مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مرض غامض يصيب البقر!

يتسبب الفيروس الأستوائي في هزال الأبقار وضعفها ضعفا شديدا إلى المدى الذي قد يؤدي إلى وفاتها Keystone

أثار ظهور مرض استوائي غير معروف بين قطيع من الأبقار في جنوب شرق سويسرا قلق المزارعين والأطباء البيطريين.

انتشار المرض بين قطيع من 300 بقرة في كانتون جراوبوندن Graübundenدفع السلطات إلى اتخاذ قرار بإبادة القطيع.

تسود مخاوف في الفترة الحالية من إمكانية انتشار المرض، لاسيما وأن بعض البقرات من القطيع المصاب تم بيعها إلى مزارعين آخرين قبل تشخيص الفيروس المعروف بإسمanaplasmosis.


ينتقل المرض الذي يسرى في دم البقرة من خلال حشرة الُقرادة (حشرة تمتص دم الحيوانات)، ويؤدي إلى نقص حاد في كريات دمها الحمراء متسببا في أعراض شبيهة بمرض فقر الدم و نقصٍ في وزنها وإصابتها بالحمى.


ويوضح الدكتور أولي براون الأستاذ في علم الحيوان بجامعة زيورخ أنه “يجب أن نتوقع أن عددا من بقرات القطيع المباعة قد أصيب بالفيروس، وإذا ما التسقت حشرة الُقرادة الحاملة للفيروس، فإن الإصابة بالمرض ستنتشر”، غير أنه يردف قائلا :”لكني أعتقد شخصيا أن الخطر ضئيل.”

علاجه ممكن.. ولكن!

لن يطول انتظار الخبراء والمزارعين. فالدكتور براون يؤكد “أن الأمر سيستغرق على الأقل أسبوعا قبل معرفة ما إذا كانت قطعان أخرى قد أصيبت بالمرض، إذ إننا نقوم حاليا بفحصها”.


ورغم خطورة فيروس anaplasmosis، الذي ينتشر عادة في المناطق الاستوائية، إلا أن علاجه ممكن من خلال نقل دم الحيوان المريض واستبداله بدم جديد.


“لقد تمكنا بالفعل من شفاء بقرتين من القطيع المصاب”، يقول الدكتور براون، “غير أنه من الصعب علاج مثل ذلك العدد الضخم”.

تطعيم.. طبيعي!

في المناطق التي ينتشر فيها المرض، مثل أمريكا اللاتينية وإفريقيا، أصبحت الحيوانات محصّـنة ضد الفيروس. أما أسباب ذلك فهي مناعة طبيعية.


“في أمريكا اللاتينية، أصبحت قطعان الماشية محصنة من كثرة تعرضها للسع من حشرة القُرادة، أو بسبب إصابتها بالفيروس مباشرة”، كما يشرح مارسيو فولي، وهو طبيب بيطري يملك مختبرا لصناعة البضائع الزراعية في كانتون فريبورغ.


بيد أن إمكانية حدوث ذلك في سويسرا تظل مستبعدة. فالمرة الأخيرة التي ظهر فيها المرض في الكنفدرالية كان قبل 18 عاما، وحينها كانت إصابة القطعان أكثر خطورة مما هو معتاد في المناطق الاستوائية.


من جانب أخر، من غير المعروف حتى الآن السبب الذي أدى إلى إصابة قطعان الأبقار في سويسرا بالفيروس أساسا. “افتراضنا هو أن المرض جاء من الخارج، لكننا لسنا متأكدين بعد”، يقول الدكتور براون.

أضرار مادية.. للمزارعين

يسعى صاحب القطيع المصاب ماركوس ميهلي إلى إقناع السلطات السويسرية بتغيير قرارها، والإبقاء على ثلث القطيع الذي لم يُظهر، على حد قوله، أي أعراض للإصابة بالمرض.


ويبدو السيد ميهلي مستميتا في جهوده، لاسيما وأن تكاليف القضاء على القطيع ستصل إلى نحو مليون فرنك سويسري، هذا عدا الخسائر التي سيتكبدها من ضياع عائدات بيع حليب الأبقار.


كما تبرز صعوبة الموقف عليه أكثر حيث انه فقد قبل ثلاثة أعوام كل قطيعه بسبب إصابته بمرض جنون البقر.

سويس إنفو

ينتقل الفيروس عبر حشرة القُرادة (الماصة للدم)
تشمل أعراض المرض الحمى والضعف الشديد
نحو 300 مليون من قطعان الماشية والأبقار في العالم مصابة بالمرض
لا يصيب الفيروس البشر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية