشارة الى أن المعطيات الحالية “لا تسمح بالقول بأن هناك خطرا ولكن لا يمكن الجزم بأن ليس هناك خطرا بالمرة”.
والمثير عند الحديث إلى السيد عبد الحليم الرباط عن اختراعه هذا “أنه يأمل رؤيته ينجز قبل مغادرة هذا العالم”. كما أنه لا يرغب في جني ثمار مادية من ورائه بل كل ما يسعده هو رؤية هيئة خيرية تتبنى تسويق هذا المشروع لفائدة مستعملي الهاتف النقال من جهة ولتمويل مشاريع خيرية أخرى.
وقد بعث بهذا الخصوص رسالة إلى الزعيم الإفريقي نيلسن مانديلا، يقترح عليه فيها فرض ضريبة دولار واحد على كل جهاز، على أن تستعمل هذه الضريبة لمعالجة المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب إيدز أو سيدا.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.